خبير أوروبى فى مكافحة التطرف عن الإخوان: يعملون كسماسرة سلطة ويجمعون الأموال باستغلال القضايا الدينية لتمويل الجماعة (تقرير)
نشر داميان ماكلروي، الصحفي المتختص في شئون الجماعات المتطرفة، وهو مراسل سياسي غطى السياسة والصراع في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط والولايات المتحدة وإفريقيا وآسيا، رسالة بحثية حول كيف تقوم الجماعات الإرهابية باستغلال الأموال العامة للتوسع والنمو بشكل أكثر تعقيدًا، وذلك عبر صفحته، للتأكيد على خطر جماعة الإخوان المسلمين على القارة الأوروبية.
وأكد داميان، عبر رسالته، أن انطلاق المؤتمر الأوروبي السنوي، الذي عقد في فيينا الأسبوع الماضي بهدف مراجعة عمل السياسات الحكومية بشأن التطرف الإسلامي، هو جهد تاريخي فضح التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين، واصفا إياهم بأنهم قوة تعمل من تحت الأرض وتصاعدت بشكل واضح في جميع أنحاء القارة الأوروبية.
وأشار إلى أنه يجب العمل ضد الإخوان في أوروبا، ولذلك تم تقديم وثيقة من 200 صفحة قُدمت في الاجتماع، وضمت كافة نقاط التخوف ومخاطر وجود الإخوان في القارة الأوروبية.
وتضمنت وثيقته مبادرة لمكافحة الإخوان والإرهاب، وبها سبل فحص للجذور المنتشرة التي رسخها الإخوان المسلمون في المجتمعات الغربية، مؤكدًا أن المنظمات التي يسيطر عليها الأيديولوجيون موجودة للاستفادة من التيار الاجتماعي الأوروبي، من خلال التحكم في الموارد وبناء أتباع في البلدان المتباينة.
وأضاف داميان أنهم يميلون إلى العمل كسماسرة سلطة، ويجمعون مبالغ مالية ضخمة باستغلال القضايا الدينية والعقائدية والإنسانية لتمويل جماعتهم.
وأوضح أن في أوروبا توجد طرق ووسائل مختلفة لكيفية معالجة التطرف، لكن الخطر الأكبر هو أنه لا يوجد إجماع على أن جماعة الإخوان جزء من جماعات التطرف والإرهاب في أوروبا حتى الآن، وهو أمر خطير، حسب قوله.
وتابع أن أحد الجوانب التي لا تريح أولئك الذين يقفون وراء المؤتمر هو أن هناك تدفقًا كبيرًا للتمويل من خارج الكتلة لجماعات الإخوان المسلمين، وقد وفر لهم ذلك الوسائل اللازمة لإنشاء الهياكل التنظيمية التي تنفذ أهدافهم دون تدقيق خارجي أو داخلي تجاههم.
وقال إنه مما يثير القلق تمامًا أن هذه المجموعات تستغل بشكل متزايد التمويل العام لتمكين التوسع وتوفير ختم الموافقة الذي يتم استغلاله بلا رحمة للتطور والوصول لمبتغاهم في دول أخرى.
وأكد أن إحدى توصيات التقرير إلى الحكومات العاملة في هذا التحالف ضد الإرهاب هي السعي في تقليص تدفق هذه الأموال واعتبارها ضمن سياسة الدولة في مكافحتها للإرهاب، ووقف تمكين الرجال الموالين لجماعة الإخوان المسلمين ومشروعاتهم السياسية، وتوخي الحذر منهم خاصة بداخل المنظمات الحقوقية التي تضم كثيرا من رجال الإخوان المتسترين الذين يعملون لصالحهم ضد جهات معينة.
وأشار إلى أنه خلال مداهمة الشرطة النمساوية كانت قد وجدت قائمة تسمى «قائمة الأعداء» بداخل مقرات الإخوان المسلمين وحماس، وتضمنت شخصيات أوروبية وعربية.
وطالب الحكومات بزيادة قيودها تجاه الشركات والجمعيات الخيرية والمنظمات المجتمعية والصناديق التعليمية والهيئات المجتمعية التي يسيطر عليها الإخوان المسلمون.
وقال إنه يجب بناء المعرفة في المجتمعات للتعريف بحقيقة الجماعة، وإن هذا قد يشكل تحديًا بشكل خاص، خاصة أن التاريخ المرصود للإخوان المسلمين هو أن الحركة تعمل إلى حد كبير ضمن القانون، لكن بالنسبة لأوروبا، فإن وجهات نظرها وأهدافها تعد إشكالية، لذلك من الضروري أن يكون المسئولون على دراية جيدة بهياكلها وتكتيكاتها وأهدافها الحقيقية وليس التزامها الظاهري.
وأكمل أن هناك مجموعة من حوالي 300 من نشطاء الإخوان المسلمين هم المفتاح لفهم كيفية عمل هذه الجماعة، وهم من يؤدون أدوارًا قيادية في عدد من العمليات الأمامية تجاه عدد من الحكومات في العالم.
وطالب بتتبع التغييرات التي تتم في الإخوان المسلمين في جميع أنحاء أوروبا، وأنه يجب التتبع الجيد لمعرفة ما يجري، وإلقاء نظرة على الأسماء في المجالس أو الهيئات القيادية، وتتبع الأموال وتتبع الأفراد العاملين بالمؤسسات الحكومية والأسواق الأوروبية والتابعين بشكل خفي لجماعة الإخوان، بالإضافة إلى الهيئات الأخرى ذات الفروع البارزة التي تشمل المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، وهو أعلى كيان فرنسي في الأرخبيل، ويضم بشكل مريب عناصر من الجماعة.
موضحا أن المجلس الأوروبي للفتاوى والبحوث، ومقره دبلن، يعتبر قوة رائدة في جلب نفوذ الإخوان المسلمين إلى المحيط الحيوي التكنولوجي ووسائل التواصل الاجتماعي في أوروبا.
وأشار إلى أن السلطات الأيرلندية هي جهات تنظيمية مشكوك فيها، حيث لها خط تواصل مباشر مع يوسف القرضاوي، الزعيم الأيديولوجي الفعال للإخوان المسلمين وأحد العناصر التي وضعت على قوائهم الإرهاب في عديد من الدول العربية.
وتعجب من الثقة الأوروبية التي يراها العقدة الرئيسية في حماية هذه الشبكة أو الجماعة، مشيرا إلى أن قادة التنظيم ومكتبهم الرئيسي يتخذ من المملكة المتحدة بريطانيا مقرًا له في قلب العاصمة لندن، بل وله قوة مهولة في منظمات النشاط الخيري ولديه قوة مالية هائلة لنشرها لصالح الجماعة.
وقد التزمت الدول المشاركة في العملية، بما في ذلك النمسا وألمانيا وفرنسا وهولندا والاتحاد الأوروبي، بمراجعة كيفية عملها معًا للنظر في جماعة الإخوان المسلمين.