دبلوماسى كندى: مصر تلعب دورًا مهمًا فى أفغانستان.. وصمت باكستان لن يحميها من الإرهاب (حوار)
أكد كريسي إليسكاندرا، سفير كندا السابق في أفغانستان، أن مصر تلعب دورًا دبلوماسيًا وأمنيًا في أفغانستان، موضحًا أن الدبلوماسيين والخبراء الأمنيين المصريين كانوا على تواصل دائم مع الحكومة لمتابعة تدفق العناصر الإرهابية التي تحمل الجنسية المصرية من وإلى أفغانستان.
وأوضح إليسكاندرا، في تصريحات خاصة لـ«أمان»، أن مصر لديها سفارة قوية ومهمة في كابول بجانب السفارات الأجنبية الأخرى التي تعمل مع الحكومة من أجل الأمن القومي العالمي والخاص ببلادهم.
وأشار إلى أن مصر عملت مع الحكومة الأفغانية بدعم كثير من الشباب عبر مؤسسات دينية لدحر التطرف والأفكار الإرهابية عبر إحدى المؤسسات الدينية الكبيرة في القاهرة - في إشارة إلى الأزهر الشريف.
ولفت إلى أن هناك عاملين في السفارة المصرية مصريين يعملون على متابعة الشباب الذي يُريدون السفر إلى مصر لطلب العلم، أو المصريين المتواجدين في أفغانستان الذين يعملون في منظمات إنسانية أو طبية أو إعلامية وغيرها.
ولفت إلى العمل مع مصر لمتابعة الملفات الأمنية الخطيرة، خاصة بعد تدفق العديد من الشباب المتطرفين في عامي 2014 و2015 من مصر نحو أفغانستان ومنها إلى العراق وسوريا.
ونوه بأن هناك علاقات قوية بين كندا ومصر وأفغانستان، لافتًا إلى أن كابول تواجه ضغوطًا وتحديات كبيرة للغاية وهي بحاجة لدعم من الجميع وعلى رأسها الدول المجاورة، منتقدًا أفعال الحكومة الباكستانية التي تدعم الجماعات المتطرفة- على حد قوله.
وانتقد الدبلوماسي الكندي تعاون باكستان مع حركة طالبان على حساب أفغانستان، مشيرًا إلى أن استعادة السلام في أفغانستان ووقف العنف والتطرف وانتشار الجماعات الإرهابية في البلاد لن يكون ممكنًا ما لم توقف باكستان في "حربها السرية بالوكالة" في أفغانستان.
وقال الدبلوماسي الكندي إن "الجيش الباكستاني ولاسيما المخابرات العسكرية تعمل بقوة بداخل أفغانستان وتقوم بدعم وحماية قادة طالبان والقاعدة في أراضيهم، ما يبقى على قوتهم ويدعمهم في شن حرب ضد الحكومة الأفغانية".
وذكر أن "بسبب تلك الأفعال خرجت الحكومة الأفغانية بتصريحات شديدة مؤخرا ضد الحكومة الباكستانية، واصفين باكستان ببيت الدعارة الذي يأوي كل من هب ودب على حد قولهم".
وأشار إلى أن "رد فعل الحكومة الأفغانية طبيعيا بسبب أفعال الحكومة الباكستانية في حماية متطرفين يسعون للسيطرة على أفغانستان بعد انسحاب القوات الأجنبية.
وبين أن "صمت الحكومة الباكستانية على أفعال الجماعات الإسلامية المتطرفة لن يحميها لاحقًا من هجماتهم المتوقعة"، مضيفًا "تغاضي باكستان عما يحدث من تلك الجماعات هو تسكين لواقع قادم لن يستطيعوا الهرب منه إلا إذا عملوا سويا مع أفغانستان".
وتابع "هدوء الإرهاب في باكستان أمر مؤقت بسبب حاجة الجماعات لتلك الأرض الآن كمقر ثانٍ لهم بسبب الحرب المتتالية بين الجيش الأفغاني وطالبان والقاعدة"، لافتًا إلى أن باكستان أوت قادة القاعدة بما فيهم أسامة بن لادن والظواهري وغيرهم.
وأوضح أنه "إذا اجتمع المجتمع الدولي لاستدعاء السلوك السيئ لباكستان في هذا الصدد، وسلوكها غير القانوني، فإن الأمور ستتغير بسرعة كبيرة نحو السلام والهدوء في تلك المنطقة"، لافتًا إلى أنه "في غضون الفترة الماضية سافر زعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار إلى باكستان بدعوة من السناتور سراج الحق، زعيم الجماعة الإسلامية، وهو حزب ديني متشدد ومتطرف مقره في باكستان ويتعاون ويدعم طالبان والقاعدة وداعش".
وتوقع أن الهدف من تلك الاجتماعات الأخيرة التي تحدث بين قادة الجماعات المتطرفة والمسلحة والعنيفة في باكستان، هو السيطرة على أفغانستان وإعلانها ولاية إسلامية بعد انسحاب القوات الأجنبية منها، وإخضاع الجيش الأفغاني لهذه الجماعات.
ولفت إلى أن هناك دعوات لمخاطبة مؤيدي تلك الجماعات في ساحة مدينة لاهور السبت القادم، مؤكدًا أن كل ما يحدث من أعمال عنف واشتباك واغتيال بيد عناصر طالبان والجماعات المتطرفة هناك يؤكد أن محاولات أمريكا لإنجاح عملية السلام ليست سوى مجرد وهم تحاول طالبان من خلاله خداع الجميع حتى تتمكن من السيطرة على البلاد وإعلان ولايتها.
وأوضح أن "ما لا يقل عن 15 قياديًا جهاديًا أفغانيًا سافروا إلى باكستان في أقل من 5 أشهر وهو أمر غريب أن يتوجهوا إلى دولة أخرى ليتحدثوا عن السلام كما يقولون بدلا من أن يجتمعوا مع الحكومة الأفغانية بشكل مباشر وهو أمر لم يحدث الآن رغم مرور أشهر كثيرة منذ إعلان عملية السلام".
وشدد على أن "باكستان جارة مهمة لأفغانستان ولها علاقات وثيقة وقوية مع طالبان لذا عليها العمل مع الحكومة الأفغانية وليس ضدها من أجل سلامتها هي أيضًا"، متابعًا:"سمعت تصريحًا لعبد الرشيد الأيوبي، مستشار رئيس أفغانستان قال فيه سنحقق السلام قريبًا إذا أرادت باكستان، لكن الحقيقة هي أن طالبان لا تريد السلام، فهم يتصرفون بشكل متناقض في أقوالهم وأفعالهم، وأنا مقتنع تمامًا بهذا الأمر أيضا ويدعم الرأي الرئاسي الأفغاني في تخوفاته وامتعاضه".