«انضممت لداعش بسبب فتاة مغربية أحببتها».. قصة «أبو جعفر» و«سلمي بايدت» والطريق إلى الإرهاب (4)
شاب في العقد الثالث من العمر، وسيم، يرتدي ملابس كاجول وموجود دائمًا في سوق السيارات في منطقة مدينة نصر، عندما تراه لا تشك أبدًا أنك بجوار إرهابي متطرف يهون عليه نسف جميع من حوله بدم بارد.. وكل شيء كان يسير بطريقة طبيعية حتى تجمع الأهالي حول صراخه أثناء ضبطه من قبل الأمن الوطني في القضية رقم 367 لسنة 2016 شمال القاهرة المتهم فيها 7 متهمين بالانضمام إلى تنظيم الدولة داعش الإرهابي.
واعترف المتهم وشهرته «أبو جعفر» بارتكابه الأعمال الإرهابية وانضمامه إلى تنظيم داعش قائلًا: «أنا فعلا ضمن مجموعة تابعة لداعش بالعراق والشام وتعتنق الفكر التكفيري القائم على اعتبار النظام الحاكم في مصر نظام كافر؛ لعدم تطبيق الشريعة وبالتالي فإن رئيس الدولة يعتبر كافر وأعوانهمن مؤسسات الدولة كالقضاء والجيش والشرطة والإعلام يعتبروا كافرين لأن كلهم من الطوائف الممتنعة عن تطبيق شرع الله».
وقال المتهم: «أن جميع مؤسسات الدولة وجب قتالها، وأن المجموعة المنضم لها تهدف إلى إقامة الخلافة الإسلامية في مصر عن طريق هدم أركان الدولة وإسقاط مؤسساتها بالقيام بعمليات تخريب منشأت الدولة بشكل عام وخلق حالة من الفوضى وعدم الشعور بالأمان للناس واستهداف عناصر من المؤسسات الممنعة لقتلها زي استهداف ضباط الشرطة لبث حالة من الخوف عن الضباط لانهيار المؤسسة الأمنية وعلى أقل تقدير تخفيف ضغطها على العناصر المعتنقة لذات الفكر».
- هيكل تنظيمي وخلايا عنقودية
وأضاف المتهم: «بدأت علاقتي بالمجموعة ديه في غضون أبريل 2015، من خلال موقع التواصل الاجتماعي -الفيس بوك-، واستمرت في العمل معاها لحد ما تم القبض عليا في أكتوبر 2015، ومن خالا الفترة ديه درت أقف على الهيكل التنظيمي للمجموعة من أن قائدها اسمه الحركي –رامي النجم-، عرفت بعد كده أن أسمه الحقيقي أشرف الغربلي، ويليه في المجموعة القيادي الحركي آلب أرسلان، ومعرفش أسمه الحقيقي، وعبد القادر حرب، وهم دول اللي كنت بتلقى منهم التعليمات والتكليفات، وكان دوري مقتصر على استلام المبالغ المالية من أشخاص هما بيوصلوني ليهم وأسلم تلك المبالغ لناس تانية هم برضوا بيحددوهم»؟
- تقييم الراغبين في الانضمام
«كان دوري شراء بعض المستلزمات واستخدامها من قبل المجموعة أو التنظيم بتاع الدولة الإسلامية في مصر وهو ولاية سيناء زي خطوط التليفون محمول والكاميرات وكنت بشتري الحاجات ديه وبسلمها لناس بتحدد ليا وكنت مكلف أيضًا بلقاء العناصر الراغبة في الانضمام للتنظيم والالتحاق بحقول الجهاد في سيناء وليبيا لتقييم صدق رغبتهم والتزامهم ورفع التقييم ده لآلب أرسلان أو عبد القادر حرب وده كان كل دوري في المجموعة بس أنا عايز أوضح أني معنديش أي دراية شرعية ولا اعتنق فكر بتاع المجموعة، ولكن دخولي لها بداية كان من باب حب الإطلاع وبعدها استمريت معاهم لأني كنت بتحصل من خلال الشغل معاهم على منافع مالية كثير من ناس على فترات متفاوتة وكان استلامي للفلوس ديه بيبقى عن طريق حولات بريدية ترسل بأسمي وتحويلات بنكية وأحيانا من خلال تطبيق فودافون كاش وأحيانا باستلمها يد بيد».. هكذا أوضح المتهم دوره في الخلية العنقودية المنضم لها.
- طرق توصيل الإمدادات المالية لأعضاء التنظيم
وعن تفاصيل طريقة توصيل الإمدادات المالية لأعضاء الدولة الإسلامية قال المتهم: «عقب تسلمه هذه الحولات البريدية كان بيتم تسليم أجزاء متقطعة منها كل عضو بناء على أماكن محددة ومواقيت بالاتفاق مع الكوادر».
- رصد مسكن ضابط شرطة بمدينة نصر أول التكليفات
وفي إطار التكليفات التي كانت يتلقاها من القيادي رامي النجم لرصد الضباط والأشخاص المرموقة قال المتهم: «كان أول التكليفات هي رصد عمارة في مدينة نصر ما بين شارعي عباس العقاد وأول مكرم تحديدا عند مدرسة المنارة بأن أجمع معلومات عن مداخلها ومخارجها علشان يتم استهداف شخص فيها ولكن مقليش مين الشخص ده وفعلا نزلت عند العمارة يوم بالليل ولقيت فيه صعوبة في رصد مداخلها ومخارجها فوصلت الكلام ده، وقلت لهم إني محتاج حد معاه عربية وفيه مرة تانية كلفني برصد شخص قالي أنه ضابط شرطة ساكن في مدينة نصر عند مدرسة سانت فاتيما وأداني مواصفاته الشكلية لكن أنا خوفت أنفذ التكليف ده لأني حسيت أني هتورط وفي الوقت ده رجعت لعبد القادر الحرب ووضحت له أني مش عايز أدخل في موضوع الدم والقتل والكلام ده فقالي أنه مش هيقدر يقول لرامي النجم أنه يبعد عني، وقالي أحاول أسحب نفسي بالطريقة الغير محسوسة وديه محل علاقتي بالموضوع لحد ما اتقبض عليا».
- خدمة التنظيم والمصلحة المالية
وأكد المتهم: «أن علاقتي بالموضوع ابتدت بسبب حالتي الأجتماعية فأنا من اسرة فقيرة فوالدي يعمل حارس عقار في مدينة نصر وأمي ربة منزل، وشقيقتي جميعهم بنات وعلى الرغم من ذلك كانت تربيتي بعيدة عن اي التزام ديني أو إطلاعات سياسية، وكان كل تركيزي في دراستي حيث التحقت بالمدرسة المعمارية الفنية، وكان كل تركيزي في دراستي وكنت بشتغل بجانب دراستي في تبريد وتكييف ومكنتش ليا أي أهواء سياسية حتى أن ثورة 25 يناير لم أشارك فيها بسبب صغر سني لكن في الانتخابات الرئاسية كنت مؤيد لحمدين صباحي رغم أنه لم يكن لي صوت انتخابي لأني كنت شايف أنه شبه جمال عبد الناصر ممكن يأخذ قرارات تصحيحية لصالح البلد ولكن لما خسر في الجولة الأولى محطتشي الموضوع في دماغي، ولكن أنا وكل أسرتي كنا رافضين لفكرة جماعة الإخوان المسلمين أو أنها تحكم مصر من منطلق أن هما كل عيهم للسلطة من غير ما يكون عندهم فكر محدد لإدارة البلاد، وأن هما كلهم كانوا في السجون ومصدر تمويلهم مش معروف وبالفعل لما حكموا مصر من خلال محمد مرسي كنت شايف أنهم فاشلين في إدارة البلد».
- المتهم: حبي لفتاة مغربية سبب تأييدي لتنظيم داعش
ويشير المتهم سيد عبد الصبور «إلى أنه بسبب كل ذلك شارك في ثورة 30 يونيو لعزل محمد مرسي من الحكم، وكنت بدون كل ذلك على صفحتي الشخصية على الفيس بوك،اللي كانت باسم سيد الهواري وكان من خلال الموقع ده، بدأت علاقتي ببنت مغربية أسمها سلمي بايدت، ولكن هي كانت مؤيدة لحكم الإخوان ومعترضة على عزل مرسي وديه كانت نقطة الخلاف بينا، لحد ما حصل فض اعتصام رابعة العدوية، واللي مكنشي مآثر فيا خالص لكن آثر فيها بشكل كبير».
وتابع: «وأنا كنت حابب أقرب منها أكثر فتظاهرت بتغير قناعتي واني أصبحت من مؤيدي الإخوان وضد قتل الأبرياء، وعلشان أدلل على كده بقيت أضيف الناس اللي بيظهر من صور حساباتهم على الفيس بوك أنهم من مؤيدي الإخوان زي اللي حاطين علامة رابعة أو صورة محمد مرسي فكنت بضيفهم كأصدقاء وأخذ من صفحاتهم البوستات وأعيد نشرها عندي، فكانت أضافتي للحسابات بعشوائية فكان منهم آلب أرسلان، اللي كان باين من حسابه على الفيس بوك أنه ضد النظام الحاكم، وفي نفس الوقت معتنق لفكر تنظيمداعش فبقيت بتابع صفحته وبوستاته وكنت بلاحظ أن في مجموعة معينة على طول بتعلق على أي منشورات تخصه، وكانوا بيستخدموا ألفاظ مولانا ويا حبيب وكان من ضمن المجموعة ديه أبو عبيده وأو سلمان، ومحمود عاشور، أحمد حسن، وكان إطار تعليقاتهم ومنشوراتهم تدل على اعتناقهم فكر تنظيم الدولة الإسلامية وكان آلب أرسلان ده بيديهم تعليقات تفيد أنهم سوف يكملون مناشتهم على الخاص».
واستطرد: «كان عندي فضول أعرف الناس ديه ببتكلم عن أيه، فبدأت أتواصل معاهم على الخاص وأتناقش معاهم عن الفكر، وفهمت أن المسئول هو آلب آرسلان، وطلبت منه أسافر لسوريا للجهاد علشان يبدأ يطمن ليا، لكن هو قالي أن مفيش سكة في السفر زي ما توقعت ولكن قالي أن ممكن أخدم الجماعة من خلال وجودي في القاهرة».
- تبرعات للأخوة المعتقلين على «فيسبوك»
وأشار المتهم: «توقعت أن دوري هيكون شراء مستلزمات لأنه كان دائما بيطلب تبرعات للأخوة المعتقلين على صفحاته بالفيس بوك، فقلت أنه هيبقى محتاج حد مش ملاحق أمنيًا علشان تبقى معاه الفلوس اللي ببتجمع ديه وأن الكلام ده ممكن أنا أطلع منه بمصلحة مالية فوافقت على أني اشتغل معاهم، وده كان في غضون شهر ابريل 2015، وطلب مني كاجراء احتياطي أغير أسمي على الفيس بوك وأختار اسم حركي فكان أبو جعفر، وطلب مني حمل تليفون عليه برنامج محادثة أسمه تليجرام علشان التواصل في إطار العمل ضمن المجموعة وكان أسمي الحركي عليه مروان، وبدأ يبعتلي حوالات بريدية وكان أول مبلغ 1500 جنيه من مكتب بريد قرية الأطفال بالوفاء والأمل مدينة نصر وبعد ما استلمتهم بعتلي أسم واحد يدعى عمر علي، وحسابه على تويتر علشان أتواصل معاه اسلمه المبلغ فقابلته عند ميدان الساعة في مدينة نصر وعرفته من خلال مواصفات الملابس بتاعتنا اللي بعتناها لبعض وهو شاب في منتصف العشرينات قصير القامة وأبيض البشرة وعنده لحية بسيطة وبيلبس نظارة طبية وسلمته ألف جنيه».