في عيد البشارة.. الأنبا باخوم: يبادر الله دائمًا أن يدخل بيوتنا
تٌحتفل الكنيسة الكاثوليكية، اليوم الجمعة، بعيد البشارة عيد التجسّد الإلهيّ، أول الأعياد في المسيحية.
وهنأ الأنبا باخوم النائب البطريركي، لشؤون الإيبارشية البطريركية، الأقباط بعيد البشارة، قائلاً: بمناسبة عيد البشارة الآباء الأحباء، الرهبان والراهبات، وشعب الايبارشية البطريركية المبارك، الروح القدس يحل عليك يا مريم الملكة والله تطلع إلى طهارتك فلم يجد من يشبهك.
وتابع: وكانت البشارة بمولد المخلص في مدينة بعيدة في ضواحي الجليل، اسمها الناصرة ( لو ١ / ٢٦) في بيت شابة تُدعى مريم. تناقض عجيب، لكنّه يُشير إلى أنَّ هيكل الله الجديد، والمكان الجديد الذي سيتقابل فيه الله مع شعبه هو مكان غير متوقع.
مٌضيفًا: يبادر الله دائمًا، ويختار أن يدخل إلى بيوتنا، مدننا ومدارسنا وجامعاتنا، في المستشفيات وفي شوارعنا. يدخل في جهادنا اليوميّ مليء بالمخاوف والرّغبات.
وفي هذه الأماكن يتحقق الإعلان الأجمل الذي يمكننا سماعه: "إفَرح، الرَّبُّ مَعَك!". (لو ١ / ٢٨)، إعلان فرح يولّد الحياة ويخلق الرّجاء، فرح يتجسّد في طريقة تطلّعنا إلى المستقبل والموقف الذي ننظر به إلى الآخرين. فرح يصبح تضامنًا ورحمة تجاه الجميع.
وتابع: كما حدث مع مريم، يمكن أن يصيبنا اضطرابٌ شديد، "كَيفَ يَكونُ هذا" (لو ١ / ٣٤) في زمن مليء بالمتناقضات؟ متناقضات في الحياة والعمل والعائلة. في مستقبل الأطفال وأحلام الشباب. متناقضات في عالم يبدو أنّ كلّ شيء فيه قد تحوّل إلى مجرِّد أرقام تاركًا الحياة اليوميّة للعديد من العائلات فريسة للتوتر وغياب الأمان وعدم الرضا. وبشكلٍ تناقضي عندما يتسارع كلّ شيء لبناء مجتمع أفضل – نظريًّا –، نجد في النهاية أنّنا لا نملك الوقت لشيء أو لأحد. نفقد الوقت المخصص للعائلة وللجماعة، للصداقة والتضامن والذكرى.
مستكملاً: أمام اضطراب مريم وأمام اضطرابات يقدّم الملاك رسالة هامة: "ما مِن شَيءٍ يُعجِزُ الله"(لو ١ / ٣٧). عندما نعتقد أن كلّ شيء متوقّف علينا نبقى سجناء لقدراتنا وقوانا، ولكن عندما نسمح بأن تتمّ مساعدتنا ونُصحَنا وعندما ننفتح على النعمة يبدو أنّ المستحيل قد تحوّل إلى حقيقة.
وتابع: إنّ الله لا زال، كما في الماضي، يبحث عن رجال ونساء قادرين على الإيمان. إن الله لا زال يسير في دروبنا باحثًا عن قلوب قادرة على الإصغاء لدعوتها وتجسيدها هنا والآن. إنّ الله لا زال يبحث عن قلوب مُستعدّة، كقلب مريم، للإيمان حتى في الظروف والأوضاع الغريبة والاستثنائيّة، لينمِّ الرّب فينا هذا الإيمان وهذا الرّجاء.