باحث سياسى: 3 سيناريوهات تحدد احتمالية عودة «داعش» (حوار)
تنظيم "داعش" الإرهابي الذي انبثق معظمه من تنظيم القاعدة في العراق. دائما ما نجده في اشتباك مسلح مع جماعات راديكالية أخرى كالقاعدة في سوريا وحزب الله وجبهة النصرة ومؤخرا جبهة تحرير الشام.
لكن، هل تشكل تلك الصراعات والنزاعات والاشتباكات خطرا على التنظيم وتهدد استمراره؟ وما نهايتها؟ الباحث فى شئون الحركات المتطرفة أحمد سلطان يكشف فى حوار قصير مع "أمان" عن السيناريوهات المتوقعة لهذا التنظيم.
- كيف ترى وجهة نظر داعش للجماعات الراديكالية الأخرى كالقاعدة وطالبان وبوكو حرام وغيرها؟
داعش يرى أن مجموعة القاعدة خانته، والقاعدة ترى أن داعش خرج عليها وانشق عنها وأنها الجديرة بقيادة الجهاد العالمي لأنها هي التي أسست هذه الحركة الجهادية، وهي التي كان منها القيادات البارزة والكارزمية والأسماء اللامعة.
- اشتباكات داعش مع جماعات الإسلام السياسي.. هل ستساعد في إنهاء التنظيم ومحوه من الوجود في الدول العربية على الأقل؟
في إطار الدول العربية، لا يمكن القول إن تنظيم داعش وقتاله مع القاعدة سينهيه. تنظيم القاعدة في أغلب البلدان العربية يعاني وكذلك داعش. لكن الأخير أثبت قدرة على التكيف أسرع من غيره وله جاذبية وفي يده مصادر تمويلية عالية القيمة تساعد على استمرار حملة عمليته الإرهابية.
الخلاف بين هذه التنظيمات، حتى وإن كان يصب في صالح بعض الدول، إلا أنه لا يمكن اعتباره عاملا حاسما لمستقبل هذه الجماعات.
- ما المختلف بين أيديولوجيات جماعات الإسلام السياسي الراديكالي الذي يدفعهم إلى القتال والاشتباك دائما؟
الاختلاف أو الصراع على من يقود الجهاد العالمي، بالطبع له جذور أيديولوجية وخلافية في أفكار هذه التنظيمات، وله جذور براجماتية من واقع الصراع على من يقود الحركة الجهادية.
تنظيم القاعدة هو الأصل، الذي انبثقت منه أو تدور حول فلكه أغلب التنظيمات المسلحة. لكن، رؤيته لنفسه ولغيره من الحركات الجهادية في المقدمة، لابد أن تبايع هذه الجماعات له.
في 2014، حصل الخلاف بين داعش والقاعدة على مسألة بيعة جبهة النصرة وتبعيتها. ثم تدخلت قادة القاعدة المركزية الممثلة في أيمن الظواهري وغيره من مجموعة قيادات القاعدة المعروفة بجموعة خوراسان.
وفشلت جهود حل الخلاف بين داعش والقاعدة وانتهى الأمر باعتداء وقتال مازال ممتدا إلى الآن. هذا القتال استمر على مدار سنوات، في البداية كان كل تنظيم يدفع المعتدي، ثم تحول إلى أكثر من ذلك؛ فالقاعدة يرى داعش من الخوارج، وداعش يرى القاعدة من المرتدين. والظروف التي تطورت بعد ذلك طورت هذا الخلاف.
هذا الاقتتال المستمر يضعف جميع التنظيمات بلاشك. لكن ينبغي الإشارة إلى أن هذه التنظيمات غالبا ما توقف القتال وتتعاون فيما بينها من أجل إسقاط الدول؛ لأنها تنشأ في بيئات الاضطراب وعدم الاستقرار. وبالتالي فوجود دولة قوية ومركزية ولديها قوات قادرة على مواجهة هذه التنظيمات، يضعفهم ويفككهم جميعا، لذا تتحد مع بعضها لإطار مصلحي رغم الخلافات الأيديولوجية والتنظيمية بينهم.
ما تداعيات تلك الصراعات وما نهايتها؟
من وجهة نظري، أرى ثلاثة سيناريوهات. الأول رجوع تنظيم منهم خطوة للوراء، وهذا صعب في الوقت الحالي إلا إن كان سيف العدل يصل إلى قيادة القاعدة ويقرر بدفع البرجماتي إلى أن يغير جلده وتحالف مع داعش. وهذا، من وجهة نظري، مستبعد على الأقل حاليا. فبالتالي إندماج الحركة الجهادية شىء مستبعد في الوقت الحالي.
السيناريو الثاني، أن تستمر حالة القتال بالظروف والوتيرة الحالية، والذي يعتبر السيناريو الأرجح. خاصة إذا أشرنا إلى أن تنظيم داعش والقاعدة كانوا متحالفين لفترة، ثم بدأ هذا التحالف ينفك خلال الأشهر الماضية وبدأو يقتتلوا كما يفعلوا في باقي الأفرع.
السيناريو الأخير أن تتم تهدئة الصراعات وقتيا، وهذا أيضا غير مستبعد؛ لأن تهدئة هذه الصراعات ربما تساعد هذه التنظيمات على إعادة بناء قدرتها، ومن ثم الانطلاق لحملة جديدة.