تقرير يكشف كواليس تدفق الآلاف من مقاتلى طالبان من باكستان إلى أفغانستان
كشف تقرير صادر عن صحيفة طولوع الأفغانية عن تدفق الآلاف من مقاتلي وأنصار طالبان على أفغانستان من باكستان خلال الأشهر الأربعة الماضية، وذلك استجابة لنداءات رجال الدين والقادة المؤثرين المتحمسين لتوطيد سيطرتهم على البلاد، حسب الصحيفة.
وأشار التقرير إلى أن القيادة العليا لطالبان حثت المقاتلين واللاجئين الأفغان وطلاب المدارس الدينية في باكستان على القدوم إلى أفغانستان لمساعدة الجماعة في الحفاظ على الأمن، لأنها حققت سلسلة من التطورات الإقليمية المفاجئة هذا الصيف، والتي خلقت حاجة ملحة للتعزيزات على حد قول أعضاء طالبان الحاليين والسابقين.
وقال التقرير إن أحد مقاتلي طالبان الباكستانيين الذين ساعدوا في جهود التجنيد في مدرسة تابعة لحركة طالبان في شمال غرب باكستان عرض على العديد من المجاهدين إقامة دائمة في أفغانستان إذا كانوا يرغبون في الانتقال.
وأوضح التقرير أن الزيادة في مقاتلي طالبان ومؤيديهم من باكستان حاليا بدعم صفوف الحركة تأتي مع ارتفاع التهديدات الأمنية والارهابية بسبب داعش وغيرهم من الجماعات الرافضة لطالبان، بالإضافة إلى الانهيار الاقتصادي وتعميق الأزمة الإنسانية.
وعبّر سياسيون أفغان عن أن توافد هذا العدد من الباكستانيين المتطرفين أمر يدعو للقلق ويأتي في وقت حرج لقادة طالبان حيث تركز على الحفاظ على الوحدة في مواجهة الأزمات المتعددة التي لديها القدرة على تقويض الجماعة.
ويقدر عدد مقاتلي طالبان في صفوفها بنحو 75 ألف مقاتل ويُعتقد أن حجم التدفق الأخير من باكستان يتراوح بين 5000 و10000 وفقًا لقادة طالبان، وهو أعلى بعشرة أضعاف من متوسط موسم القتال.
وأشاد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان بسيطرة طالبان العسكرية على أفغانستان، قائلًا إنها كسرت "قيود الاحتلال". وسافر رئيس المخابرات الباكستانية إلى كابول في أكتوبر الماضي وكان خان أحد أكثر زعماء العالم صراحةً الذين طالبوا بالاعتراف الدولي بحركة طالبان.
وحسب التقارير الباكستانية، العديد من الباكستانيين يرفضون الجماعات المتطرفة ويلقون باللوم عليها بسبب عدم الاستقرار ووجود عدد من الهجمات التي يشنها المسلحون على أراضيهم، وهو أمر يخشون أنه سيزداد مع وصول طالبان إلى السلطة حيث إن إحدى الجماعات القوية في باكستان هي حركة طالبان الباكستانية المعروفة باسم تحريك طالبان باكستان، أو TTP والتي تختلف عن طالبان الأفغانية لكنها ألقت بدعمها خلف الحكام المجاورين.
وأصدرت الحكومة الباكستانية بيانا تؤكد فيه أنه لا صحة للأخبار التي تشير إلى تدفق المتطرفين عبر حدودها مشيرة إلى أن الحدود الباكستانية محاطة بسياج شبه كامل، لقد كانت حدودًا طويلة وسهلة الاختراق في وقت سابق، لكن هذا لم يعد كذلك.
يُذكر أن حركة طالبان طالبت ودعت المزيد من المقاتلين من باكستان خلال الصيف حيث تراجعت عواصم المقاطعات التي تسيطر عليها الحكومة الأفغانية في تتابع سريع، ولكن بعد أن استولى المتشددون على كابول، بدأ قادة طالبان أيضًا في دعوة أعضاء طالبان المتعلمين وأنصارها في باكستان للانضمام إلى الحكومة الوليدة للجماعة.
وأكدت طولوع أنه مع أعقاب اندفاع المقاتلين والداعمين بدأت المدارس الإسلامية ومراكز التدريب العسكري التي كانت بمثابة خطوات رئيسية على طول خط أنابيب التجنيد في الانتقال إلى أفغانستان وإنه يتم إنشاء المزيد والمزيد من مراكز تدريب طالبان داخل أفغانستان، حيث تكتمل الظروف لتدريب المجندين بسرعة.
ويأتي ذلك بعد اكتساح السلطة حيث وجدت طالبان أن قواتها منتشرة بشكل ضعيف، وبينما كانت الجماعة تسيطر على أكثر من نصف أراضي أفغانستان فإن مكاسبها خلال الصيف جعلت مقاتليها فجأة مسئولين عن تأمين المراكز الحضرية حيث يعيش معظم سكان البلاد.