فجّر نفسه.. من هو زعيم داعش الذى أعلنت أمريكا مقتله؟ (بروفايل)
أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن تمكن القوات الأمريكية من مقتل زعيم تنظيم داعش، أبوإبراهيم الهاشمي القرشي.
وتتبعنا فى "أمان" خلفية زعيم التنظيم الأكثر تطرفا وإرهابا في العالم، أبوإبراهيم الهاشمي القرشي، الذي قتل في عملية إنزال أميركية في شمالي غربي سوريا، بعدما قام بتفجير عبوة ناسفة تسببت في مقتله و13 شخصا من عائلته على الأقل، بينهم 6 أطفال.
وحسب الملفات العراقية، فإن قائد التنظيم المقتول يدعى أمير محمد سعيد عبدالرحمن مولى، وله عدة أسماء مستعارة أخرى، وعرف في أوساط الجماعات الإرهابية، ومنها القاعدة وداعش، باسم عبدالله قرداش وحجي عبدالله والهاشمي القرشي.
ولد في العراق في عام 1976، في منطقة حسنكوي الواقعة في منطقة تلعفر، وانتقل فيما بعد إلى مدينة الموصل، ودرس في أكاديمية في مدينة الموصل، وتخرج فى كلية الشريعة، وعمل خطيبا في جامع العجيل في مدينة تلعفر، وكانت خطاباته- حسب البيانات العراقية، تمتاز بالتشدد والتطرف.
وعمل قرداش بعدها على إصدار الفتاوى الشرعية المتشددة، وسعت قوات الأمن العراقية للقبض عليه بتهم التطرف ونشر الأفكار الارهابية في المنابر والمساجد، فهرب من مدينة تلعفر إلى مدينة الموصل مرة أخرى.
وحسب مركز "مشروع مكافحة التطرف البحثي"، فقد كان ضابطا سابقًا في جيش نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، وانضمّ إلى صفوف تنظيم القاعدة بعيد الغزو الأميركي للعراق في العام 2003، ولقب بعدة ألقاب، منها: المدمر والبروفيسور بسبب ما ارتكبه من مجازر وحشية بحق الأقلية الإيزيدية في شمال العراق.
وصفه تنظيم داعش بالأمير أبوإبراهيم الهاشمي القرشي، سعيًا منهم إلى إعادة بناء التنظيم الذي خسر سيطرته على مساحات شاسعة.
لم يكن معروفا على نطاق كبير، حيث عرف بعد أكثر من عام من مقتل أبوبكر البغدادي في أكتوبر 2019 الماضي، وكان يعد ضمن أشد الإرهابيين المطلوبين في العالم، حيث حددت وزارة الخارجية الأميركية، في 24 من مارس عام 2020 رسميًا بأنه زعيم جديد لتنظيم داعش، وأدرجته على قائمة أكثر الإرهابيين المطلوبين في العالم.
ويظهر «مولى» في التقارير الأميركية بأنه كان مفيدًا تحديدًا في تزويد الأميركيين بالمعلومات اللازمة لملاحقة وحدة الدعاية التابعة للجماعة، وكذلك ملاحقة غير العراقيين في منظمته، وهم متطوّعون من جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا انضموا إلى التنظيم أثناء الاحتلال الأميركي للعراق.
استطاع خلق صورة مخيفة في قلوب من حاربوا داعش بعد مجازر تصفية الأقلية الإيزيدية، ولقبه العديدون بأنه متخصص في شئون الجهاد والإبادات الجماعية، حيث لعب دورا ضخما في حملة تصفية لأقليات كثيرة، منها قتل السيدات الكبار في السن تحت مسمى أنهن لا حاجة لهن، لا زواج ولا إنجاب ولا خدمة، بالإضافة إلى المسيحيين الذين هرعوا هربًا من إجرامه في حملة تصفية وصفت بأبشع المجازر والتهجير والسبي.
تم اعتباره واحدًا من أكبر الأيديولوجيين في داعش، حيث كان قد ساعد على قيادة وتبرير اختطاف وذبح وتهريب الأقلية الدينية في شمال غرب العراق، وأشرف على بعض العمليات الإرهابية العالمية للجماعة.
تتضمن مسيرته تاريخا طويلا من التطرف من قبل انضمامه إلى داعش، حيث تم اعتقاله في عام 2004 في سجن بوكا الأميركي في العراق، وبالداخل التقى أبوبكر البغدادي، مؤسس تنظيم داعش وأحد قادة تنظيم القاعد في العراق، وتمكن لاحقا من أن ينضمّ إليه بعد إطلاق سراحه.
وذكرت تقارير المخابرات الأمريكية أنه كان له دور كبير في تجنيد الأجانب في تنظيم داعش بفضل خبرته السابقة في الانضمام لتنظيم القاعدة في عامى 2004 و2005، وبايع قادة التنظيم، حيث توجه إلى زعماء القاعدة في العراق وتمكن من أن يتم تنصيبه في منصب المسئول الشرعي لتنظيم القاعدة في الجانب الأيسر من ولاية نينوى.
وظهر في التقارير أنه كان آنذاك يبلغ من العمر 31 عامًا، وكان مسئولًا متوسط المستوى داخل دولة العراق الإسلامية التي عُرفت لاحقًا باسم «داعش»، حتى تمكنت القوات الامريكية في العراق من إلقاء القبض عليه في أواخر عام 2007، وخضع لعشرات الاستجوابات من قبل المسئولين العسكريين الأمريكيين، وخلال فترة اعتقاله في سجن بوكا عمل القرشي مخبرًا لدى الأميركيين، وفقا لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».
ولم يذكر بشكل محدد تاريخ إطلاق سراحه، لكن التحقيقات المنشورة معه توقفت عند أواخر عام 2008، ليعود اسمه مرة أخرى كنائب لـ«أبوبكر البغدادي» في تنظيم «داعش» في أوائل أكتوبر 2019.
وقد أعلن تنظيم داعش، في أكتوبر عام 2019، عن تعيين أبوإبراهيم القرشي زعيمًا للتنظيم خلفًا لـ«أبوبكر البغدادي» الذي قُتل في هجوم أميركي أواخر اكتوبر 2019.
حتى فجّر أبوإبراهيم الهاشمي القرشي عبوة ناسفة قتلت نفسه وأفراد عائلته، فيما تشن القوات الأمريكية هجومًا على منزل في قرية أطمة بمحافظة إدلب.
ويأتي ذلك بعدما نفذت قوات العمليات الخاصة الأمريكية غارة واسعة النطاق لمكافحة الإرهاب في شمال غرب سوريا، ليل الخميس، وصفتها «البنتاغون» بأنها مهمة ناجحة، فيما وصف الرئيس جو بايدن تفجير «القرشى» نفسه بأنه عمل جبان.