عندما تسببت "لا يا شيخ" فى معركة بين أحمد بهاء الدين والشيخ أبوزهرة (تفاصيل)
طفت اهتمامات الكاتب الصحفي الكبير أحمد بهاء الدين السياسية والأدبية على علاقته الاجتماعية وخصوصا علاقته بقضية المرأة، خصوصا أنه خاض واحدة من أخطر معاركه كمحام لها- أي المرأة- بدأت المعركة في صيف عام 1961 عندما كتب بهاء في جريدة أخبار اليوم التي يرأس تحريرها حينذاك مقالا تحت عنوان "هذه الدنيا".
واختار بهاء أن يتحدث في موضوع الشباب والحب وشكل العلاقات الأسرية ولفت الانتباه إلى أن التطور الاجتماعي الذي يستند إلى تطور مادي قد غير معالم الحب القديم تماما حتى وصل بهاء إلى المقارنة بين الفتاة المتعلمة العاملة وغير المتعلمة وبالتأكيد فضل الأولى فيقول بهاء "لنقارن مثلا بين فتاة لم تتعلم ولم تعمل وأبوها يعولها بصعوبة.. وبين نفس الفتاة لو أنها تعلمت وأصبحت تعمل، إنها في الحالة الثانية تستطيع أن تخرج.. أن تذهب إلى السينما.. أن تبحث عن ثوب تشتريه وعن ذوق يناسبها.. أن تختار شريك حياتها أو توافق على اختياره لها.. أن تكون لها صديقات والفرق هو التغير المادي والاجتماعي الذي حدث لها نتيجة ثقافتها وعلمها".
يبدو أن هذه الكلمات أصابت الشيخ محمد أبوزهرة في مقتل فكتب مقالا ناريا في مجلة "منبر الاسلام" ليس لمناقشة الأفكار أو الرد عليها وإنما وجه كل اتهاماته نحو بهاء ووصفه بالـ"منحرف"، أما عن الآراء التي نادى بها أحمد بهاء الدين فالشيخ يراها آثاما يحمل بهاء وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة!.
قرر بهاء الدين حينها- في واحد من أندر مواقفه- ألا يطيح فقط "بعمه" الشيخ محمد أبوزهرة وإنما أن يوجه حديثه لهذا النموذج من الشيوخ فكتب مقالا بعنوان "لا يا شيخ" نشر بتاريخ 19\8\1961 فند فيه اتهامات الشيخ وآراءه موجها حديثه لعامة القراء لا للشيخ نفسه فيقول "ألا تلاحظون معي أن هؤلاء المشايخ لا يكادون يعنيهم شيء في الوجود إلا المرأة، ألا تلاحظون أنهم أكثر الناس تفكيرا في المرأة؟ أليس هذا غريبا حقا؟ ألا يحتاج هذا إلى محلل نفسي.. أكثر مما يحتاج إلى جدل عقلي؟" لكن يبدو أن عقل أغلب المشايخ لم يتغير أن القضايا كما كتب بهاء مثل علب الطعام المحفوظة تظل صالحة للاستخدام!.