الشرق الأوسط لن يعاني لاحقًا من التطرف.. ما القصة؟
كشف استطلاع أجرته مجلة "يوجوف" الأمريكية حول كيفية رؤية العرب للمستقبل، عن انخفاض شعبية الجماعات المتطرفة، مثل داعش والقاعدة وطالبان، وكذلك الأحزاب والجماعات السياسية الدينية مثل حماس والإخوان المسلمين وحزب الله، خلال السنوات العشر المقبلة.
وأجرت المجلة الاستطلاع في 18 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كجزء من شراكتها مع منتدى الاستراتيجية العربية، وقد كلفت بإجراء مسح لآراء واهتمامات العرب وتوقعاتهم لمستقبل المنطقة.
وتم إجراء مقابلات مع 3079 متحدثًا باللغة العربية تتراوح أعمارهم بين 18 عامًا أو أكثر، واتضح أن إحدى أقوى الرسائل التي نقلها الاستطلاع هي أن العالم العربي لديه ما يكفي من الجماعات المتطرفة والمنظمات السياسية القائمة على الدين مع وجود قطاعات كبيرة تعتقد أن وطنهم سيشهد نسبة أقل من الإخوان المسلمين بنسبة ٥٩٪ وحزب الله ٣٦٪ والقاعدة ٧٥٪ وحماس ٥٧٪ على مدى السنوات العشر المقبلة.
وأشار الاستطلاع إلى أن مقتل مؤسس القاعدة أسامة بن لادن في عام 2011، ونجله حمزة بن لادن، ورئيس داعش أبوبكر البغدادي في ٢٠١٩، أثار تعاطفًا كبيرًا مع المنظمات المتطرفة في العالم العربي.
من جانبه، كشف الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، عن أن المنطقة متأخرة بسبب استمرار العنف والصراع، وأن الشعوب أرهقت من التطرف بما فيه الكفاية، وأن المنطقة تواجه أزمة حقيقية في التنمية بسبب التطرف الذي يحاول بشتى الطرق رغم محاصرته في اللعب على عقول الشباب.
وأضاف فهمي، لـ"أمان"، أن الشرق الأوسط لن يعاني لاحقا من التطرف حيث أدرك العرب أن الأحزاب السياسية والجماعات والمنظمات القائمة على الدين لا تأخذهم إلى أي مكان.
وقال: "لقد رأينا بالفعل الوجه القبيح لها خلال أربع إلى خمس سنوات من سيطرة داعش على مناطق واسعة في كل من سوريا والعراق، لذلك من الطبيعي جدا أن نرى انخفاضا في شعبية هذه الأحزاب، لكن الأهم من ذلك بكثير هو التنبؤات بأن دعم الأحزاب الدينية سواء كانت معتدلة أو متطرفة في تراجع حاد".
واستكمل قائلا: "أصبح الناس يدركون أنه كان هناك نوع من الاستغلال في استخدام عواطف الناس لتحقيق مكاسب سياسية من قبل هذه الحركات الدينية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين التي تمر منذ فترة بأسوأ لحظاتها".
بينما قال جاسم محمد بون، رئيس المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب والدراسات الاستخباراتية، إنه ليس من المفاجئ أن يكون الرأي العام قد توتر وغيّر رأيه أو أدرك حقيقة تلك الجماعات والفصائل المتطرفة.
وأضاف جاسم، لـ"أمان"، أنه مع ذلك تستمر الجماعات المتطرفة العنيفة في محاولات النمو في جميع أنحاء العالم، لكن مساعي الدول والحكومات وإجراء هذا النوع من الاستطلاع سيغير النتائج، حيث إن هذه المحاولات تؤكد أن الحكومات ستجعل الجمهور إلى جانبها من أجل هزيمة التطرف.
وكشف جاسم عن أن المنطقة بحاجة إلى مزيد من الانفتاح والتكامل مع العالم والمشاركة العالمية في شكل التجارة والاستثمار والتبادل الثقافي.
وقال جاسم إن قضيتي التطرف والعنف متشابكتان في ظل كثرة المشاكل التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط، واصفًا مزيجًا من العوامل الخارجية والداخلية بأنها قاتلة كالمشاكل الاقتصادية في المنطقة والقمع السياسي والاضطراب الاجتماعي.
واختتم تصريحه قائلا: "لقد سئم الناس 70 عامًا من الحرب والطائفية والقومية وغيرها من الحروب، وما يحدث الآن هو تمرد ضد التطرف الذي أنهك الشرق الأوسط خلال الـ10 أعوام الأخيرة".