«سجن للأجانب لدى طالبان».. صحفى بريطانى يكشف لـ«أمان» وقائع ما جرى له على يد مقاتلى الحركة (خاص)
قال الكاتب الصحفي البريطاني المتخصص بتغطية القضايا في أفغانستان أندرو نورث، إنه كان قد تم اعتقاله هو وعدد من الصحفيين في كابول من قبل عناصر طالبان الذين يتحكمون في البلاد منذ عدة أشهر.
وأشار أندرو في تصريحات خاصة، إلى أن حركة طالبان أفرجت عنه وعددا من المراسلين الآخرين كانوا محتجزين في سجن يضم عددا كبيرا من الأجانب بحنسياتهم المختلفة، لافتاً إلى أن سبب الإفراج عنهم أتى بعد الضغط على وسائل الإعلام داخل أفغانستان من قبل الأمم المتحدة ومفاوضات مع الحكومة الأفغانية الحالية.
وأكد نورث أنه هو ومجموعة من الصحفيين كانوا في مهمة لوكالة الأمم المتحدة للاجئين لتقديم تقرير عن الأزمة الإنسانية في أفغانستان، موضحا أن الوضع الاقتصادي في حالة سيئة جدا والناس لا تجد فرصة للعودة للعمل وكسب قوت يومهم، مشيرًا إلى أن كثيرا من الأعمال تم منعها في مجالات عدة كالترفيه والملابس والتجميل والفنون بمختلف أشكالها والمقاهي وأشياء كثيرة أخرى.
وأفضى قائلا إنه كان تتم معاملتهم بشكل هادئ لكنه شهد العناصر التابعه لطالبان يتعاملون بعنف مع البعض، ولم يفهم السبب وراء ذلك بسبب اختلاف اللغة وعدم قدرة المعتقلين الآخرين على التحدث بلغة إنجليزية أو أفغانية، مشيرًا إلى أن بعضهم كان يتحدث باللغة العربية واستطاع أن يفهم أنهم من الشرق الأوسط وتحديدا من سوريا.
وأضاف نورث، أنه يشعر بسعادة أنه تم إطلاق سراحه لكنه يشعر بالحزن على وجود معتقلين سياسيين وصحفيين ونشطاء بداخل السجن، مشيرًا إلى أنه على الرغم من تعرض حركة طالبان لضغوط دولية شديدة بسبب اعتقال النساء والصحفيين على حد سواء إلا أنه ما زالت الحركة تمارس إجراءات عنيفة وغير ديمقراطية تجاه الآخرين.
وأكد نورث أن سلطات طالبان في كابول احتجزت في نهاية العام الماضي رجلا بريطانيا آخر هو المصور السابق بيتر جوفينال الذي لا يزال رهن الاعتقال، موضحا أنه لا تريد طالبان إطلاق سراحه بسبب أنه كان يكتب ويرصد أفعالهم التي وصفها بـ"الشنيعة".
وأشار إلى أنه البريطاني الوحيد المتبقي الذي لا يزال محتجزًا لدى طالبان وهو متزوج من مواطنة أفغاني وكان في كابول للقيام بأعمال تجارية وتسوية شئون الأسرة، من أجل الهجرة إلى بريطانيا بعد سيطرة طالبان على الحكم، وهناك تم اعتقال أجانب آخرين في نفس الوقت معه لكن أسمائهم وجنسياتهم غير معروفة.
وأكد أندرو أن موقف طالبان تجاه الصحفيين ليس جديدا فتاريخها طويل فيما يتعلق باغتيال ورصد وتعذيب وأسر صحفيين أفغان وأصبحت الآن منذ توليها السلطة تمارس ذلك تجاه صحفيين من دول أخرى ولكن بشكل حذر.
واستكمل الصحفي البريطاني أندرو نورث الكاتب في صحيفة الجارديان وبي بي سي سابقا، أنه يتمتع بخبرة طويلة في العمل في أفغانستان بما في ذلك موقع تورتواز الأفغاني الشهير، لافتاً إلى أنه قد سجل مؤخرًا فيلما وثائقيا عن الأطفال في قرى أفغانستان كصحفي مستقل، ما جعله على قائمة المطلوبين لدى طالبان.
كانت قد أوضحت حكومة طالبان أن الأشخاص الذين اعتقلوا أثناء عملهم لدى الأمم المتحدة قد تم احتجازهم في الأصل، لأنهم لم يكن لديهم أي بطاقات هوية وتصاريح ووثائق ضرورية، لذلك تم إطلاق سراحهم الآن بعد التأكد من هويتهم.