باحث كينى متخصص فى شئون الإرهاب يكشف لـ"أمان" كيف يتم إنتاج بيانات موثوقة حول الهجمات الوشيكة فى بلاده؟
قال مونوجو ديجاي، الكاتب المتخصص بشئون الميليشيات المسلحة في كينيا، إن العديد من الدول أعلن حالة تأهب قصوى وعددا من تحذيرات السفر إلى كينيا، لافتًا إلى أن تلك التحذيرات أتت من قبل المسئولين الفرنسيين والأمريكيين والاتحاد الأوروبي بسبب ارتفاع مؤشرات تؤكد وجود هجمات إرهابية وشيكة.
وأضاف ديجاي في تصريحات خاصة لـ"أمان" أن كينيا عانت من هجمات إرهابية قاتلة تبنتها حركة الشباب الإسلامية الصومالية، ونتيجة لذلك فقد عزز الأمن سياسات واستراتيجيات مكافحة الإرهاب في كينيا.
وأوضح ديجاي أن الحكومة تقوم الآن برصد مؤشرات الاستخبارات للنظر في تصريحات وموقف بعض الدول الأوروبية في تحذيرها السفر إلى كينيا، وعن كيف يتم جمع المعلومات الاستخبارية عن الهجمات الإرهابية الوشيكة، ولفت إلى أن التعاون بين الحكومات والأجهزة الأمنية عنصر حاسم في مكافحة الإرهاب، وهذا ينطبق بشكل أكبر على الإرهاب العابر للحدود، ويعتمد التعاون الفعال بين الوكالات على تبادل المعلومات الاستخباراتية في الوقت المناسب وبشكل دقيق من خلال القنوات القائمة.
وأكد ديجاي أن كينيا تتعاون مع مختلف الدول الغربية للتوصل إلى التصريحات التي مفادها أن هجومًا إرهابيًا وشيكًا سيحدث، مشيرًا إلى أنه على سبيل المثال يتم بين كينيا والمملكة المتحدة اتفاق متبادل لمواجهة تهديد حركة الشباب الصومالية ويتبادل البلدان المعلومات ويحددان طرقًا جديدة لتعطيل عمليات المجموعة في شرق إفريقيا وخارجها.
وتابع ديجاي أن المملكة المتحدة وكينيا تجمعان المعلومات بعدة طرق، وتشمل هذه المصادر السرية للاستخبارات البشرية، والمراقبة الموجهة، واعتراض الاتصالات، والبيانات التي تم الحصول عليها من مزودي خدمات الاتصالات، والبيانات الشخصية المجمعة والمراقبة المتطفلة والتدخل في المعدات.
وأوضح أن المركز الوطني لمكافحة الإرهاب يوفر أيضا قنوات على الإنترنت حيث يمكن للجمهور الإبلاغ عن الأنشطة المتعلقة بالإرهاب دون الكشف عن هويتهم.
وأشار ديجاي في تصريحاته لـ"أمان" إلى أن حكومة كينيا تتعاون أيضًا مع الولايات المتحدة حيث يتم تمويل فريق الاستجابة لوحدة الخدمات العامة لمكافحة الإرهاب من قبل الولايات المتحدة.
بالإضافة إلى ذلك تقدم الجماعات الإرهابية نفسها معلومات عن الهجمات الوشيكة كجزء من الدعاية والترويج لنفسها، وتقدم حركة الشباب معلومات عن الهجمات الوشيكة من خلال منفذها الإعلامي ومؤسسة الكتاب الإعلامية التابعة لهم.
وعن مدى موثوقية تنبيهات الاستخبارات حول الهجوم الإرهابي الوشيك، أكد ديجاي لـ"أمان" أن هناك وحدة البحث والتحليل الاستخباري السليم التي ترصد الاتجاهات والاستراتيجيات والتكتيكات للجماعات الإرهابية، قائلا: إنه يتم إنتاج بيانات موثوقة بدرجة كافية حول الهجمات الوشيكة.
وتابع أنه وعلى الرغم من ذلك دائما ما تقدم مصادر الاستخبارات أحيانًا آراء بدلًا من أدلة دامغة ومن ثم يمكن أن يكون التحليل في بعض الأحيان ذاتيًا وليس موضوعيًا.
ويتم تحديد موثوقية الذكاء من خلال مدى صحة أو صحة المعلومات، جهاز MI5 في المملكة المتحدة على سبيل المثال يسجل معلومات استخبارية موثوقة بشكل صحيح من خلال تسجيل أصلها وصلاحيتها ويتم تعديل تقييمات التهديدات الصحيحة بانتظام في ضوء المعلومات الاستخباراتية الجديدة.
وأكد أنه وعلى الرغم من ذلك فإن الجماعات الإرهابية تتصرف بطرق غير متوقعة، فبعض الهجمات الإرهابية تكون معروفة بسبب كونها إحياء ذكرى، واحتفالًا بهجمات سابقة ناجحة. ويمكن أن تكون الهجمات رمزية تهدف إلى تعزيز أهداف وغايات أيديولوجية، كما يمكن تنفيذها استجابة لتدخلات الدولة المستهدفة لمكافحة الإرهاب.