"الناتو" يكشف وسائل داعش لخداع وتجنيد عناصره الإرهابية
نشر مركز التميز للاتصالات الاستراتيجية التابع لحلف الناتو مؤخرًا منشورا يحمل رؤى جديدة حول كيفية جذب داعش للناس إلى الإرهاب وحول كيفية أن تنظيم داعش أحدث ثورة في الطريقة التي جندت بها المنظمات الإرهابية الناس.
ولفت المنشور إلى أن الجماعات الجهادية كانت في الماضي تقضي شهورًا في الاقتراب من المجندين المحتملين وتقييمهم وتطرفهم، مشيرًا إلى أن تنظيم داعش تمكن من الجمع بين طرق الاتصال القديمة والتقنيات القائمة على الإنترنت وفهم الجمهور العالمي لتسريع نمط دعم فعال.
وذكر المنشور أنه لا ينبغي أن يكون النطاق الواسع لمدى انتشارهم هو ما يقلق العالم فحسب، ولكن أيضا السرعة التي يمكنهم بها تجنيد مقاتلين جدد والسيطرة على قناعاتهم وأفكار هؤلاء.
وتساءل عن أسباب شعور هؤلاء المجندين الجدد بالإثارة لما يفعله داعش؟ وعن سبب سعيهم بشكل استباقي لتقديم الدعم للتنظيمات الارهابية، بل وعن أسباب أنهم غالبًا ما يكونون مستعدين للتضحية بحياتهم من أجل تعزيز القضية الإرهابية؟
وذكر المركز أن تنظيم داعش يستخدم الدين والمعتقدات والروايات الاجتماعية للتأكيد على مدى أهمية النوايا للجهاد، ويتجنب داعش في العديد من منشوراته الرسمية، طلب المشاركة المباشر، في عمليات انتحارية أو الانخراط في ساحة المعركة. وعلى هذا النحو تتبنى المنظمة ملف تعريف يسهل الوصول إليه ويحقق بشكل فعال وسائل القبول الخاصة بأولئك الذين لا يزالون يشكون فيما إذا كان ينبغي عليهم دعم المنظمة أو الانضمام إليها.
وأشار المركز إلى أن داعش يوفر للأشخاص الذين لا يريدون القتال طرقًا بديلة للمشاركة في المعركة، على سبيل المثال يطلبون تبرعات مالية لدعم المجاهدين وعائلاتهم، وأنهم على هذا النحو يخلق داعش أيضًا وسائل دعم مالية للحماية الاجتماعية لعناصرهم وعائلاتهم، ومنح هذه الرواية المجندين المحتملين شعورًا بالثقة بأن المقاتلين وكذلك أسرهم سيتم رعايتهم ماديا.
وأضاف المركز في منشوره الذي نشر عبر موقعه الرسمي أن داعش يستخدم بقوة منصات إعلامية متعددة لنشر وتضخيم الأخبار والتعليم والبيانات والرسائل الأخرى بين المجندين المحتملين، ويضعون إستراتيجية تتضمن سلسلة من الكلمات والصور المختارة بعناية والتي تتحدث بشكل متكرر عن "عالم غربي فاسد" وكيف يشكل هذا العالم الغربي الفاسد تهديدًا لـلخلافة.
ورصد المركز أن وسائل الإنترنت أصبحت وسيلة ممتازة لنشر دعوة الجهاد والأخبار باستخدام مقاتليهم المميزين الذين يتمتعون بإمكانيات نجوم السينما في هوليوود والمؤثرات السينمائية التي يقومون بدمجها في منشوراتهم بالإضافة إلى الخطب الخادعة التي تعمل على استغلال بعض القناعات وتحويلها لعنصر يتم استغلاله لجذب جنود جدد.
وأشار إلى أن وسيلة الإنترنت توفر لداعش ميزة كبيرة بمعنى أن التنظيم لا يحتاج إلى التواجد على الأرض والتواصل وجهًا لوجه مع المجندين المحتملين وبدلًا من ذلك، يمكن للخلافة الكاذبة أن تدعم نفسها افتراضيًا من خلال إنشاء منتديات مناقشات عالمية أو قوائم بريد إلكتروني تسهل مشاركة الأخبار والأدب وبالنسبة لداعش، فإن الجهاد عبر الإنترنت لا يقل أهمية عن التواجد على الأرض بل هو أكثر أمانا بالنسبة لهم وأكثر انتشارا.
وذكر المركز أن تنظيم داعش يواصل نشاطه بقوة في نشر أفكاره حول كيفية مشاركة الناس في القتال ضد خصومهم، حيث بنى التنظيم رواية حول مفهوم أن الجماعة بحاجة إليكم مع التأكيد على أن هزيمة الخلافة لن تكون بسبب قوة العدو، بل لضعف الناس الذين ما زالوا يترددون في الجهاد حيث يستغل داعش إيمان الناس بالولاء لدينه والولاء لله والعداء لأعداء الخلافة وذلك من أجل العمل على الإيمان الشخصي لدى المسلمين وغير المسلمين في جميع أنحاء العالم.
ويستغل داعش الولاء الديني على أمل أن يؤثر على أولئك الذين ما زالوا مترددين في المشاركة بنشاط في المعركة، ولهذا الغرض تعرض منشورات داعش بانتظام قصصا ملهمة لأولئك الذين أظهروا بالفعل تفانيا وتضحية من خلال السفر إلى سوريا أو العراق بل وشاركوا في عمليات انتحارية.
وأكد أنه لا تزال أيضا ظاهرة المقاتلين المحليين والأجانب على قائمة الاهتمامات، ولكن يمكن القول إنها لم تظهر إلا منذ الآونة الأخيرة ضمن أولويات الناتو القصوى وربما يكون المجتمع الدولي قد استخف بخطر التطرف بين الشعوب.