كيف استحوذت صفعة ويل سميث لكريس روك على حفل الأوسكار؟
استحوذت صفعة النجم الأمريكي ويل سميث على وجه زميله الفنان الكوميدي كريس روك في حفل توزيع جوائز الأوسكار 2022 على الحدث العالمي، ما أثار دهشة مشاهدي وحاضري الحفل بعد إلقاء الأخير دعابة ساخرة بشأن زوجة سميث «جادا بينكيت» التي تعاني من تساقط الشعر بكثافة نتيجة مرض أصابها (داء الثعلبة)، حيث قال إنه ينتظر مشاهدتها في جزء جديد من فيلم G.I. Jane الذي يتناول قصة سيدة تحلق رأسها بعد انضمامها للبحرية الأمريكية وهو الفيلم الذي لعبت بطولته ديمي مور.
وانزعج النجم العالمي ويل سميث من الدعابة التي اعتبرها غير لائقة، وصعد على خشبة المسرح وصفع روك قبل أن يعود إلى مقعده، ويصيح مطالبا الفنان الكوميدي بألا يتفوه باسم زوجته، واستخدم سميث كلمة بذيئة في صياحه قائلا «أبق اسم زوجتي بعيدا عن فمك اللعين» وسط ذهول الجمهور الموجود في القاعة والمشاهدين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين تداولوا فيديو وصورا للواقعة قبل لحظات من إعلان جائزة أفضل ممثل حفل توزيع جوائز أوسكار الـ94.
- نيويورك بوست
ورغم اعتذار النجم الهوليوودي ويل سميث، الذي حصل على جائزة أوسكار أفضل ممثل عن دوره في فيلم «كينج ريتشارد» الذي أدى فيه شخصية والد ومدرب بطلتي التنس سيرينا وفينوس وليامس، وبكائه على خشبة المسرح، قائلا عند تسلمه الجائزة: «الحب يجعلكم تقومون بأمور مجنونة، الفن يُحاكي الحياة، أبدو مثل الأب المجنون، مثلما قالوا عن ريتشارد ويليامز.. أريد أن أعتذر للأكاديمية ولجميع زملائي المرشحين»، ليلقى بعدها عاصفة من التصفيق الحاد من الجمهور، إلا أن الواقعة قد تمثل أزمة بالنسبة للنجم العالمي الذي يواجه احتمالية تجريده من الجائزة التي حصل عليها للمرة الأولى بعد نحو 3 عقود من العمل السينمائي.
واعتبرت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة تصرف ويل سميث انتهاك واضح لإرشاداتها الصارمة في قواعد السلوك الخاصة بها.
وقال مصدر رفيع المستوى في هوليوود بعد الحادث: «ما حدث هو هجوم واعتداء شخصي في الأساس، لقد صُدم الجميع في المسرح من تصرفه وكان الأمر غير مريح ومزعج للغاية.. أعتقد أن ويل لن يرغب في إعادة جائزة الأوسكار، لكن من يدري ما سيحدث».
وكشفت الصحيفة أن المشهد الذي بدا فيه ويل سميث مبتسما وهو يتبادل التهاني مع الحضور عقب تتويجه بجائزة أفضل ممثل خلال حفل توزيع جوائز أوسكار الـ94، الذي أثار انتقاد شخصيات في صناعة السينما الأمريكية، بينهم المخرج والمنتج السينمائي جود أباتو، الذي كتب في تغريدة تم حذفها لاحقاً: «كان من الممكن أن تؤدي تلك الضربة لمقتله، إنه اعتداء صريح وفشل في السيطرة على الغضب.. لقد سمعنا عنهما مليون نكتة على مدى 3 عقود من العمل في السينما، وليسا مبتدئين في عالم هوليوود والكوميديا.. لقد فقد عقله حقا».
كما نقلت الصحيفة عن المديرة التنفيذية للأكاديمية، في تعليقها على تطبيق معايير السلوك على أعضائها: «يجب على الأعضاء التصرف بشكل أخلاقي، لا مكان في الأكاديمية للأشخاص الذين يسيئون استخدام مكانتهم بشكل ينتهك معايير الحشمة المعترف بها»، موضحة أن الأكاديمية تعارض بشكل قاطع أي شكل من أشكال الإساءة أو التحرش أو التمييز، مبينةً أن هذه المعايير ضرورية ومهمة لعكس قيم الأكاديمية.
- مجلة «فارايتي»
على الجانب الآخر، رفض كريس روك تقديم بلاغ للشرطة بشأن مشاجرة ويل سميث وتهجمه عليه في حفل توزيع جوائز الأوسكار، حسبما ذكرت مجلة «فارايتي» الأمريكية التي نقلت عن بيان قسم شرطة لوس أنجلوس ما جاء فيه: «كيانات التحقيق في شرطة لوس أنجلوس على علم بالحادث الذي وقع بين شخصين خلال حفل جوائز الأوسكار، وتضمنت الحادثة صفع فرد لآخر، إلا أن الشخص المعني رفض تقديم بلاغا للشرطة، وإذا رغب الطرف المعني في تقرير الشرطة في وقت لاحق، فستكون دائرة شرطة لوس أنجلوس متاحة لفتح تحقيق».
- بي بي سي
ووفقا لتقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، كانت هناك صدمة بين الصحفيين، في كواليس مسرح دولبي في لوس أنجلوس على ما فعله سميث مع روك، حيث قال ستيفن مكينتوش، محرر شؤون الترفيه في الـ "بي بي سي"، «خلال الحادث، خيم الصمت على غرفة الفائزين، وبدأ موظفو الأكاديمية مصدومين، تماما كما كان الصحفيون».
وأشار إلى أنه في البداية، بدا الأمر وكأنه مزحة أو أمر معد مسبقا، حتى أن سميث بدا وكأنه يضحك في البداية، بعد أن ألقى روك دعابته بشأن زوجته، لكن الاهتمام تحول فجأة إلى الشاشات وإلى ما كان يجري في الحفل، وبدا واضحاً أن أمراً جدّياً بدأ، مشيرا إلى أن زوجة سميث (جادا) بدت منزعجة، حتى هذه المرحلة، ظل الافتراض قائما بأن هذه حبكة مُعدّة مسبقا، لكن بدأ الشك يتسلل عندما نهض سميث من مقعده وضرب روك على المسرح.
وتابع: «على غرار حفلات سابقة عُرفت بسبب مواقف معينة، سيعرف هذا الحفل أبد الدهر بأنه الذي شهد صفعة سميث لروك».