طالبان تطالب الأسر بقائمة الفتيات فوق 15 عامًا والأرامل تحت 45 للزواج بمقاتليهم.. ما القصة؟
طالبت حركة «طالبان» الأفغان بإعطائهم «بناتهم المراهقات كعبيد للجنس لمقاتلي الحركة»، حسب موجتابا حيدر زادا، صحفي أفغاني ومحلل نفسي للعناصر الإرهابية.
وأشار زادا إلى أن حركة طالبان نشرت بياناً يأمر القادة المحليين في أفغانستان بتقديم قائمة بالفتيات اللائي تزيد أعمارهن على 15 عامًا والأرامل والمطلقات دون سن 45.
وتضمنت الرسالة، حسب زادا، تهديدا للقرويين ومطالبتهم بتسليم بناتهم وأراملهم لجنود الحركة.
وورد في الرسالة، الصادرة باسم اللجنة الثقافية لطالبان، أن جميع الأئمة والملالي في المناطق التي تم الاستيلاء عليها يجب أن يقدموا لطالبان قائمة بالفتيات فوق 15 عامًا والأرامل تحت سن 45 للزواج من مقاتلي طالبان في سبيل الله، ومن أجل إتمام الجهاد ورفع رايات الولاية الإسلامية.
يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه الجماعات المتطرفة هجومها الرئيسي، واستيلاءها على مساحات من الأراضي وإجبار آلاف الجنود على الفرار أو الاستسلام، بالإضافة إلى الاستيلاء على ترسانة من الأسلحة الثقيلة الأمريكية.
وتفر الأسر والنساء المرعوبات اللواتي يخشين على بناتهن من قراهم نحو كابول بعدما مزقت الحرب الأخيرة بين قوات حفظ الديمقراطية الجيش الأفغاني وطالبان التي ترتكب جرائم ضد الإنسانية، حسب الأمم المتحدة، من أجل السيطرة الكاملة بعد أن سيطروا بالفعل على 85 في المائة من أفغانستان.
وأكد زادا أن الجماعة الإرهابية لا تظهر أي علامات على إبطاء هجومها الخاطف للبلد، فقد تم تطبيق قواعد قاسية على أولئك الذين يعيشون في الأراضي التي تم الاستيلاء عليها من قبل طالبان.
وأوضح أن الحركة الإرهابية تقوم بفرض أوامر جديدة على الأفغان، مع حظر التدخين وحلق اللحية ومنع النساء من الخروج بمفردهن، وتحذيرهم من أن أي شخص يُقبض عليه وهو يتحدى القواعد "سيتم التعامل معه بجدية".
وأعرب بعض الآباء لزادا بالفعل عن مخاوفهم من قيام عصابات طالبان بأخذ بناتهم وإجبارهم على أن يصبحن عبيدا.
ونقل زادا عن حاج محمد بيخ، وهو شيخ أفغاني، أن سيطرة طالبان على منطقة خواجة بهاء الدين في تخار، المقر السابق للتحالف الشمالي الذي سقط في أيدي المتطرفين في يونيو- أثارت مخاوف من أن المسلحين سوف يتزوجون بناتهم بالقوة.
وقال: كنا تحت سيطرة الحكومة سعداء وتمتعنا على الأقل ببعض الحرية، مضيفا أنه منذ تولي طالبان زمام الأمور نشعر بالاكتئاب ولا نخرج من المنزل ولا يمكننا التحدث بصوت عالٍ ولا يمكننا الاستماع إلى التلفاز ولا يمكننا إرسال النساء إلى سوق الجمعة لشراء حاجات المطبخ والطعام.
وأشار إلى أن بعض عناصر طالبان تقدموا نحو مسجده الذي يعلّم القرآن فيه، وسألوه عن أفراد أسرته، وتابع أنهم قالوا له لا يجب أن تحتفظ بالفتيات فوق سن 15 فهذا أمر آثم، وأنه يجب أن يزوجهن فور بلوغهن.
وأكمل أنه متأكد من أنهم سيأتون مرة أخرى لأخذ ابنتيه البالغتين من العمر 23 و24 عامًا، ويتزوجون بهما بالقوة.
وأكد أن طالبات طالبوه بحصر الفتيات في منطقته، وأن يجمعهن أمام المسجد خلال أسبوع، وأن يبلغ أهل المنطقة كل يوم عبر مذياع المنبر بأن يحضرن فتياتهن.
وقال: يجب أن يساعدنا أحد، خاصة الفتيات والنساء، فإذا استعادت الجماعة المتطرفة السيطرة وفرضت نسختها الإرهابية من الشريعة الإسلامية سنخسر بناتنا بطرق مأساوية.
ويتضمن المنشور الذي وزعته حركة طالبان على أهالي القرى بنودا منها ان ارتداء الحجاب إلزامي، وسيسمح للفتيات حتى سن البلوغ بالذهاب إلى المدرسة، ولكن يجب أن تكون معلمتهن أنثى.
وفي غضون ذلك كشفت حركة طالبان عن أنها استولت على معبر «سبين بولداك» الحدودي الاستراتيجي على طول الحدود مع باكستان.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، طارق عريان، لوكالة «فرانس برس»، إن "مقاتلي طالبان الإرهابيين قاموا ببعض التحركات بالقرب من المنطقة الحدودية"، وأضاف أن القوات الأمنية صدت الهجوم.
وأصرت وزارة الداخلية على أن الهجوم قد تم إيقافه، وأن الحكومة فرضت سيطرتها، لكن مصدرا أمنيا باكستانيا قال إن علم طالبان الأبيض يرفرف فوق البلدة.