هل حقًا هاجم زعيم القاعدة «الأمم المتحدة» واليونسكو بسبب طالبان؟ (تقرير)
استمرارا لسلسة الشد والجذب بين تنظيم القاعدة وطالبان، والتي بدأت منذ تولي الأخيرة حكم أفغانستان، خرج أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، علينا من جديد في فيديو لمدة 39 دقيقة، بعنوان "نصيحة الأمة الموحدة بحقيقة الأمم المتحدة" للحديث عن تاريخ منظمة الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو.
هاجم الظواهري من خلال كلمته منظمة الأمم المتحدة، وكل من يندرج تحتها وجميع المنظمات الأممية والدولية، معتبرا أن التعاون معها يعد بمثابة قبول بالتحاكم لغير شريعة الله.
كما أنه حذر من توقيع المجاهدين على ميثاق الأمم المتحدة، زاعما أن ذلك سيترتب عليه منعهم من (نصرة المسلمين في مختلف البلدان)، معتبرا ذلك مناقضا للشريعة الإسلامية التي فرضت الجهاد وتحرير بلاد المسلمين وقتل الكفار، على حد تعبيره.
وقصد "الظواهري" من خلال كلمته انتقاد حركة طالبان بشكل ضمني "دون تسميتها"؛ نظرا لطلب الأخيرة الحصول على مقعد لأفغانستان داخل المنظمة الأممية بعدما سيطرت على حكمها.
الظواهري قلق على الجهاد
أظهرت كلمة الظواهري عن الأمم المتحدة قلق تنظيم القاعدة والجهاد بشكل خاص، وتيار السلفية الجهادية بشكل عام، من احتمالية تراجع حركة طالبان عما يسمى مشروع الجهاد العالمي، وعزوف الحركة عن مبادئ السلفية الجهادية مثل "جهاد الدفع" والحرب على اتفاقية "سايكس بيكو".
الشد والجذب منذ زمن بعيد
يذكر أن قصة الشد والجذب بين تنظيم القاعدة وحركة طالبان حول الأمم المتحدة لم يكن وليد اللحظة، بل إنه نشأ مع سيطرة الحركة على حكم كابول ومبايعة الملا عمر حاكما لإمارة أفغانستان.
ففي عام 2000 بدأت الحركة في استخدام أدواتها الدبلوماسية بهدف حصول أفغانستان على مقعد في منظمة الأمم المتحدة، وكان ذلك عن طريق إرسالها وفدا رفيع المستوى إلى نيويورك لمحاولة إقناع المسئولين بحقها في الحصول على مقعد داخل المنظمة، إلا أن الأخيرة ظلت تعارض هذه الخطوة.