«صعد أعلى عمود إنارة».. كواليس 5 ساعات انتظرها أحمد زكى لمصافحة «عبدالناصر»
تحل اليوم ذكرى رحيل الفنان أحمد زكي، الذي ما زال يتذكره الجمهور ويشاهد أعماله التى ناقشت الكثير من القضايا التى تمس المواطن وتجسد حياته.
أحمد زكي، رحل عن عالمنا فى 27 مارس عام 2005 بعد صراع طويل مع مرض سرطان الرئة، بعد أن قدم للسينما والتليفزيون العديد من الأعمال المتميزة التى تركت بصمة لدى المشاهد العربي.
عاش أحمد زكى يتيمًا، فقد ولد عام 1946، وظل يبحث عن الأب طويلًا لكنه لم يجده إلا فى صلاح جاهين وقبله الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
فعندما قامت ثورة يوليو عام 1952، وكان وقتها زكى طفًلا صغيرًا، ورأى أحمد صورة الراحل جمال عبد الناصر لأول مرة، ثم سمع صوته في الإذاعة، تعلق به، وشعر أنه أبوه، لذلك حينما علم أن جمال سيمر بالقطار على محطة الزقازيق وقف ينتظره، مع الآلاف من أبناء المدينة، بحسب ما قاله الكاتب محمد توفيق في كتابه "أحمد زكى 86" الذي يستعرض حياة أحمد ورحلته الفنية بالكواليس والأحداث والأصدقاء والصراعات وغيرها من التفاصيل التي كانت تملأ حياة زكى.
وحسب حديث محمد توفيق في كتابه عن زكى، 5 ساعات جلسها أحمد بالقرب من القضبان فى انتظار عبد الناصر، رغم أنه كان يعلم أن اللقاء لن يستمر سوى ثوانٍ معدودة، وبعد 5 ساعات شعر أحمد بالجوع والعطش، فذهب يبحث عن ساندويتش فول وشربة ماء.
وحينما عاد زكي لم يستطع أن يخترق الحشود التى قطعت الطريق إلى القطار لترى جمال عبد الناصر، فصعد أحمد أعلى عمود النور، وجلس عليه ليرى الرئيس عبد الناصر بوضوح، وحين اقترب القطار من المحطة قفز على الأرض، وجرى نحو القطار حتى التقت عيناه مع عيني عبد الناصر وحاول أن يصافحه لكنه بالكاد لمس يده، وقد تحقق له ما أراد ليشعر أنه قد لمس يد والده، وفرح أحمد حتى كاد يقبل يده التى لمسها جمال عبد الناصر.
وعندما مات عبدالناصر شعر أحمد زكى باليتم وظل لمدة 4 أيام دون نوم حتى سقط مغشيًا عليه، فكانت هذه الصدمة الأولى في حياة زكى بعد رحيل والده.