"مختار نوح" يفضح ولاء الإخوان السابق لمبارك في مقال جديد
كشف مختار نوح، القيادي الإخواني المنشق، كواليس تأييد الجماعة المطلق للرئيس الأسبق حسني مبارك، في مقال له تحت عنوان "ديمقراطية الإخوان"، حيث قال: وقد قرر الإخوان ودون أي مناقشة تأييد حسني مبارك في أول تجديد له، وكان التجديد يتم بتأييد وبيعة البرلمان، ثم يتم استفتاء الشعب حتى ولو لم يحضر أحد، وبالفعل لم يكن يحضر أحد... وتم الاتفاق بين الإخوان والمعارضة كلها، وكلها تعني كلها وفد وأحرار وتجمع وأخوان ومستقلين على مبايعة حسني... إلا أن الكثيرين داخل الإخوان رفضوا تلك البيعة والتأييد لأن ذلك التأييد يصف الإخوان بالانتهازية أو المتاجرة بالشعارات.
وأضاف، في تصريحات صحفية له: فمبارك كان عند الإخوان هو الحاكم الذي يعتقل الشعب ويستمر حكمه في ظل الطوارئ التي تمنح الدولة حق الاعتقال والتفتيش والتصنت ومراقبة الرسائل، وتجددت الطوارئ في عهده إلى ما لا نهاية، كما أنه ورث الحكم عن سلفه السادات دون انتخابات، وأنه- أي مبارك- بدأ حكمه بفساد واضح وبقمح مسرطن، ولم لا وقد توالت الاستجوابات عن الفساد قدمها المرحوم علوي حافظ من المستقلين... كما كنت تقدمت باستجواب عن التعذيب وسوء استخدام قانون الطوارئ وعن فساد التعليم، كما تقدم حسن الحسيني، وكان من الإخوان، باستجواب لانتشار الانحراف في مهرجان القاهرة السينمائي، وتقدم على سلامة من حزب الوفد باستجواب عن التجسس والاعتقالات في حكم مبارك.. كما تقدم.. وتقدم.. وتقدم آخرون باستجوابات ضد فساد نظام الحكم والاستيلاء على أراضي الدولة، وفساد المناقصات الشكلية، واستيلاء الوزراء على البقعة السياحية المميزة، وأطلقوا عليها اسم لسان الوزراء و.. و.. و.. و...ولكن الإخوان قرروا بيعة حسني مبارك رغم رفض الكثيرين .
وتابع: رأي الإخوان أن يطبقوا الديمقراطية.. فأعلنوا عن اجتماع لكل أعضاء البرلمان، في منزل المرشد بالمنيل، وكان المرشد هو محمد حامد أبوالنصر، ولكن لظروف مرضه الشديد وضعف بصره وعدم قدرته على السمع فقد كان المرشد الحقيقي هو مصطفى مشهور.. وكان الاجتماع الديمقراطي الذي ضم بضعًا وثلاثين عضوا هم أعضاء البرلمان من الإخوان، ولكنهم أضافوا إليهم عددا من الإخوان من غير الأعضاء لزوم ضبط إيقاع الجلسة وضبط التصويت ايضا، ولكن جرت الأمور بما لا تشتهي السفن، بالرغم من توبيخ بعض الحاضرين لكل من رفض تأييد حسني، وتعجبهم في خطبة باللغة العربية الفصحي لهذا الذي يعترض على قرار الجماعة، والذي لا يعرف أحد اسم وبيان ومكانة هذا الذي اتخذ القرار... ثم كان التصويت برفع الأيدي.. وكانت النتيجة هي رفض مبايعة وتأييد حسني مبارك بأغلبية قدرها حوالي 57% من مجموع الحاضرين.. ولكن القرار كان هو فض الجلسة وإعادة عقدها بعد يومين.
واستطرد في تصريحاته قائلا: ثم كانت الجلسة الثانية، ولكنها كانت بحضور أكثر بل وأكثر كثيرا، ثم كان التصويت فكانت النتيجة هي تأييد ومبايعة حسني وبأغلبية قدرها 60% تقريبا، وذلك وسط تعجب الحاضرين.. وجاءت جلسة مبايعة حسني مبارك في البرلمان وأصدر الإخوان أوامرهم لجميع الأعضاء بالتأييد بل وأيضا بعدم الغياب عن الجلسة.... وأيدت المعارضة كلها تجديد العهد للفاسد الديكتاتور الذي أتي بلا انتخابات واعتقل الناس وظلمهم وعذبهم وطبق التطبيع على أوسع ما يكون، وقضى على القمح المصري، وسمح باستيراد القمح المسرطن، واستورد من إسرائيل كل الحبوب المسرطنة، وزرع للمصريين الكانتلوب، وعرض الدكتور المحجوب النتيجة وسط تصفيق الحاضرين، وهي الموافقة على تأييد الفاسد بأغلبية ساحقة، مع رفض أربعة أعضاء وغياب واحد..
وأرسل الدكتور المحجوب إلى المستشار مأمون الهضيبي رسالة تفيد بأن ثلاثة من الإخوان قد رفضوا تأييد حسني مبارك وقد غاب واحد رابع.. فأما الغائب فكان الدكتور عبدالحي الفرماوي، وأما الرافضون فهم ما زالوا في الإخوان بعد أن تركوها إلا أنهم عادوا إليها بعد حكم مرسي مباشرة..
ولا أعرف كيف عرف المحجوب بأمر رفضي الشديد وتصويتي برفض تأييد حسني مبارك، وربما كان ذلك من وزير الداخلية اللواء زكي بدر، الذي صورني أثناء رفضي الوقوف لحسني مبارك عند دخوله إلى قاعة المجلس.
وواصل حديثه قائلا: أرسل إلىّ الإخوان لحضور جلسة لم يذكروا أنها جلسة تحقيق، وكانت أول محاكمة لي، وكانت في الاخوان، ولم تكن في مكان آخر، وكان الاتهام مباشرة من مصطفى مشهور، ولكنها بحضور سبعة من كبار الإخوان، منهم المستشار مأمون الهضيبي، وبعد المحاكمة تم تأجيل قرار الفصل من الجماعة لسببين، أولهما أني كنت عضوا جيدا في مجلس الشعب ونشطا أيضا، أما السبب الثاني فهو رفض مأمون الهضيبي هذا القرار، وبالذات أني تمسكت أمامهم بما كان يثيره شيوخ الإخوان من أحكام فقهية بشأن جمال عبدالناصر والسادات وحسني مبارك نفسه، وانتهت الجلسة.. وانتهت معها أول محاكمة لي في الإخوان، وانتهت معها قيود السمع والطاعة عندي.. وعلمت أن الديمقراطية عند الإخوان مجرد شعار لا تقره اللائحة الداخلية للإخوان.