«ترجمنا 1000 فتوى بثلاث لغات».. شهادة المفتى أمام مجلس اللوردات البريطانى ضد «داعش» والإخوان (بيان)
قال مفتي مصر الدكتور شوقي علام إن العالم أجمع أصبح معرضا لخطر الإرهاب، مضيفًا: "نحن جميعًا في سفينة واحدة، وعلينا أن نتعاون معًا ونبذل الجهد المشترك من أجل مواجهة هذا الخطر الذي يهدد الجميع، ولن ننجح في تحقيق أي تقدم ملموس في هذا الملف الخطير إلا بتحمل كل طرف مسئوليته بجدية".
ولفت مفتي الجمهورية بصفته رئيسًا للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: "إن علماء الدين قد أخذوا على عاتقهم نشر الصورة الحقيقية عن الإسلام، التي نأمل أن تمنح العالم فهمًا أفضل عن الإسلام، وهذا الفهم بدوره يساعدنا جميعًا أن نحيا معًا في سلام واستقرار وتعاون متبادل".
وأوضح علام، خلال كلمته التي ألقاها اليوم أمام مجلس اللوردات البريطاني عبر تطبيق "زووم"، وهو أول لقاء من نوعه بين مفتي مصر وأعضاء مجلسَي اللوردات والعموم البريطاني، أن الفتوى تعد إحدى الأدوات المهمة من أجل استقرار المجتمعات؛ ولكن الجماعات المتطرفة تستخدمها كأداة لهدم المجتمعات ونشر الفوضى، وتستغل بعض النصوص الدينية التي تفسرها بمنطق مشوه وغير علمي من أجل تحقيق مصالحها الشخصية وتبرير أعمالها الإجرامية.
وأشار مفتى مصر إلى أن دار الافتاء استشعرت خطر فتاوى الإرهاب وقامت بحزمة من الإجراءات لمواجهة الآلية الدعائية للتنظيمات الإرهابية ومن ضمنها داعش، وذلك من خلال إقامة مرصد لمتابعة الفتاوى التكفيرية والمتشددة، والرد على هذه الفتاوى وتفنيدها من خلال منهج علمي رصين، وإقامة مركز تدريبي متخصص حول سبل تناول ومعالجة الفتاوى المتشددة.
وأضاف علام أن دار الإفتاء استغلت أيضًا الطفرة الإلكترونية الهائلة ووسائل التواصل الحديثة للوصول إلى أكبر قطاع ممكن من الناس من مختلف الدول وبمختلف اللغات، حيث أطلقت العديد من الصفحات الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي للرد على المتطرفين، والتي تزيد على عشر صفحات يتابعها ما يقرب من ١٢ مليون مستخدم، فضلًا عن الموقع الإلكتروني للدار الذي ينشر الفتاوى والمقالات والأبحاث ومقاطع الفيديو بعشر لغات، وإطلاق صفحة إلكترونية بعنوان "داعش تحت المجهر" باللغتين العربية والإنجليزية لتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تسوقها التنظيمات الإرهابية، هذا فضلًا عن إطلاق مجلة إلكترونية "بصيرة" باللغتين العربية والإنجليزية لنشر الإسلام الوسطي المعتدل، وترجمة أكثر من 1000 فتوى باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية، نسبة كبيرة من هذه الفتاوى متعلقة بتفنيد مزاعم التيارات المتطرفة وما تسوقه من مفاهيم وتصدره من فتاوى مغلوطة، وكذلك إصدار موسوعة لمعالجة قضايا التطرف والتكفير باللغات الأجنبية.
وأشار مفتى مصر إلى أن جماعة الإخوان ليست جماعة دعوية ولا علمية، بل هي جماعة إرهابية تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في كل الدول أينما حلت بها، ورسالتها وغايتها الإرهابية لا تمت إلى الإسلام بصلة، لافتًا إلى أن دار الإفتاء عكفت على دراسة هذه الجماعة من خلال أدبياتها المختلفة وبرهنت بما لا يدع مجالًا للشك أن الفكرة الإخوانية قائمة على العنف والإرهاب.
وأكد مفتي الجمهورية أن مصر خطت خطوات واسعة في محاصرة الفكر التكفيري، وحذرت العالم من هذا الوباء مرارًا وتكرارًا، ولم تجد دعوتها آنذاك آذانًا مصغية، وإننا في مصر نعالج قضايا التطرف الديني من منطلق رسالتنا الأساسية بأن الهدف الأسمى لكل الأديان هو تحقيق السلم العالمي.