حفل توقيع ومناقشة رواية «لا تمت قبل أن تحب» بصالون العين.. غدًا
يستئأنف في الخامسة والنصف، من مساء غد الإثنين، نشاط صالون العين الثقافي، بمقر الدار الكائن بطلعت حرب، ولقاء مفتوح لمناقشة وتوقيع رواية "لا تمت قبل أن تحب"، للكاتب محمد الفخراني، والصادرة حديثًا عن دار العين للنشر، حيث تناقش الرواية الناقدة الدكتورة أماني فؤاد، والكاتب والروائي على قطب.
صدر للكاتب القاص والروائي محمد الفخراني خمس مجموعات قصصية: بنت ليل عام 2002، قبل أن يعرف البحر اسمه عام 2010، قصص تلعب مع العالم عام 2011، طُرُق سرية للجموح عام 2013. عشرون ابنة للخيال عام 2017.
وفي الرواية صدرت له روايات: فاصل للدهشة 2007، ألف جناح للعالم 2016، مزاج حُر 2018، أراك في الجنة 2020.
تدور أحداث رواية "لا تمت قبل أن تحب"، للروائي محمد الفخراني، فى إطار بخط من قلم رصاص، يبدو وكأنه قصة حب، نقرأ شخصيات لها مساراتها الخاصة، عن أطفال متوحدين، صُمّ وبُكْم يتكلمون أجمل لغة رومانسية فى العالم، لغة الإشارة، منتحرين صغار، عازفة ساكسفون لها أزرق يخصها، ومُصوِّر فوتوغرافى شاب يتجوَّل فى العالم، وفتاة تنتظر أن تصل إلى اليوم الأول من أربعين عمرها كى تنجو من مرض وراثى، وكيف يكون عالمنا قريبًا إلى هذا الحَدّ، لكن.. مثل طائرة ورقية نمسك فقط بطرف خيطها.
ومن أجواء الرواية نقرأ: "روح طفل التوحد، مكشوفة لكل شئ، عريانة، كأنها فتيل نور مكشوف للريح والمطر وأنفاس الآخرين ونظراتهم، هذا الفتيل، الروح، ترتجف طول الوقت، وسرحانة.
لما ينظر طفل التوحد لبعيد بطريقته السرحانة، أحس أنه يتأمل روحه، أتعامل مع التوحد، وعرفته بطريقتي، وأحب أن أصف جوهره بأنه رومانسي، أيوا، رومانسي، وهل ربح أحدنا بالضرورة لما تعامل بعنف مع العالم؟ أقصد هل ربح فعلًا، لا أن يبدو وكأنه ربح.
تعلمت لغة الإشارة، تعلمتها لأجل أطفال التوحد، ولمتعتي الشخصية بها، البعض سيقولون، ولماذا لغة الإشارة إذا كان طفل التوحد لا ينظر حتى لمن يكلمه، أقول إني أحاول أن أجعلهم ينظرون إلي بأي طريقة، وأجرب معهم كل شئ.
أحكي لكم أجمل منظر رومانسي شفته؟ كنت طالعة من مدرستي الثانوي في نهاية يوم دراسي، وشفت ولدا وبنتا من الصم والبكم واقفين في جانب من الشارع، يتكلمان بلغة الإشارة، انخطف قلبي وقفت أتفرج، كأنهما في عالم خاص بهما، منسجمين، يحركان أيديهما برشاقة وخفة، أحسست أني في قلب مشهد رومانسي، وتمنيت لو أكون بكماء صماء لبعض الوقت لأتكلم بهذه الطريقة، وقررت أتعلمها في أقرب فرصة، وحتي بعدما تعلمتها مازلت مغرمة بالفرجة علي هذا المنظر، كلما أشوف بنتا وولدا من الصم والبكم أقف في زاوية وأتفرج، من غير بحلقة كي لا أكون وقحة، ولا أضايقهم، رغم أني لاحظت أنهم لا يهتمون بعيون الغير، أقصد لا يتجاهلونهم بازدراء ولا يتضايقون منهم، لا مشكلة عندهم لو تابعهم أحد".