«السياحة العالمية» تناقش رفع الوعى لدى المجتمعات المحيطة بالمناطق السياحية
استكمالًا لجلسات مؤتمر "الوعي السياحي وبناء القدرات البشرية: نحو مجتمع سياحي مستدام"، والذي تم عقده في إطار أعمال اليوم الثاني لاجتماع اللجنة الإقليمية الـ 48 لمنظمة السياحة العالمية للشرق الأوسط، تحت رعاية دولة رئيس مجلس الوزراء، والتي تترأسها وتستضيفها مصر ممثلة في وزارة السياحة والآثار، وعُقدت اجتماعاتها على مدار يومي 28 و29 مارس الجاري بمدينة القاهرة، شهدت فعاليات الجلسة الثالثة للمؤتمر مناقشة أهمية رفع الوعي لدى المجتمعات المحلية المحيطة بالمناطق السياحية لتشكيل محيط سياحي سليم، ودور الإعلام في نشره بالمجتمع، ودور الوعي السياحي في تنشيط الحركة السياحية.
وقد شارك في الحضور الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار ورئيس هذه اللجنة الإقليمية، وزوراب بولوليكاشفيلي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، و الوزراء ورؤساء الوفود وممثلي الأعضاء المنتسبين بالمنظمة وممثلي المنظمات الإقليمية المشاركين بالاجتماع، بالإضافة إلى نائب وزير السياحة والآثار لشئون السياحة، والرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، وبعض قيادات الوزارة، ورئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، وبعض رؤساء الغرف السياحية المختلفة.
أدار الجلسة الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، و ساندرا كارفاو رئيس قسم الأسواق والقدرة التنافسية بمنظمة السياحة العالمية، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتورة اكاتسوكي تكاهاشي مسئولة البرامج الثقافية بمكتب اليونسكو في مصر.
واستهل الجلسة الدكتور أحمد غنيم بالتأكيد على أهمية التركيز على ضرورة رفع الوعي لدي المجتمعات المحيطة بالمناطق السياحية والأثرية، حيث طرح عدد من التساؤلات لمناقشتها في الجلسة منها كيفية إدماج هذه المجتمعات بصورة إيجابية، وخاصة أن السياحة أصبحت تجربة شاملة وجزء منها التعامل مع هذه المجتمعات، إلى جانب دور المؤسسات المحلية بدءًا من الحكومات، وكذلك المؤسسات التوجيهية سواء التي تتعلق بالسياحة أو الثقافة أو الآثار أو تلك التي تهتم بالحضارة بصفة عامة.
وأشارت ساندرا كارفاو رئيس قسم الأسواق والقدرة التنافسية بمنظمة السياحة العالمية، إلى مشروع أفضل "القري الريفية" والذي يتم التركيز من خلاله على تنمية هذه القرى سياحيًا، مؤكدة على ضرورة جعل مجتمعات هذه القرى فخورة بما لديهم من موارد مما سيساهم في جعلهم مندمجين داخل المجال السياحي.
وأشارت إلى أهمية التشاور الدائم مع هذه المجتمعات وإشراكهم في الاستفادة من هذا القطاع بشكل اقتصادي واجتماعي، مؤكدة على أن دور السياحة في تطوير المجتمعات يجب ألا يقتصر على زيادة الوعي إنما يجب أن يشمل أيضًا تنمية هذه المجتمعات بشكل متكامل وخلق فرص عمل جديدة.
كما أكدت على أهمية تنمية المجتمعات من خلال خلق الشراكات المختلفة بين القطاعين العام والخاص والمجتمع، وكذلك تنمية المهارات والتعليم ومنها تدريب قادة المجتمعات ليكونوا قادة سياحيين وتعزيز معارفهم عن الحوكمة وإدارة السياحة على المستوى المحلي، بجانب تمكين المرأة، والاهتمام بالابتكار.
واستعرضت ساندرا كارفاو معايير اختيار المجتمعات التي يمكن تطويرها سياحيًا من حيث موقعها الجغرافي، ومستوى التنمية والانتماء والهوية، ومدى قدرتها على مواجهة القضايا المختلفة، وأولويات الدول لاختيار هذه المجتمعات من حيث ما تمتلكه من تراث ثقافي وسياحي وأثري، وقدرة الوصول لهذه المقاصد عن طريق وسائل المواصلات، ووجود رغبة لهذه المجتمعات في التحول فعليًا الى مجتمعات سياحية.
وفي كلمته، تحدث الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، عن احتفالية الأقصر الذي نظمتها وزارة السياحة والآثار في نوفمبر الماضي، وتفاصيل الانتهاء من مشروع الكشف عن طريق المواكب الكبرى المعروف إعلاميًا بطريق الكباش والذي يربط بين معابد الكرنك ومعبد الأقصر، لافتًا إلى أنه تم إزالة التعديات من المباني القائمة على الطريق، وتفاصيل المقابر التي تم اكتشافها تحت منازل منطقة القرنه بالبر الغربي بالأقصر، وأحدث الاكتشافات التي كانت أغلبها تحت المباني وتحت المنازل.
وأشار الدكتور أحمد غنيم إلى أن ما عرضه الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار عما تم في كثير من أعمال الحفائر أو الاكتشافات الأثرية والذى ألقى الضوء خلاله على أهمية إشراك المجتمعات المحلية المحيطة بالأماكن الأثرية في هذه الأعمال أو أية أعمال أخرى تخدم بصورة غير مباشرة في صناعة السياحة والمساهمة في شعورهم بالفخر والانتماء.
وفي حديثها، أشارت الدكتورة اكاتسوكي تكاهاشي مسئولة البرامج الثقافية بمكتب اليونسكو في مصر إلى أهم الجهود التي تقوم بها منظمة اليونسكو في مجال التراث الثقافي في مصر وإشراك المجتمعات المحيطة، منها إقامة عدد من ورش عمل بمنطقة القاهرة التاريخية، وتوثيق الحرف التقليدية بالتعاون مع وزارة الثقافة، بالإضافة إلى توثيق معالم وآثار النوبة بالتعاون مع متحف النوبة، وغيرها من الجهود التي من شأنها تعمل على رفع الوعي لدي المجتمعات المحيطة بالمناطق السياحية والأثرية وإدماجهم في العمل السياحي.
جدير بالذكر، أن مصر كانت قد فازت بارئاسة اللجنة الإقليمية الـ 48 لمنظمة السياحة العالمية للشرق الأوسط، لمدة عامين 2022 و2023 خلال الانتخابات التي أُجريت أثناء انعقاد الاجتماع الـ 47 لها في مايو الماضي بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية.