مفتي القتل والدم.. كيف تغلغلت أنياب «القرضاوي» الإرهابية في عقول التكفيريين؟
من محافظة الغربية في مصر، بدأ رأس التفكير الإرهابي في النمو؛ والأنامل الخبيثة في الترعرع، هنا حيث وُلد أحد أكبر قيادات الجماعة الإرهابية وهو يوسف عبدالله القرضاوي. لم يكن يعلم أهالي الغربية أنهم يحتضنون وجه قطر القبيح في المستقبل، ومن سيحرض على قتل وتدمير الأبرياء عندما يكبر.
فبعد أن حفظ "القرضاوي" القرآن الكريم، التحق بجامعة الأزهر التي تعلم فيها أصول الدين ووصل إلى العالمية عام 1953. انتمى يوسف القرضاوي إلى الجماعة الإرهابية وأثر في عناصرها إلى الحد الذي جعله كان ولا يزال أحد أهم قادتها. فهو ملتزم بعقيدة حسن البنا وجهود تعزيز الروح الجهادية بين الشباب.
حرص "القرضاوي" دائمًا على أن يعمل في الخفاء حتى لا يتورط بشكل مباشر في الجرائم الإرهابية التي يحرض إليها خلف الستار، لذلك فقط رفض مرتين منصب مرشد الجماعة الإرهابية.
اشتغل منصب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث وعضو مجمع البحوث الإسلامية في مصر.
القرضاوي والإخوان
القرضاوي هو الأب الروحي للجماعة الإخوانية الذي مارس دورًا بارزًا في تمويلهم والترويج لأهدافهم. وصف يوسف القرضاوي فكر الجماعة الإرهابية بمثابة غزو للغرب من خلال الدعوة. ويتم تنفيذ هذا الفكر على مستوى دولي من خلال الاتحاد الدولي لعلماء المسلمين، واتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا والمجلس الأوروبي للفتوى والأبحاث.
القرضاوي وقطر
هرب القرضاوي من ملاحقات الأجهزة الأمنية المصرية للجماعة الإرهابية في فترة الستينيات إلى الحاضنة الأم والراعية الأولى للإرهاب "دولة قطر"، التي فتحت أبوابها الإعلامية والاجتماعية والدينية والاقتصادية له ليرتع بها كما يشاء.
في عام 2005، كتب السفير الأمريكي "تشيس أنترماير" برقية لوزارة خارجية دولته قائلًا فيها إن يوسف القرضاوي هو المفكر الإسلامي الوحيد الذي يتمتع بأهمية وثقل في قطر، فمنذ وصوله إلى الأراضي القطرية استطاع أن يكون له نفوذ هائل بها في جميع القطاعات، وذلك لأنه صديق مقرب من آل ثاني "العائلة الحاكمة".
وصل نفوذ القرضاوي في قطر إلى أنه شارك في تأسيس نظامها التعليمي، وتغلغل في مفاصل النظام المصرفي القطري حيث إنه كان مستشارًا لبنك قطر الإسلامي وبنك قطر الوطني وبنك قطر الدولي الإسلامي من أجل تسهيل تمويل الإرهاب. وهو السبب الذي دفع دولة الإمارات العربية إلى إدراج هذه البنوك في القائمة السوداء.
تاريخ القرضاوي بحرًا من الجرائم الإرهابية
في عام 2001 أصدر القرضاوي فتوى بجواز العمليات الاستشهادية ضد الإسرائيليين معتبرًا إياها من أعلى مراتب الجهاد، إلا أنه حرمها بعد ذلك، قائلًا إن الفلسطينيين لا يجوز لهم القيام بهذا الأمر الآن لأنه أصبح هناك وسائل أخرى.
على صعيد متصل، أفتى القرضاوي برجم محمود عباس "الرئيس الفلسطيني" في حالة ثبوت مشاركته في حرب غزة.
عرف "القرضاوي" بمعاداته اللاذعة للسامية من خلال قناة الجزيرة القطرية. كما أنه في عام 2008 أكدت الحكومة الأمريكية أن القرضاوي يستخدم التحالف الخيري الدولي الذي يقوده (اتحاد الخير) في تمويل بعض الجماعات الإرهابية المنبثقة عن تنظيم القاعدة. وهو الأمر الذي جعلها تدرج هذا التحالف في قائمة الكيانات الإرهابية.
كما تولى منصب عضو مجلس الأمناء الأول للجمعية الإسلامية في بوسطن الذي تم إنشاؤه على يد عناصر منتمية لتنظيم القاعدة كما كان لها علاقة بالعشرات من الإرهابيين في أمريكا.
وصفه الخبراء السياسيون وشيوخ الدين بأنه مفتي القتل والدم. ففي عام 2013 وبعد عزل محمد مرسي خرج القرضاوي علينا بفتوى يجيز فيها قتل معارضي الإخوان، حيث قال "إن الذين خرجوا على الرئيس محمد مرسي، هؤلاء من ينطبق عليهم حديث من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد، يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم، فاقتلوه أو فاضربوه بالسيف كائنا من كان".
كما أنه في عام 2014 حرم التصويت في الانتخابات الرئاسية وحرض على امتناع الشباب عن تأدية الخدمة العسكرية في مصر.
في عام 2015، أيد القرضاوي التفجيرات الانتحارية برغم أن الإسلام يحرم الانتحار قائلًا إن: "التفجيرات الانتحارية لا تجوز إلا بتدبير جماعي، فإذا رأت الجماعة أنها بحاجة إلى من يفجر نفسه في الآخرين ويكون هذا أمرا مطلوبا وتدبر الجماعة كيف يفعل هذا بأقل الخسائر الممكنة وإن استطاع أن ينجو بنفسه فليفعل إنما لا يترك هذا الأمر لأفراد، لازم تتصرف في حدود ما تريده الجماعة، فالجماعة هي التي تصرف الأفراد حسب حاجاتها وحسب المطالب إنما لا يجوز أن يتصرف الأفراد وحدهم".