ماذا قالت مواقع الإخوان عن الإرهابيين فى الحلقة الأولى للاختيار 2؟
في الحلقة الأولى من مسلسل «الاختيار 2» قدم الفنان المصري محمد علاء شخصية الإرهابي همام عطية، ظهر في مشهد خاطف داخل اعتصام رابعة العدوية، وهو يستقبل بعض المعتصمين؛ المعترضين على تنحية تنظيم الإخوان عن حكم مصر، من المفترض في الحلقات المقبلة سيؤسس عطية أول التنظيمات المتطرفة الذي سيواجه الدولة ردا على أحداث رابعة العدوية.
اللافت للانتباه أنه قبل أشهر أطلق أنصار جماعة الإخوان، هاشتاج عبر تويتر، عنوانه «مجزرة الإعدامات»، نددوا فيه بما أسماه إعلام الجماعة، إعدامات سياسية، نفذها النظام الحاكم المصري ضد معارضين سياسيين سلميين، بحسب الإعلام التابع للجماعة. تلك الإعدامات نفذت بحق من جندهم همام عطية في ميدان رابعة العدوية، ومن قبله ميدان التحرير.
إعلام الإخوان ذكر فترة تنفيذ تلك الإعدامات أنّ السلطات المصرية أقدمت على إعدام 13 متهمًا؛ صادر بحقهم حكم الإعدام في القضية 11877 لسنة 2014 جنايات قسم الجيزة، والمقيدة برقم 35 لسنة 2014 جنايات أمن الدولة العليا، والمعروفة إعلاميًا باسم قضية «أجناد مصر»، والتي صدر فيها الحكم النهائي في 7 من مايو 2019.
وأشارت وسائل الإعلام الإخوانية إلى أنّ المعتقلين المنفذ فيهم حكم الإعدام هم: بلال إبراهيم صبحي فرحات، محمد صابر رمضان، جمال سعد، عبد الله السيد، ياسر محمد أحمد، سعد عبد الرءوف، محمد توفيق حسن، محمود صابر، سمير إبراهيم سعد، إسلام الشحات، محمد عادل عبد الحميد، محمد حسن عز الدين، تاج الدين حميدة.
لكن طبقا لنفس الإعلام الإخواني، وبحسب دراسة، للباحث أحمد فريد مولانا، عضو الجبهة السلفية، نشرها "المعهد المصري للدراسات"، في تركيا، والتابع أيضًا لتنظيم الإخوان، فتنظيم "أجناد مصر" مارس العنف المسلح بالفعل ضد الدولة المصرية، بالتنسيق مع تنظيم داعش، اعتراضًا على ما أطلق عليه الإخوان الانقلاب العسكري في مصر، على حكم جماعة الإخوان في يونيو 2013، وهذا يصطدم مع ما تردده جماعة الإخوان الآن!
دراسة فريد مولانا، المنشورة عام 2017، ذكرت نصًا: "في هذه الورقة البحثية سنتناول تنظيم (أجناد مصر) الذي يُعد من أبرز التنظيمات التي ظهرت في المشهد منتصف عام ٢٠١٣، واستمر تواجده حتى منتصف عام 2015، ونفذ خلال تلك المدة قرابة 47 عملية في نطاق القاهرة الكبرى".
يضيف فريد مولانا: "تعود نشأة التنظيم إلى جهود مؤسسه وقائده "همام عطية" المولود بسويسرا عام ١٩٨١ لأبوين مصريين، ثم انتقل من سويسرا عام 2002 للعمل بالسعودية في تجارة الدواجن، ثم سافر إلى العراق فى عام 2007 للمشاركة في مواجهة الاحتلال الأمريكي".
يستكمل: "عقب اندلاع ثورة يناير عام 2011 عاد همام إلى مصر في نهاية العام، وتواصل مع بعض المجموعات الجهادية بسيناء، وعمل مع صديقه "بلال صبحي" ضمن جماعة "أنصار بيت المقدس" كمختصين في تصنيع المتفجرات، وكادت الشرطة أن تلقي القبض عليهما في كمين على طريق الإسماعيلية القاهرة الصحراوي قرب مدينة الشروق في شهر سبتمبر 2012. ولكنهما تمكنا من الفرار عقب اشتباك مع قوة الكمين، وتركا سيارتهما التي عُثر فيها على بطاقتيهما الشخصية وكمية من المتفجرات، فذهب "همام" إلى مدينة العريش فرارًا من الملاحقات الأمنية إلى أن حدث الانقلاب منتصف عام 2013 فعاد إلى محافظة الجيزة وشكل تنظيمه الجديد".
يشير أحمد فريد مولانا في دراسته إلى أنّ همام عطية نجح في ضم عدد من الشباب من خلفيات متنوعة "جهادية وسلفية وإخوانية وجنائية"؛ فكان "أحمد النجار" الشهير بـ"مالك الأمير عطا" عضوًا سابقًا بجماعة الإخوان، بينما كان "أحمد جلال" عضوًا بحزب النور، و"سعد عبد الرءوف" كان سجينًا سابقًا باليمن لمدة سنتين بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة، بينما كان "جمال زكي" مدمنًا للمخدرات وتاجرًا للهيروين قبل انضمامه للتنظيم.
طبقًا للبحث اعتمد التنظيم في نشأته على زعيمه الذي امتلك رصيدًا من الخبرات المتنوعة التي اكتسبها من خلال مشاركته في الساحة العراقية، فضلًا عن استفادته من علاقاته الموجودة مع بعض المجموعات الجهادية داخل البلاد، بالإضافة إلى الخبرات التي اكتسبها بعض عناصره مثل "بلال صبحي" و"محمد صابر رمضان" من خلال عملهم سابقًا مع جماعة "أنصار بيت المقدس".
عمِل تنظيم "أجناد مصر" على شن عمليات ضد الأجهزة الأمنية في نطاق القاهرة الكبرى من خلال استهداف تمركزات قوات مكافحة الشغب في الميادين وأمام الجامعات، وقوات تأمين أقسام الشرطة، والأماكن السيادية مثل "قصر الاتحادية، وزارة الخارجية، قصر القبة دار القضاء العالي، مجلس الوزراء".
تناقض دراسة أحمد فريد مولانا، ما روجته صحف تنظيم الإخوان، يضاف إلى ذلك أنّ الدراسة نشرت في المعهد المصري للدراسات، وهو مركز أبحاث يرأسه، عمرو دراج، وزير التخطيط والتعاون الدولي في حكومة الإخوان بالقاهرة، العام 2013، ورئيس المكتب السياسي لجماعة الإخوان منذ العام 2015 حتى الآن.
ويدير المركز، عصام عبد الشافي، وهو إلى جانب ذلك، باحث زائر، بمركز الجزيرة للدراسات، في قطر، من فبراير 2015، وحتى يوليو 2015. وهو أيضًا مدير إدارة البحوث والدراسات، المركز الدبلوماسي للدراسات، قطر، الدوحة، من نوفمبر 2014، حتى يوليو 2015.