خبراء فلبينيون عن مقتل إرهابى مصرى فى بلادهم لـ«أمان»: والدته انتحارية وجاء كسائح
استطاعت قوات مكافحة الإرهاب الفلبينية قتل إرهابي مصري هو ومسلحون آخرون بعد تبادل لإطلاق النيران بين الطرفين في جنوب الفلبين.
الإرهابي المصري الذي تواجد ضمن خلية إرهابية في قرية أجاسان في بلدة باتيكول في جزيرة جولو في الفلبين كان ضمن جماعة أبوسياف شديدة العنف والإرهاب وتعتبر جماعة أبوسياف أكثر الجماعات المسلحة عنفا في الفلبين، وقد تورطت في بعض أسوأ الهجمات الإرهابية في البلاد، فضلا عن عمليات الخطف البارزة من أجل الحصول على فدية، حيث خطف المتطرفون عشرات الأجانب للحصول على فدية، لتتوسع رقعة الجماعة وإجرامها بعدما تحالفت مع تنظيم داعش الإرهابي، الذي أعلن مسئوليته عن عدة تفجيرات في الفلبين لاحقا بحسب تقارير محلية.
وكان المصري، الذي عرف باسمه المستعار يوسوب، واحدا من 5 إرهابيين أجانب يُعتقد أنهم ينشطون في جولو، وفقا للجيش الفلبيني. وأشارت التقارير المحلية إلى أن الإرهابي هو نجل انتحارية مصرية قتلت في هجوم على وحدة عسكرية في بلدة إندانان القريبة في سبتمبر 2019.
من جانبه، يقول بيلفير سينغ، نائب رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة سنغافورة لـ"أمان"، إن منطقة باسيلان الذي قتل فيها الإرهابي المصري وآخرون في الفلبين وتحديدا عبر جزر جنوب الفلبين يرفرف علم داعش الأسود فوق ما يعتبره التنظيم مقاطعة شرق آسيا التابعة له.
وأشار "سينغ" إلى أن مساحة وقدرة داعش تقلصت في العراق وسوريا التي كانت في يوم من الأيام بحجم بريطانيا بعد أربع سنوات من القصف المدعوم من الولايات المتحدة والقتال البري من قبل مقاتلين أكراد وميليشيات شيعية ما تبقى هو قرية صغيرة في جنوب شرق سوريا يمكن أن تسقط في أي يوم.
ولفت "سينغ" إلى أن المعلومات الواردة عنه تقول إن الإرهابي المصري كان قد تطوع وانضم لموالين لداعش ليكون انتحاريا، هو نجل لإرهابية مصرية انتحارية أيضا، موضحا أنه من المرجح أن تكون العناصر الأجنبية ومن بينها المصريون وصلوا إلى الفلبين عبر عدة طرق، منها طرق غير شرعية، عن طريق ماليزيا، أو عبر طرق رسمية كوفد سياحي إلى البلاد. ويرجح أن هناك آخرين في جزر مينداناو في جنوب الفلبين التي تعد ملاذًا للمتمردين بسبب البرية الكثيفة.
وأشار رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة سنغافورة إلى أن الجماعة في البداية قامت بدفع كبير للتجنيد في جنوب الفلبين في عام 2016، حيث قامت بتوزيع مقاطع فيديو على الإنترنت لإغراء المسلحين الذين لم يتمكنوا من السفر إلى دولة الخلافة المزعومة في العراق وسوريا. وقال مسئولون في المخابرات إن مئات المقاتلين تدفقوا من أماكن بعيدة، مثل الشيشان والصومال واليمن ومصر. وفي العام التالي استولى المتشددون الذين بايعوا داعش على مدينة ماراوي في مينداناو بحلول الوقت الذي انتصر فيه الجيش بعد خمسة أشهر كانت أكبر مدينة ذات غالبية مسلمة في البلاد مدمرة، قُتل على إثرها ما لا يقل عن 900 متمرد بمن فيهم مقاتلون عرب وأجانب وإيسنيلون هابيلون أمير تنظيم داعش في شرق آسيا.
وتابع أن في مدينة باسيلان يقول المسئولون المحليون إن الجزيرة هناك الآن في مأمن من انفصاليي أبوسياف الذين بدأوا القتال من الأدغال في عام 1991.
على الصعيد ذاته، أوضح روميل بانلاوي، رئيس المعهد الفلبيني لأبحاث السلام والعنف والإرهاب لـ"أمان" أن داعش لديها أموال تأتي إلى الفلبين، وهي تقوم بتجنيد مقاتلين، داعش هي المشكلة الأكثر تعقيدًا وتطورًا للفلبين اليوم، ولا ينبغي لنا أن نتظاهر بأنها غير موجودة، لأننا لا نريدها أن توجد وأكد "بانلاوي" أن الارهابي المصري الذي أعلن عن مقتله ليس الأول فوالدته سبقته هي وأخريات من المصريات، اللاتي تشك الحكومة الفلبينية أنهن تابعات لجماعة الإخوان المسلمين في مصر وانضممن إلى داعش خارج العراق وسوريا بعيدا عن مصر لحين إعادة بناء داعش في الشرق الأوسط بحسب سعي الإرهابيين المصريين هناك.
وأشار "بانلاوي" إلى أن الحكومة المحلية تتواصل مع السفارة المصرية لتسليم العناصر الإرهابية المصرية الهاربة في الفليبين، موضحا أنه مع اشتداد الهجوم العسكري تتجنب الحكومة الاعتراف بأن الفلبين هي في المنحدر العالمي للتطرف الارهابي.
وقلل مسئولون كبار في شأن الحوادث التي أرسل فيها تنظيم داعش مقاتلين أجانب ويمولون الفلبين لشن هجمات مميتة. وغالبًا ما يقولون إن العنف هو شجار بين عشائر مسلمة أو لصوصية مشتركة ولا يعترفون بأن داعش تزداد قوة في خارج الشرق الأوسط، وقال إنه على مدى عقود انتشرت حركات التمرد المحلية، مثل جماعة أبو سياف التي شنت حملة من التفجيرات وقطع الرءوس في البرية والبحار الخارجة عن القانون الممتدة نحو ماليزيا وإندونيسيا.
وعن كيف وصل هؤلاء المصريون إلى داعش في الفلبين وماليزيا وإندونيسيا، يقول لم تدرك الحكومة قوة داعش في جذب الجميع من الطلاب الجامعيين إلى النساء والأطفال لينضموا إلى أبوسياف في الغابة ليختبئوا في الأدغال، تواصل التنظيم مع كل حلفائه ومواليه كان وسيلة جيدة للهاربين من دول مختلفة إلى دول أخرى كالفلبين، التي وصل إليها العشرات عبر مطارها وعبر إندونيسيا وماليزيا للتطوع في أعمال ارهابية مختلفة.
وأكد رئيس المعهد الفلبيني لأبحاث السلام والعنف والإرهاب أن العدد الإجمالي للإرهابيين المصريين في باسيلان ربما يبلغ 200، وقد تعهد زعيمهم بالولاء لتنظيم داعش، موضحا أن الإرهابيين الأشد فتكا عادة يكونون أجانب، حيث أسفرهجوم مميث سابق عن مقتل 11 شخصًا كان من عمل إرهابي ألماني مغربي، بينما في العام الماضي تم القبض على إسباني في باسيلان بحوزته مواد لصنع القنابل. كما تم توقيف مصري يحمل 19 ألف دولار نقدًا، وهو في طريقه إلى باسيلان نحو رايات داعش، موضحًا أن الإرهابيين ينزلقون دون أن يتم اكتشافهم إلى باسيلان عبر قوارب صغيرة ويسافرون بين إندونيسيا وماليزيا والفلبين عبر البحار ذات الدوريات الأمنية السيئة.
واختتم رئيس المعهد الفلبيني لأبحاث السلام والعنف والإرهاب، أن توافد الإرهابيين ليس سببه ضعف الأمن فكثير من هؤلاء يأتون إلى تلك الدول بأوراق سياحة ومن ثم يصلون إلى مقرات داعش والتنظيم.