فرنسا تناقش آلية محاكمة الدواعش في بغداد
أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أنه سيزور العراق "قريبًا" لبحث مسألة إنشاء آلية دولية فيها، لمحاكمة مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي.
وقال لودريان لقناة "بي إف أم تي في" وإذاعة مونتي كارلو: "يجب أن نعمل مع السلطات العراقية لإيجاد سبل من أجل إقامة آلية قضائية من شأنها محاكمة جميع هؤلاء المقاتلين، وبينهم حتما المقاتلون الفرنسيون ومحاكمة الذين ستتكفل بهم القوات العراقية"، وأضاف: "هذا ما سنبحثه مع السلطات العراقية"، من غير أن يوضح تاريخ زيارته المزمعة لبغداد.
وسئل الوزير عن احتمال نقل المزيد من الدواعش الأجانب وتحديدا الفرنسيين من معسكرات الاحتجاز التابعة للقوات الكردية في شمال سوريا إلى العراق، حيث قال: "ليست هذه المسألة الرئيسية، في هذا الوقت وفي هذا المكان بالذات".
وتثير العملية العسكرية التي باشرتها القوات التركية على سوريا، مخاوف من فرار مقاتلين أجانب تحتجزهم وحدات حماية الشعب الكردية؛ وهذا ما يطرح بإلحاح مسألة محاكمتهم في وقت توجه أكراد سوريا بعدما تخلت عنهم الولايات المتحدة إلى نظام دمشق طالبين مساعدته في التصدي للقوات التركية.
ويحتجز حوالي 12 ألف مقاتل من تنظيم داعش الإرهابي في السجون التي يسيطر عليها الأكراد، بينهم 2500 إلى 3 آلاف أجنبي، وفق مصادر كردية.
وتبحث سبع دول أوروبية هي فرنسا وبريطانيا وبلجيكا وألمانيا وهولندا والسويد والدنمارك منذ عدة أشهر إمكانية تشكيل محكمة دولية في العراق لمحاكمة المقاتلين الأجانب.
وأفادت وزارة الخارجية الهولندية بأن اجتماعا عقد بهذا الصدد في بغداد، مشيرة إلى أن "المحادثات في مرحلة استطلاعية".
ويخشى الأوروبيون على أمنهم في حال لم يعد بإمكان الأكراد الذين يقاتلون القوات التركية السيطرة على هذه المعتقلات الواقعة في أقصى شمال شرق سوريا قرب الحدود التركية.
وأكد لودريان أن هذه المخيمات ليست مهددة في الوقت الحاضر، موضحا أنها تحت سيطرة الأكراد "اليوم"، وتابع: "على حد علمي أن الهجوم التركي ومواقع انتشار قوات سوريا الديمقراطية (التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري) لم تؤد في الوقت الحاضر إلى أن تكون هذه المخيمات الواقعة بشكل أساسي إلى شرق الشمال الشرقي السوري مهددة في سلامتها وأمنها الضروريين"، وأوضح أنه "جرى...تمرد داخلي في مخيم عين عيسى الذي فرت منه حسب المعلومات تسع نساء".
وذكرت السلطات الكردية الأحد أن 800 من أفراد عائلات مقاتلي التنظيم المحتجزين في مخيم عين عيسى فروا بسبب القصف التركي. لكن مسؤولا أميركيا برز قائلا: "لم نر أي عملية فرار واسعة للمعتقلين حتى الآن"، غداة إعلان وزير الدفاع مارك إسبر أن المقاتلين الأكراد "أطلقوا سراح العديد من المعتقلين الخطيرين".