باحث أفغانى يكشف لـ«أمان» كواليس عودة ظهور قادة القاعدة فى اجتماعات طالبان
قال مقام خان، الباحث الأكاديمي الأفغاني في دراسات الأمن والاستخبارات والدراسات الاستراتيجية، إن انسحاب القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي سيساعد «القاعدة» على إعادة تنظيم أنشطته في أفغانستان وفي فترة قصيرة جدًا ستكون المجموعة قادرة على إعادة إطلاق أنشطتها مرة أخرى.
وأضاف خان، لـ"أمان"، أنه بعد عقود من الاختباء أصبح ظهور تنظيم القاعدة واضحا في أفغانستان، وفي الاجتماعات الخاصة لحركة طالبان يتواجد دائما قادة تنظيم القاعدة ضمن الحضور.
وأكد أنه منذ الانسحاب الأمريكي عملت عناصر القاعدة، بأمر من قادتهم، على مساندة عناصر حركة طالبان لإعادة فرض الأمن ومساعدة طالبان على الهيمنة والقوة.
وأشار الباحث الأفغاني إلى أن عناصر القاعدة ساعدوا حتى في منع عدد من العمليات الإرهابية التي كانت سيتم ارتكابها من قبل تنظيم داعش ضد طالبان والإفغانيين الذين عملوا مع الناتو وأمريكا.
وأكد «خان» أنه بعد انسحاب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من أفغانستان، أعلن العديد من الجهات الفاعلة دعمها طالبان، حيث رأت أن عام 2021 هو عام الأمل بالنسبة للقاعدة لأنه يوفر فرصة له لبدء مهمته الإرهابية العالمية المتوقفة والذي طغى على مكانته العالمية تنظيم داعش.
ولفت إلى أن الانسحاب الأمريكي سيحد من قدرتها على ضرب قلب القاعدة في باكستان وأفغانستان، وسيكون نقطة تحول في عودة ظهور القاعدة في أفغانستان مرة أخرى، مشيرا إلى أن الإلمام بالتضاريس الوعرة في أفغانستان وشمال إفريقيا سيساعد القاعدة على إعادة الاندماج وتجميع قواته بسرعة إذا لم تكن هناك رقابة قوية عليه، خاصة أن حركة طالبان تقوم بحمايته منذ عقود وكانت الراعي الأمين الذي أخفى أسامة بن لادن سنوات.
وقال «خان» إن العلاقة بين القاعدة وطالبان علاقة لا تنفصل، وانتصار جماعة ما سيمهد الطريق لعودة مجموعة أخرى، وإن «القاعدة» وخصمه «داعش» سيسعيان لتمديد عملياتهما في أفغانستان وآسيا الوسطى بعد انسحاب الولايات المتحدة والناتو.
وأشار الخبير الأفغاني إلى أنه من المرجح دائمًا أن تكون الجماعات الإرهابية مستعدة لمساعدة المنظمات الإرهابية الأخرى وتوفير الملاذ الآمن لها، وأن الجماعات الإرهابية مثل القاعدة وداعش مهتمة جدا جدًا باحتلال أفغانستان، ليس لأن لديها مصالح في أفغانستان ولكن لأنها تعتقد أن الجيش الإسلامي سيأتي من خراسان حسب المعتقد السُني، وخراسان هي أفغانستان حاليا.
وأضاف «خان» أن هذه الجماعات تعتقد أنه بعد خروج الجيش الإسلامي من خراسان أو أفغانستان ستكون المعركة الأخيرة في سوريا، ولهذا السبب لا شك أنها ستحاول بقوة إعادة جمع شتاتها ودعم بعضها البعض.
مؤكدا أنه بالنظر إلى المستقبل فمن المحتمل جدًا أن تؤدي الروابط المتزايدة بين طالبان والقاعدة إلى العمل على إقامة شراكات استراتيجية طويلة الأمد، وستلعب هذه الجماعات الإرهابية دورها المعطل في إرهاب المدنيين والمسئولين الحكوميين، بعد أن كان قد أدى تدخل الولايات المتحدة والناتو في أفغانستان إلى شل حركة القاعدة، ومع تمكن طالبان من الحكم، وهم أيضا لهم قوة كبيرة في باكستان والهند وطاجيكستان وآسيا الوسطى، فإن ذلك سيعطي المجموعة الزخم لتعظيم فراغ السلطة الذي خلقته القوات الأجنبية في أفغانستان.
وختم بأنه يعتقد أن الوضع الكئيب الحالي في أفغانستان يمهد الطريق لعودة تنظيم القاعدة في أفغانستان، وهو الأمر الذي يمكن أن يشكل تهديدا خطيرا للمجتمع الدولي كله وليس لأفغانستان فقط، ومع ذلك فإن حجم ونطاق الأنشطة الإرهابية للقاعدة سيكون مختلفًا عن هجمات 11 سبتمبر بسبب التحولات الاستراتيجية في الثقافة الاستراتيجية للجماعة، حيث ستستخدم الجماعة هذه المرة نفوذها وتقوي العلاقات مع الجماعات الإرهابية الأخرى الممتدة من آسيا إلى أوروبا ومن إفريقيا إلى أمريكا.