جنرال عسكري عراقي يروي شهادته حول تنظيم داعش الإرهابي
علّق وفيق السامرائي، رئيس الاستخبارات العسكرية العراقية، على مقتل زعيم داعش، أبوبكر البغدادي، ومستقبل التنظيم من بعده، قائلا: مثير جدا أن يصبح إمام جامع بسيط/ ثانوي في سامراء، لا يملك قوت يومه، ولم أسمع به يوما رغما اطلاعاتي الواسعة هناك من نصف قرن، ومتابعتي كتل الإرهابيين بعد استهدافهم لنا بتركيز غير عادي، ومحاولتهم قتلنا وتدميرهم أملاكنا عام 2004.. اعتقلوه، كما تبين لاحقا، وأودعوه معتقل "بوكا" في البصرة، الخاص بمعتقلي الإرهاب، وهناك نظّمَ نفسه وعددا ممن معه فكريا وتنظيميا، ما يدل على أن سياقات العمل والحياة في معتقلات الإرهاب الأميركية تعد "مدارس لإعداد الإرهابيين أو مفاقس لتفقيسهم وإعدادهم"، بسبب سوء الإدارة وخلل أمني شنيع، وفشل مدمر، "إن لم نستحضر شكوك ومفردات نظرية المؤامرة" التي يصعب استبعادها هنا، ويخرجوه، لينطلق إقليميا بفلسفة قيادية ثم قدرات مالية وتنظيمية وعسكرية هائلة، وليصبح أخطر رجل في العالم!.
وأضاف: تابعنا حرب داعش، وساذج جدا من يظن أنهم كانوا هم مَنْ يخططون بقدرات ضباط صداميين سابقين يحاول البعض النفخ فيهم للتغطية على أدوار كبرى، الدواعش لم يحصل عندهم نقص بعتاد، ولا خلل في المعلومات، ولا جهل في القيادة والتخطيط، ولا نقص في الحرب النفسية والإعلام، ولا في حكم المناطق التي سيطروا عليها، ولا تعقيدات في طرق الانسحاب وإعادة الانتشار، وبيع النفط، وشراء آلاف السيارات الحديثة وتصنيع الطائرات المسيرة..! فهل هذه قدرات ملأ في جامع؟! في الحقيقة إنهم كانوا يمتلكون منظومات قيادة وسيطرة وتنظيم واستخبارات وعمليات وإدارة وأموالا طائلة، وهذه قدرات دول ثرية إقليمية، ولها مؤسسات وأهداف.
وتابع: السوريون نفوا علمهم ومشاركتهم في مقتل البدري وسخروا من شكر ترامب، ومسلحو كرد سوريا يقولون هم من استمكنوا وجوده، وترامب عمل من العملية قصة خلاقة؛ وكان تاريخ البدري خللا أميركيا، وتأخر (التخلص) منه بعد ست سنين من زعامته لداعش رغم كل وسائل التجسس والاستطلاع والرقابة، والحالتان دليل فشل شنيع وخلل على الأقل، لنضع المؤامرة جانبا، الآن انتحر البدري بعد محاصرته، وبايعوا غيره، لذلك، لم يعد سوى محطة عابرة ويجب الانتباه الى هذا التنظيم الخطير ومتابعة خلاياه فاندحاره عسكريا لايعني سحقه أمنيا كليا، انتبهوا فلا يزال مصير عشرات آلاف الإرهابيين شمال سوريا والعراق موضوع خطير.