"أمان" يتتبع سيرة مدين إبراهيم "مفتي الإرهاب" الذي تم تهريبه من السجون مع قادة الإخوان
تحدّث محمد الظواهري، شقيق أيمن الظواهري، طبقًا لنص التحقيق معه، عقب 2013، عن دعم جاوز 15 مليون دولار، قدّمه خيرت الشاطر للظواهري؛ من أجل تجميع شمل الفصائل الجهادية في مصر عامة، وفي شمال سيناء على وجه الخصوص، لتأسيس "الجيش المصري الحر"، لاستخدامه في حال ثار الناس في مصر ضدّ حكم الإخوان.
وقد أشار الظواهري في اعترافاته إلى أنه أرسل جزءًا من هذه الأموال إلى ثروت صلاح شحاتة في ليبيا، في الوقت نفسه الذي قدم فيه مشروعا إلى أنصار بيت المقدس، لتأسيس جناح دعوى لهم تحت مسمى "أنصار الشريعة"، يعمل على دعوة الناس إلى الجهاد، وتحسين صورة الأنصار مرة أخرى في الشارع المصري، بعد أن نشرت جماعة الإخوان قبل ذلك في أوساط الإسلاميين، أنّ التنظيم صناعة مخابراتية، غير أنّ القبض على الظواهري عام 2013 عطل المشروع.
شهدت الشرقية، مرة أخرى، محاولات لتأسيس خلية مسلحة في الشرقية، بدأها أحد أقطاب الدعوة السلفية هناك، الشيخ مدين إبراهيم، وهو أبوعبد الرحمن مدين بن إبراهيم بن محمد، المولود بقرية بساط، على مقربة من مدينة المنصورة في مصر.
تسلمت مصر، مفتى الإرهاب لجبهة النصرة السورية، المصرى مدين محمد إبراهيم حسانين، الذى مارس فتاويه الإرهابية بشمال سوريا، ثم ذهب إلى تركيا، ثم عاد للسودان. قبل أن يقبض عليه هناك ويتم تسليمه إلى مصر.
جدير بالذكر أن الإرهابى المذكور حبس بعنبر ٢ بسجن النطرون بجوار عنبر ٣ المسجون به الرئيس الإخواني الأسبق محمد مرسى، وهربوا جميعًا في أثناء الهجوم على السجن عام ٢٠١١، وستتم إعادة محاكمة الإرهابى بعد تسلمه من السودان الشقيق.
عُرف الشيخ مدين إبراهيم، في محافظة الشرقية، بنشاطه الدعوي الذي ازداد حجمه عقب يناير 2011، وتخرّج فى كلية الحديث والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، حيث تتلمذ بالسعودية على يد الشيوخ محمد بن العثيمين وحماد الأنصاري ومحمد أمان الجامي وغيرهم، ثم عاد إلى مصر، وتزوج في محافظة الشرقية واستقر بها، وقد اعتقل عدة مرّات في عهد مبارك.
وبعد يناير، ندد مدين إبراهيم بمشاركة الإسلاميين في الانتخابات والعملية السياسية، ودوّن بعض الكتب والرسائل العلمية، مثل: كتاب "تحذير المؤمنين من فتنة الديمقراطيين والسياسيين الضالين والمشركين"، ورسالة "قواعد في صفات الله وأسمائه الحسنى"، وتتلمذ على يديه، قبل الثورة، مجموعة من الشباب، مثل: أحمد عبدالرحمن، وشقيقه محمد عبدالرحمن، ومحمد توفيق.
ويشير نص التحقيقات مع متهمي جماعة "أنصار الشريعة"؛ إلى أنّه عقب ثورة يونيو 2013 في القاهرة، تشكّلت نواة تنظيم "أنصار الشريعة"، على يد تلك مجموعة من تلاميذ مدين إبراهيم، بقيادة السيد عطا محمد مرسي، المكنَّى أبوعمر، مدرس القرآن، المولود في كفر أولاد عطية، بمركز هيها في الشرقية، الذي سبق أن اعتقل لسبعة أعوام، من 1997 إلى 2004، تم تعيينه مدرسا للمرحلة الابتدائية في معهد أزهري، عقب خروجه من المعتقل إثر توقيعه على مبادرات وقف العنف، التي دشنتها الجماعة الإسلامية في السجون، ثم سافر إلى السعودية عام 2007، وعمل في تحفيظ القرآن بالمسجد النبوي، وتعرف هناك إلى ابن محافظته محمد عبد الرحيم.
تشير التحقيقات مع متهمي جماعة أنصار الشريعة، إلى أن نواة التنظيم تشكلت عقب ثورة يونيو 2013
عاد عطا إلى مصر، في سبتمبر 2013، والتقى صديقه وعضو جماعة "أنصار بيت المقدس" محمد عبد الرحيم، الذي عرفه إلى الشيخ مدين إبراهيم وتلاميذه.
وفي يناير 2014، فاتحه محمد عبد الرحيم بتأسيس تنظيم يتبع جماعة "أنصار بيت المقدس"، باسم "أنصار الشريعة"، لتضليل الأجهزة الأمنية، وطلب منه السعي إلى ضم أنصار المرشح الرئاسي السابق، حازم أبوإسماعيل، والاهتمام بالدعوة إلى الفكر الجهادي وسط شباب التيارات الإسلامية.
تواجد التنظيم بشكل أساسي في محافظة الشرقية، وشكل مجموعة تابعة له في محافظة بني سويف، من أقارب زوجة أحمد عبدالرحمن، وبعض معارفهم، إلى جانب وجود بعض العناصر التابعة للتنظيم في قرى محافظة الجيزة، وهي المحافظات التي شهدت تنفيذ عمليات التنظيم.
وقد تمكنت الشرطة المصرية من القبض على أعضاء التنظيم، بعد أن نتج عن عملياتهم الإرهابية؛ قتل ضابط وأحد عشر فردا من قوات شرطة، والشروع في قتل 9 آخرين.