«يغذون نواقص شخصية المواطن العادي».. التحليل النفسي لاستراتيجية الإخوان فى تجنيد عناصرهم (تقرير)
رغم إعلان محكمة جنايات القاهرة "إرهاب"، إعادة إدراج جماعة الإخوان بقائمة الكيانات الإرهابية لمدة 5 سنوات من تاريخ صدور القرار، وموافقة المحكمة على طلب نيابة أمن الدولة العليا رقم و1، و2 لسنة 2020 بإدراج المتهمين بالقضية 1781 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا بقوائم الإرهابيين اليوم، ما زالت جماعة الإخوان الإرهابية تسعى لترسيخ الفكر البدائي بآليات أكثر مرونة، طورتها الجماعة لكي تتوافق مع هذا العصر ليس في مصر فقط بل في العديد من الدول العربية ومع ذلك تحوي في طياتها نفس لب فكرها المتشدد.
ولأن الجماعة بحاجة لضخ دماء جديدة دائما ضمن عناصرها لمحاولة تجاوز جهود الحصر والتحييد التي تواجهها سواء بالفكر أو من قبل السلطات، فغالبا ما يتميز من هم في مرمى هدف الجماعة بسماتهم السيكولوجية المعينة، فيقول إبراهيم عبد الرشيد، إخصائي التحليل النفسي، إن الشخصيات التي تستدرجها جماعة الإخوان تنقسم لثلاثة أنواع، النوع الأول هو شخصية تجمع ما بين الشك واعتقادهم أنهم مصطفون من عند الله عز وجل ومسخرين لشيء محدد، فيدعي أصحابها بأنهم مبعوثون أو مفوضون من عند الله، وقد تتعاظم ذواتهم بشكل مفرط في كثير من الأحيان، وهي شخصية سهلة التجنيد علاوة علي إنها عنيدة ولا تصدق أي كلمة تقال ضد فكرها، لذلك من الصعب تغيير اتجاه هذا النوع من الشخصيات.
وأضاف إخصائي التحليل النفسي، أن النوع الثاني من الشخصيات تكون شخصية فصامية، وصاحبها في البداية غالبا ما يكون مهذبا ومحترما ومسالما ولا يخيل للعامة أنه قد يصبح إخوانيا متطرفا في يوم من الأيام ولكنه ما يلبث أن يلتحي، بل قد يصبح داعشيا أيضا ولعل ذلك مرده هو البنية النفسية لهذا النوع من الشخصيات، التي تحمل بداخلها بذور التحول إذا ما وجدت بيئة خصبة، وصاحب هذه الشخصية تكون لديه محاولات داخلية لإثبات الذات ولكنها تكون محاولات فاشلة لأنه جبان وتكتمل في الاتجاه السلبي بانضمامه للتنظيمات المتطرفة.
واستكمل "عبد الرشيد" أن النوع الثالث والأخير من الأشخاص الذين يسهل انضمامه واستدراجه من قبل الجماعة بسبب سيكولوجيته، يعاني من اضطرابات الشخصية الحدية، ويكون لديه اندفاع عنيف ويتسم بشخصية المراهق مدى الحياة ما لم يتم علاجه، وعدد كبير من الشخصيات الحدية يكون عنيفا بطبعه ولديه ميول سادية فيجد في التنظيم العنيف وسيلة لممارستها، واختتم أن هؤلاء الثلاثة الأنواع من الشخصيات وغيرهم من الشخصيات غير السوية الأخرى، تتسم بشكل عام بالفكر الخرافي الذي يعلق كل شىء علي شماعة الغيبيات أحيانا وهذا فكر فاشل، لا يتواجد في الدول المتقدمة.
وفي هذا السياق تقول راندا حلمي، الإخصائي النفسي والاجتماعي، إن جماعة الإخوان يغذون نواقص شخصية المواطن العادي، فمنهم من ينقصه المال ومنهم ينقصه الإحساس بالذات والبعض الآخر ينقصه الوازع الديني الذي يتم تغذيته بشكل خاطئ من قبل الجماعة، وأضافت أن هناك بعض الشخصيات التي تميل لجلد الذات وفي نفس الوقت الانتقام من المجتمع وهؤلاء من الممكن أن يصبحوا انتحاريين في المستقبل ما لم تتم إعادة تأهيلهم نفسيًا.
من جانبه، قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن سلطة الإخوان على الأشخاص آتية من كونهم متحدثين باسم الدين، ويزداد هذا التأثير قلما قل وعي المواطن، كما أن قدرتهم على حشد التعاطف عالية وهو الأمر الذي يعد غاية الخطورة.
وأوضح أن الإخوان الأوائل كانوا بالأساس معلمين، والعديد من الإخوان المعاصرين كذلك معلمين مما يجعلهم يجيدون استهداف الشباب، ويعيدون تشكيل عقولهم بما يتوافق مع مصالحهم وسياستهم.