"إعلام البحوث الإسلامية": نواجه التطرف بالتأثير والإقناع وخطة عمل يومية
أكد الدكتورمحمد سيد ورداني، أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر ومدير المركز الإعلامي بمجمع البحوث الإسلامية، أن المجمع يتعامل مع القضايا التوعوية والفكرية بخطة استراتيجية قوية، تأخذ في اعتبارها اختلاف اهتمامات الجمهور وتفضيلاتهم المتنوعة ودرجات تأثرهم المتفاوتة بوسائل الإعلام والاتصال المختلفة، ولذلك فإن المجمع يولي اهتمامًا خاصًا بأحدث تلك الوسائل، وهي وسائل التواصل الاجتماعي، والتي أحدثت طفرة نوعية في جانبي التأثير والإقناع لدى كثير من فئات المجتمع رغم اختلاف درجات التعليم والثقافة فيما بينهم.
وأضاف "ورداني" أنه انطلاقًا من تلك الأهمية لهذه الوسائل كان لا بد أن توضع تلك الوسائل وعملية التواصل من خلالها على رأس الاهتمام للوصول إلى أكبر عدد من الجماهير، فإذا كنا نتعامل مع جمهور في حاجة إلى التوعية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، فنحن في نفس التوقيت لا نهمل التواصل المباشر الذي يتفق مع اهتمامات شريحة أخرى داخل المجتمع، ومن هنا فإن التواصل الفعّال ليس في تقديم محتوى توعوي فقط، وإنما في أن يصل هذا المحتوى إلى الجمهور في توقيت مناسب وبتأثير قوي.
وأوضح مدير المركز الإعلامي أن خطة العمل اليومية على وسائل التواصل الاجتماعي للمجمع نحددها بشكل يومي بحيث تناسب الاحتياج اليومي لجمهور المتابعين، إلا أننا نحرص دائمًا على تضمين المحتوى اليومي رسائل توعوية تناقش مجموعة من القضايا الفكرية تارة، وتصحح بعض المفاهيم المغلوطة تارة أخرى، حيث يركز المجمع عبر تلك الوسائل على المحتوى الفكري لمواجهة التيارات المضللة التي تستهدف عقول الشباب بما تبثه يوميا عبر الفضاء الإلكتروني من مغالطات فكرية وتشويه متعمد للنصوص الشرعية وتجنيد تلك النصوص لخدمة أجنداتهم الخاصة.
ولفت "ورداني" إلى أن المجمع يقوم بمتابعة ما تبثه الجماعات المتطرفة من شبهات وأفكار مغلوطة عبر المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، ليتم عرضه على لجان متخصصة تقوم بتفنيده والرد عليه ثم وضعه في قوالب فنية يمكن من خلالها جذب انتباه الجمهور إليها، سواء كانت تلك القوالب نصوصا مكتوبة أو فيدويهات حية، أو ما يتم عرضه من خلال فيديوهات الـ"Motion graphics" أو الـ"animation".
وتابع: "إننا نأخذ في اعتبارنا عند توجيه تلك الرسائل طريقة الخطاب الذي يناسب الجمهور المحلي والجمهور العالمي والوسيلة التي يفضلها في التواصل، ولذلك فإن ما نقدمه عبر موقع "تويتر" قد تختلف معالجته نسبيًا عما نقدمه من خلال موقع facebook؛ نظرًا لأن كل وسيلة لها جمهورها الخاص، كما أنه يختلف عدد متابعيها وأحيانا توقيت المتابعة، لافتًا إلى تقديم أيضا محتوى توعويا لمختلف الفئات باللغة الإنجليزية، من خلال الصفحة التي تم إنشاؤها بهذه اللغة على فيسبوك، وأيضًا فتاوى ترد على مجموعة من الأسئلة التي يدور الكثير منها حول مجموعة من المفاهيم الفكرية المنتشرة، ويتم نشرها باللغة الإنجليزية على الفيسبوك وتويتر وموقع المجمع باللغة الإنجليزية".