بعد ظهورهم فى عرض عسكري بالعراق.. «أمان» يتقصى حول جماعة «ربع الله» الإرهابية (تقرير)
تداول العراقيون فيديوهات وصورا عبر وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر تدريبات وعروضا عسكرية مسلحة لميليشيا إرهابية تدعى "ربع الله"، يهددون عبرها بقطع أذني مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء العراقي، ويستعرضون قوتهم التسليحية وتدريباتهم العسكرية المُتقنة، وسط تهديدات أخرى تطال عدة أحزاب وقنوات ومدنيين وأجانب.
"أمان" يحاول فى هذا الملف تقصى حقيقة جماعة "ربع الله"، ومَنْ هم عناصرها وقادتها الذين استطاعوا الوصول إلى الساحة الخضراء في بغداد، والتي تعد منطقة مليئة بالأجانب والمقرات الحكومية والرسمية، ونشروا الخوف والرعب في قلوب العراقيين.
من جانبه، أوضح المحلل العراقي عبدالقادر النايل، الباحث في الشأن السياسي العراقي، أن «ربع الله» هي ميليشيا ظهرت للجميع بشكل واضح في مطلع العام الحالي، خاصة بعدما تم قتل واغتيال كل من قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي مهدي المهندس، فظهرت عدة ميليشيات من تحت الأرض ومنها «ربع الله» الإرهابية، وهي إحدى جماعات التعبئة الشعبية والتنظيمات والكوادر الداخلية للفصائل الموالية لإيران في العراق، وتحديدًا تنبثق من رحم كتائب «حزب الله» وحركة «النجباء» و«عصائب أهل الحق» و«سرايا الخرساني».
وأوضح عبدالقادر، لـ"أمان"، أن دور هذه الميليشيا في البداية اقتصر على التجسس على المتظاهرين وجمعوا بيانات ومعلومات عنهم بهدف تسهيل عمليات الاغتيال والاعتقال والقمع التي مارستها إيران على المتظاهرين، آنذاك، لإجهاض الاحتجاجات العراقية السنية ضد التدخل الإيراني الفج.
وتابع عبدالقادر أنه باختفاء شعلة الاحتجاجات في العراق أُمرت هذه الميليشيا لاحقا باستهداف القوات الأمريكية والأجنبية في المنطقة الخضراء والقواعد العسكرية، بحجة الثأر لسليماني والمهندس، موضحًا أن هذه الميليشيا التي تدعى "ربع الله" هي إحدى الميليشيات المقربة من إيران، وهي واحدة من ضمن التنظيمات الإرهابية الحديثة التي تقوم بانتهاكات غير إنسانية تجاه العراقيين عبر فرض سيطرة السلاح ونشر الخوف والهلع في نفوس العراقيين، والتعدي على الحرمات والمنازل والأشغال الخاصة بهم تحت شعارات تطبيق الشريعة والقانون.
وأضاف المحلل السياسي العراقي، لـ"أمان"، أنهم قاموا باقتحام مركز تدليك في بغداد، وقاموا بالاعتداء بالسلاح على الموجودين بداخل المركز، ولا تتوقف جرائم هذه الميليشا التابعة لإيران عند هذا الحد حيث إنهم قاموا سابقا باقتحام أحزاب سياسية معارضة لإيران والاعتداء على نواب عراقيين واقتحام القنوات العراقية التي تهاجم التدخل الإيراني في العراق، وكانت هذه الميليشيا قد تبنَّت، خلال الأشهر الماضية، عملية اقتحام عدة قنوات وعاثت فيها خرابًا وسرقت وحطمت أجهزة البث، إضافة إلى إحراق وتخريب المحطات المحلية والاعتداء على طواقم العمل فيها.
وتابع أنهم كان لهم عدة أعمال خطرة أثناء الاحتجاجات العراقية السابقة، حيث كان لهم يد في قنص وقتل عدة متظاهرين، حيث انتشر عنهم أنهم كانوا الفصيل التجسسي لأتباع إيران، وكانوا يقومون بالتغلغل وسط الاحتجاجات ويتتبعون من لهم انتماءات ضد إيران ويستهدفون هؤلاء أمام الجميع.
فصيل مسلح تابع لـ«حزب الله»
وأوضح الباحث العراقي أن ميليشيات ما يُسمى "ربع الله" هي فصيل تابع للمكتب الأمني التابع لميليشيات «حزب الله» العراقية، وهذا الفصيل المسلح خطير جدا في العراق مثله كمثل الجزء اللبناني.
وأكد أنه تم إنشاء ميليشيا «ربع الله» من قبل «حزب الله» العراقي، إحدى أذرع إيران في المنطقة، بهدف عدم كشف أنهم فصيل إيراني الانتماء، أو كشف تسليح «حزب الله» لهم للتملص والتنصل من العقوبات الإجرامية التي قد تطالهم لاحقا بسبب الجرائم التي يرتكبونها بحق العراق والعراقيين، خاصة أن لهم قيادات معروفة داخل البرلمان والحكومة العراقية.. "إنهم يلعبون من تحت الطاولة".
وأشار «نايل» إلى أن «حزب الله» اللبناني أرسل كتيبة عسكرية لبنانية إلى العراق مطلع هذا العام لتدريب هذه الميليشيات ولتدريب ميليشيات الحشد الشعبي، وكان ذلك بطلب رسمي من قاسم سليماني قبل وفاته.
وأكمل أن فيلق القدس أنشأ هذه الميليشيا لتكون ذراع التجسس على العراقيين عندما كانت هذه الجماعة تحت قيادة أبي فدك، المعروف بالخال، والذي ارتكب مجازر وحشية بحق المتظاهرين السلميين في العراق، بالإضافة إلى مجزرة السنك التي ارتكبوها ورفعوا اسمه متبنيين الجريمة.
يستخدمون أموال العراقيين كغنائم
يقول «نايل» إنهم ينشرون الرعب في نفوس أصحاب المحال الترفيهية التي تتسم بالفجر والفسق حسب أفكار تلك الميليشيات، حيث إنهم فرضوا على تلك المحلات دفع مبالغ مالية ضخمة كل شهر وإلا سيتم إغلاقها وحرقها، وتتضمن فنادق ومحلات بلاي ستيشن وبلياردو ومساج وصالونات التجميل ومثيلاتها، مؤكدا أنهم يرتكبون تلك الجرائم والانتهاكات بأمر إيراني بعد الأزمات المالية التي يواجهونها، فتم إبلاغهم بتحصيل الأموال بهذه الطريقة من أجل الاستمرار.
وقال إنهم يستخدمون جيوب العراقيين وأموالهم كغنائم لهم، حيث إن العقوبات الأمريكية على إيران أضعفت القدرة الإيرانية المالية التي كانت تدعم ميليشيات إيران خارج حدودها، وهو نفس الأسلوب الذي تتبعه «حزب الله» تجاه السوريين الآن في سوريا وفرض ضرائب على كافة أتباعها وسكان مناطقهم، لكنهم يفعلون ذلك في لبنان بشكل سلمي أكثر عنه في العراق.
وأوضح «نايل» أن المقطع المصور الأخير الذي تم تهديد الكاظمي وحكومته فيه أتى بعدما طلب الكاظمي من «القاآني» أن يوقف قائد فيلق القدس هذه الميليشيات وإلا سيتم مواجهتهم بالقانون وعدم احتسابهم من ضمن الحشد الشعبي، وطالب بإيقاف النشاط الإيراني في العراق، وأكد الكاظمي أنه سيقف رادعا أمام أي انتهاكات خارجية تجاه العراق، وهو ما أغضب أتباع إيران فقاموا بتهديده كثيرا مؤخرا، وآخرها ما ظهر فى هذا الفيديو.
ميليشيات إيرانية مسلحة
وعلق «نايل» بأن «ربع الله» ليست تنظيما جديدا، فهو أحد الفصائل التي يعاني منها وبسببها الشعب العراقي والأمن والوطن العراقي، وكثير من هذه الميليشيات تابعة لإيران وتنشر الرعب والفوضى والفساد والجرائم في شتى مظان وبقاع العراق، إنهم لا يختلفون عن داعش حتى لو كان لهم مسميات عديدة، إلا أنهم جميعا يعملون لمصلحة إيران في العراق وليس لمصلحة بلدهم العراق، وجميعهم يعملون تحت أمر الحرس الثوري الإيراني، ويتلقون السلاح والدعم العسكري منه.
وأكد أن عناصر «ربع الله» الإرهابية قاموا بالعديد من الجرائم ومارسوا انتهاكات ترقى لجرائم الحرب ضد النشطاء والمتظاهرين والمعارضين لهم والمختلفين عنهم، وكل من يقف ضد إيران يواجه مصيرا قاتلا بسبب تجسس هؤلاء على كثير من الأوساط المعارضة، حيث يزرعون أتباعهم في كل مكان، ومن ثم يتصيدون كل من يشعرون بأنه يمثل خطرا عليهم أو على التواجد الإيراني في العراق.