حلم طفيف.. «صلاح جاهين» في عيون سعاد حسني وأحمد زكي
كان الفنان أحمد زكي يرى نفسه محظوظا لأنه عاش سنوات عديدة مع الشاعر صلاح جاهين، وكان يردد "يا بخت من عاش ولو لساعات مع هذا المبدع الكبير".
وروى أحمد زكي في "أخبار اليوم" 2005، أن صلاح جاهين كان أكبر سند له في الدنيا، ويعتبره بمثابة "أب": "أنا فاكر أول مرة شفت فيها صلاح جاهين كنت طالبا في سنة أولى معهد فنون مسرحية، وكنت أشعر بالغربة الشديدة في زحام القاهرة، وحاسس أني تايه فيها مش في شوارعها ولكن في ناسها وعلاقتهم ببعض وأنا الأبيض عندي أبيض والأسود عندي أسود".
شكى أحمد زكي ما يعانيه للشاعر صلاح جاهين، فكان يحتويه كأب "يا أحمد إنت جيت في العصر الغلط".
أثناء دراسة أحمد زكي، رغب في أن يسافر إلى برلين لاستكمال دراسته، فرفض "جاهين" بمشاعر الأب وطلب منه استكمال دراسته بالقاهرة، ليبدأ حمد زكي مشوار النجومية.
جمعت بين الفنانين والشاعر صلاح جاهين علاقات لم تُنسى، التصقت بوجدانهم، فلم ينسى الفنان حمدي الوزير الرباعية التي كتبها "جاهين" من وحيه.
روى حمدي الوزير في حوار لجريدة "أخبار الأدب" 2008، أنه التقى بالشاعر سيد حجاب الذي كان صديقا لوالده.
اصطحب سيد حجاب الفنان حمدي الوزير لمسكنه في جامعة الدول العربية، وكانت في انتظارهم، الشعراء، أمل دنقل وصلاح جاهين وعبد الرحمن الأبنودي، والفنانين، كمال الطويل وسعاد حسني وغيرهم.
جلس "الوزير" صامتًا، ففوجئ بصلاح جاهين يرمي له ورقة قائلا "خد دي يا ولد، ده إنت"، فيقرأ رباعية "أنا شاب لكن عمري ألف عام، وحيد لكن بين ضلوعي زحام".
شاركت الفنانة سعاد حسني في احتفالية ذكرى الشاعر صلاح جاهين، أعدتها قناة الأفلام التابعة لشبكة "إيه آر تي". حسب "الجيل" 1998.
وصفت سعاد حسني صلاح جاهين بأنه "حلم من الأحلام"، قالت "حقيقي حلم طفيف، وأنا في الحقيقة زعلانه جدا إن هو مكانش بيقول لنا أحزانه".
وفي مذكراتها التي حكتها سعاد حسني، للكاتب منير مطاوع، قالت:"صلاح جاهين كان أبي الروحي، الأستاذ والصديق، هو الإنسان الوحيد الذي شعرت في صلتي به أن كياني قوي وأن قدرتي الإنسانية على الإبداع والفن في أحسن حالاتها، وروحي المعنوية في أعلى حالاتها".
واعترف سعاد حسني أن صلاح جاهين هو الذي صنع "زوزو"، وكان يعرف حالتها النفسية دون أن تحكي، قالت "كان شاعرا حقيقيا، أنا كل يوم باقرأ أشعاره، وعندي مشروع أسجلها كلها للإذاعة".