ضحية القرضاوي: فقيه الإخوان يوجه استخبارات الجماعة بتأديب معارضيه
باحث الدكتوراه المصري: سرقوا مشروعي بمساعدة خلايا الجماعة النائمة في بريطانيا وبالتعاون مع الشرطة البريطانية؟
ذهبت إلى قطر من أجل ثلاثة أغراض الأول: هو تسويق مشروعي والثاني: هو البحث عن وظيفة والثالث: هو الحصول على منحة من كلية الدراسات الإسلامية ولم يتحقق سوى واحد منها
مفتي الجماعة لديه شبكة تجسس عنكبوتية في العالم.. وتقارير الإخوان السرية من قريتي عبر وسيطهم مدرس اللغة العربية وراء عدائهم لي
عملت في مكتب الشيخ القرضاوي واستقلت لموقفي من ثورات الربيع العربي وفوجئت بأن كفيلي يعمل في أمن الدولة القطري
في قطر الإخوان وحدهم من يحصلون على الوظائف العليا وغيرهم يعملون في المهن الهامشية
تم وقف مشروعي في قطر ثم أوقف تعييني هناك وصبرت حتى أحصل على الماجستير وأغادر البلد فتوجهت إلى بريطانيا فسرقوا مشروعي
اكتشفت تواطؤ البوليس مع الجماعة في سرقة حقيبتي وعمل على إخراجي من بريطانيا!!
آخر تأثيرات الجماعة علىّ رفض الدكاترة الذين أشرفوا علىّ في كتابة ثلاث توصيات للتقدم على منحة فولبرايت الأمريكية للحصول على منحة دكتوراه
إخوان الخليج والسعودية زوروا كل كتب التراث لصالح الجماعة.. والمملكة لم تعد وهابية بل قطبية إخوانية
الجماعة تجند الشباب المصري في بريطانيا للعمل كجواسيس وتسهل استقطاب المهاجرين للعمل في الوظائف المشبوهة
هو شاب بسيط من محافظة البحيرة يتطلع للبحث العلمي، ويسعى للحصول على درجة علمية تعينه على تكوين مستقبله والحصول على وظيفة مرموقة كطموح أي شاب في بلادنا، لكن ما حدث معه على يد جماعة الإخوان ومفتي الجماعة يوسف القرضاوي لا يمكن أن يوصف! هو باحث الدكتوراه محمود عبدالعزيز، صاحب المشروع البحثي المتميز "الرسول الخاتم رحمة للعالمين" الذي اشتغل عليه بعد أزمة الرسوم المسيئة، والذي أعده ليكون موجها للعالم الغربي يعرض فيه لمظاهر رحمة النبي ويرد على الشبهات التي وجهت للدين الإسلامي، وهو مشروع لا يقل أهمية عن مشروع جماعة الإخوان الضخم "السلام عليك أيها النبي" المقام في السعودية، ومن هنا كان سببا في دخوله عش الدبابير.. ماذا شاهد؟ وماذا حدث له؟ السطور التالية تخبرنا.
بداية مع علاقاتك بجماعة الإخوان؟
كأي شاب في مجتمع ريفي أعجبت خلال المرحلة الثانوية بجماعة الإخوان التي كانت تقدم نفسها على أنها جماعة دعوية، تدعو إلى الإسلام، ولكن لم تدم علاقتي بهم أكثر من 3 أشهر، حيث اكتشفت مبكرا ضحالة علمهم وعلاقتهم بالإسلام، وبخاصة عندما شاهدتهم يفرحون لمشكلة حدثت بين الدعوة السلفية، وقد تطلع باحث الدكتوراه في ذلك الوقت إلى الالتحاق بكلية دار العلوم إلا أنه وجد من عناصر الجماعة في قريته اعتراضا على الالتحاق بها، وتعجبت لماذا، خاصة أنهم أخبروني بأن حسن البنا مؤسس الجماعة كان أحد خريجيها!! وعلمت وقتها أن هذه أيضا من أكاذيب الإخوان فالبنا لم يحصل على دار العلوم ولا علاقة له بها، وعندما التحقت بالكلية بدأت بالفعل القراءة والاطلاع ووقفت على تاريخ الجماعة الحقيقي، وهذا كان أحد أسباب غضب الجماعة علىّ في قريتي، ويعتبر ذلك الانقلاب الأول عليه حيث شعروا بأنني كثير الاعتراض والأسئلة بشكل لا يحبونه، فتركتهم رغم علاقتي البسيطة بهم كأي شاب في سني، وهو حال كثير من الشباب المثقفين الذين تحاول الجماعة اجتذابهم إليها.
هل هذا كان بداية الانقلاب عليك من الإخوان؟
هذه فقط كانت الإرهاصات الأولى لهذا الانقلاب، فكما تعلم الإخوان لا يحبون التفكير ويكرهون من يفكرون، ويعادون من يحاول القراءة بعيدا عن تعاليمهم، إلا أنني بعد أحداث 25 يناير حاولت أن أسافر خارج البلاد بحثا عن عمل وإكمال دراستي والحصول على شهادة الماجستير، وكنت بالفعل بدأت مشروعا بحثيا ضخما، وهو مشروع "الرسول الخاتم" الذي كان أصل الصدام مع الإخوان في الخارج، حملت مشروعي البحثي وذهبت إلى الكويت بعد أحداث يناير، فوجئت بأن الإخوان يسيطرون على كل شيء هناك من مبرات خيرية ومؤسسات وقفية ووزارات فلم يساعدوني، فنصحني البعض بترك الكويت والذهاب إلى السعودية عسى أن أجد من يساعدني، وبالفعل ذهبت إلى المملكة في 2012م وترددت على المؤسسات الإسلامية والخيرية من أجل تسويق مشروعي، فوجدت الإخوان أيضا يسيطرون عليها، إلا أنني وجدت مساندة من الشيخ عبدالعزيز الراجحي الذي أعجب بالمشروع وشفع لدى أخيه الملياردير سليمان الراجحي كي يتبناه، وشعرت وقتها أن المشروع سيرى النور، إلا أن إخوان المملكة وقفوا أيضا في طريقي فأوقفوه، ولم أكن أدرك حينها السبب.
كيف رأيت إخوان السعودية؟
السلفية السعودية المعروفة تحولت إلى سلفية قطبية إخوانية، فعندك مثلا في مؤسسة العنود بالرياض وجدت الإخوان يديرون مشروعا علميا ينتقون فيه ما يعجبهم ويزيلون فتاوى علماء السعودية التي تنتقد الإخوان ويشرف عليه أفراد من الجماعة ومن التيار القطبي، واكتشفت أن مشروع "السلام عليك أيها النبي" في مكة المكرمة مشروع إخواني بالدرجة الأولى وهو أحد أسباب عدائهم لي.. والحقيقة التي خرجت بها في المملكة أن كلمة "وهابية" لم تعد موجودة بل السلفية الموجودة هناك الآن هي السلفية القطبية الإخوانية وشتان بين هذا وذاك.
على ذكر مشروع السلام عليك، حدثنا عن مشروعك في ظل التشابه بينهما؟
بدأت في مشروعي الرسول الخاتم رحمة للعالمين بعد أزمة الرسوم المسيئة التي حدثت في الدنمارك 2006م، حيث أردت عمل مشروع عالمي يليق بمقام النبوة وصاحب الرسالة عليه الصلاة والسلام، بحيث لم يسبق إليه من قبل في العالم الإسلامي، وقد كان، إلا أن جماعة الدجل والهبل والخبل لم تتركني في حالي وتعاونوا مع البوليس في بريطانيا وسرقوه في ميدان أولد ماركت سكوير في مدينة نوتنجهام.
يقوم مشروع "الرسول الخاتم" على إبراز مظاهر الرحمة وجوانب العدل ومعالم السماحة في شخصية النبي ورسالة الإسلام وبيان الإسلام الصحيح، كما أنه يقوم على تفنيد الشبهات والرد عليها والتي سطرها المستشرقون تجاه الإسلام ونبيه.
ومن ملامح الابتكار ومعالم الابداع في مشروع الرسول الخاتم تزويده بوسائط المعرفة الحديثة من صور وخرائط ووثائق تاريخية وجداول علمية وأشكال بيانية، كما أنه مزود بأشعار من شعراء العالم الإسلامي في مدح الرسول توضع في بدايات الفصول والأبواب والمباحث، كما أنه مزود بالحليات النبوية الشريفة التي صنعها فنانون أتراك، وهذا كله لأول مرة يجتمع في عمل في العالم الإسلامي.
أثنى على المشروع وقدم له أكثر من 100 شخصية شهيرة وأكاديمية وعلمية من الأزهر الشريف وسائر الجامعات العربية والإسلامية وأوصوا بترجمته لشتى اللغات العالمية.
ما علاقة القرضاوي بالمشروع؟
وحدد لي موعدا مع وزير الأوقاف القطري، فالتقيته في الثلاثاء التالي فقال لي في اجتماعه معي: أنت إخواني أم سلفي؟؟فقلت له إنني أتبع جماعة المسلمين ولمحت مستشاره يغمز له بعينه، فهمت بعدها أن هناك أمرا سيئا ينتظرني وينتظر مشروعي، ثم أحال الوزير المشروع إلى لجنة علمية من أجل تقييمه، فكتبوا تقريرا بإجازته بعد شهرين ونصف الشهر تقريبا.
واتفقوا معي على أن يعطوني مائة ألف دولار مقابل طباعة 3 آلاف نسخة في وزارة الأوقاف القطرية، وتراجعوا وخفضوا المبلغ إلى 300 ألف ريال قطري فوافقت، وبعدها طالبوني بالنزول إلى مصر لإحضار حقوق الملكية الفكرية، وبالفعل نزلت مصر وأحضرتها، ورغم ذلك اعتذروا لي عن الطباعة بعد خمسة أشهر تقريبا.
كيف عملت في مكتب القرضاوي؟
توسط أحد أقرباء القرضاوي- الذي يعمل محررا رياضيا بقطر- قبل اعتذارهم بشهرين من أجل أن أعمل مع الشيخ في مكتبه، وعملت، وكتب الشيخ توصية لوزارة الأوقاف من أجل تعييني على أن أتقاضى مرتبا من الوزارة (خمسة آلاف ريال قطري) ومرتبا منه كبقية الباحثين في المكتب (خمسة آلاف ريال قطري).
اعتذرت الوزارة عن تبني مشروعي بعد خمسة أشهر، وعندما صدر قرار بتعييني اعتذروا أيضا عن تعييني، وقد كنت أملك نسخة من هذه القرارات في حقيبتي التي سرقتها استخبارات الإخوان بأوامر القرضاوي لخلايا الجماعة في شرطة نوتنجهام ببريطانيا.
كيف انقلب عليك القرضاوي؟
بدأ الشيخ في الانقلاب علىّ بعد التقارير التي وصلت من إخوان قريتي في البحيرة إلى قطر، الذين كان بيني وبينهم مجادلات وخلافات كثيرة وكتبوا بالفعل تقارير عني وصلت إلى مكتب الشيخ، أيدها اللقاءات التي جمعتني مع أحدهم، مدرس اللغة العربية، الذي كان موجودا في الدوحة وكان يستدرجني لينقل موقفي من ثورات الربيع العربي التي يدعمها إلى الشيخ القرضاوي، ووصلت هذه التقارير إليه ليعرف توجهي الفكري الذي لا يوافق توجهه فبعد اهتمامه بي وبمشروعي البحثي بدأ يتغاضى عن النظر إلي ويتهمني بـ"الاستعلاء"، وهو المصطلح الذي فهمت معناه فيما بعد فلم يكن المقصود منه سوى عدم الالتزام في الجماعة والانخراط فيها.
وكان من عادة القرضاوي أن يصلي الظهر أو العصر ثم يجلس كما هو في مكانه لسماع الأخبار من أحد أتباعه، الذي كان ينقل له أخبار الثورات ومنها أخبار مصر على وجه الخصوص، وفي إحدى المرات وهو يتحدث عن أمريكا قاطعته وقلت له: "أمريكا تصنع ثوراتنا وتسرق ثروتنا" فنظر إلىّ نظرة المغضوب عليه، ومن وقتها اتخذ مني موقفا عدائيا حيث ضيقوا علىّ في المكتب وأشعروني كأنني غريب إلى أن استقلت من العمل.
وبينما كنت أعمل في مكتب القرضاوي أدركت كنه السياسة جيدا، حيث كنت أقول وأنا أرى هذه المباني التي تشيد في الدوحة لا بد وأن قطر دفعت ضريبة ذلك للغرب، فلذلك تحرق بلداننا العربية لتعيش هي على ثرواتها المستخرجة من تحت الأرض.
كيف بدأ التضييق عليك في قطر؟
قبل سفري لحضور مؤتمر دولي في بروناي في سبتمبر 2013 وصلني خطاب تعييني بوزارة الأوقاف القطرية، كما وعدني القرضاوي، وطلبوا مني بعض الأوراق من مصر فأرسلت إلى مصر وشرعت في جمع الأوراق، وبعد عودتي من بروناي للتقديم على وظيفتي فوجئت بأنه قد تم وقفها كما أوقف مشروعي من قبل.
ضاقت بي الدنيا بعد وقف تعييني ووقف مشروعي، وظل أخو الكفيل الذي يعمل ضابطا هو المتكفل بمصاريف السكن يدفع لي لمدة عام كامل، إلى أن انتقلت إلى المدينة التعليمية بعد حصولي على نصف منحة ماجستير، ثم اكتشفت أنه لم يكن ضابطا عاديا في وزارة الداخلية بل ضابط في أمن الدولة، وهذا قبل مغادرتي قطر بثلاثة أشهر فقط من أحد المصريين.
اعتاد الرجل أن يهاتفني للجلوس في مجلس العشاء مع ضيوفه ولاحظت في معظم المرات أنه يأتي بضيوف من (السلفية القطبية) فكنت أتجاهلهم ولا أوطد علاقتي معهم لعلمي ماذا يريدون مني هناك.
أعد لي إقامة كمدير شركة على الورق، وتبين لي فيما بعد أنه إخواني وأوهمني أنهم لا يريدون لي إلا كل خير، وقال لي: أنت طالب علم ولا بد أن نخدمك، نحن نخدم طلاب العلم.. وتبين لي فيما بعد أن هذه سياسة لاستدراج ما يكتب الكاتبون ومعرفة كتاباتهم.
كنت أعتبر كلية الدراسات الإسلامية في قطر هي بوابتي إلى العالم الغربي والالتحاق بجامعة أكسفورد أو كامبريدج أوهارفارد، واكتشفت أن زملائي في الكلية ممنوعون من الحديث معي بالإنجليزية حتى لا أنمي لغتي، وصارحني زميل في هذا الموضوع بعد أن ألححت عليه قبل تخرجي بعام، واعترف بذلك وهو من غرب إفريقيا.
اكتشفت أن أجهزة الدولة القطرية كل همها هو شغل الناس الوافدين والمقيمين بمساوئ الحكام العرب وكأنهم النموذج المثالي للمدينة الفاضلة وحماة الفضيلة، ولذلك وجدت هناك بعض المصريين ورقا ولا يساوون شيئا.
ولم يكن الضرر علىّ وحدي بل لحقت أضرار كبيرة بجميع أفراد أسرتي نتيجة ما فعله الإخوان معي، لكن أهلي لا يسمحون لي بالحديث عنها كما هي عادة الأسر المصرية.
هل انقطعت علاقتك بمكتب القرضاوي؟
حاولت الكلية أن ترسلني إلى مكتب القرضاوي بعد التحاقي بالكلية للحصول على بعض الأوراق ومن أجل أن أعتذر له، فذهبت ولم أعتذر لأن الرجل آذاني، كما أنني لا أتفق مع الرجل في أطروحاته التي خربت البلاد العربية وذهبت للغرض المطلوب فقط.
وماذا كان وضع الكلية معك بعد أن عرفوا معارضتك للقرضاوي؟
بالفعل شعرت أنهم يتعمدون التضييق علىّ بشكل كبير، فلم يكن لدي عمل، وحاولت الحصول على عمل أو مساعدات لاستكمال دراستي إلا أن ذلك كله باء بالفشل، وما أن انتهيت من جميع المواد وبقي الحصول على الأيلتز، حيث شرط التخرج في الكلية الحصول على 5 درجات في الأيلتز، وأعانني أخو كفيلي، ساعدني في الحصول على رحلة من أجل تحسين لغتي الانجليزية لمدة ثلاثة أشهر في بريطانيا.
ذهبت إلى بريطانيا في صيف يونيو 2015، واستقبلني المندوب الذي رشح لي المعهد الانجليزي في برمنجهام، وأخذني إلى نوتنجهام وكان معه باكستاني، وكنا ثالث يوم من رمضان، وطلبت مني صاحبة المنزل الإيرانية الأصل وعرضت علي أن تأخذني إلى مجلس علم فاستغربت طلبها إلا أنني ذهبت حياء معها فاكتشفت أن المجلس كله من الإخوان وفي المرة التالية رفضت واعتذرت لها وبعده تعمدت عدم عمل الإفطار.
أنهيت الرحلة وعزمت على الذهاب إلى قطر في شهر أكتوبر 2015 بعد العودة من بريطانيا لإكمال دراستي، فوجدت تعنتا رهيبا من إدارة المدينة التعليمية في حجز غرفة لي في السكن، حيث امتنعوا وطالبوني ببقية المصاريف القديمة، وأمام هذا التعنت استلفت من عمتي عشرة آلاف جنيه، وأرسلتها مع شخص قطري من مطار القاهرة ليستلمها مصري ويدفع لي وحتى أنتهي من الماجستير وهذه المعاناة المستمرة.
عرفت أن السبب في ذلك هو أنني لم أوافق الجماعة على غرضهم من الذهاب إلى درس الشيخ والانخراط وسط أناس لا أعرف فكرهم وعقيدتهم وأهدافهم مني، حيث قرأت واستقرأت هدفهم من أجل وضعي في هذا السياق، ولا أدري ما الغرض وكيف السبيل إلى النجاة، وكنت قرأت من قبل سير شخصيات جرت على الأمة الويلات نتيجة أفكارهم.
وجدت تعنتا من أستاذي في تسجيل رسالتي، وكلما قدمت له موضوعا رفضه، إلى أن تمت الموافقة على موضوع "مفهوم الهيمنة في القرآن الكريم" بعد أن تم رفض ثلاث موضوعات من قبل، والغريب أن الموافقة جاءت في نفس موعد مناقشة موضوع زميل إخواني من نفس محافظتي، وقد استغرق وقتا طويلا في تسجيل موضوعه.
هل وجدت بديلا للتغلب على هذا التعنت؟
بالفعل قررت السفر إلى الإمارات في أغسطس 2016 للحصول على درجة الايلتز، فقد تقدمت 4 مرات للحصول عليها في المعهد البريطاني في الدوحة ولم أنجح، وفهمت أن ذلك عقبة جديدة في طريقي حتى لا يقرروا لي موعدا لمناقشة رسالتي.
وفي الإمارات، تقدمت للمعهد البريطاني وتمكنت من الحصول على المطلوب، وعدت إلى قطر مرة أخرى، فاصطنعوا لي مشكلة جديدة وكأنني ذهبت إلى إسرائيل؛ حيث امتنعوا عن إدخالي السكن بحجة أن هناك أموالا كثيرة متبقية علىّ وحاولت معهم، ورحلة هنا وهناك للإدارة ولم يوافقوا، فاضطررت إلى المبيت في مساكن شباب (youth hostel) ليلتين، وخاطبت مؤسسة راف لتدفع لي مصاريف السكن، واضطررت إلى المبيت 4 أيام في المسجد الخاص بالسكن، حتى وافقت راف على دفع المتأخرات التي علي.
تم تحديد يوم 16-10-2016 موعدا لمناقشة رسالتي، ولم تعلق لافتات كبقية الطلاب، وكأنه يوم حزين على الكلية أن أتخرج فيها وأنا الذي كنت متفوقا على كل الطلاب.
وماذا بعد المناقشة؟
غادرت قطر في 27 أكتوبر 2016 عائدا إلى مصر بعد معاناة رهيبة، حيث تواصلت مع أحد أصدقاء جدي في أمريكا من أجل مساعدتي على دخول أمريكا والعمل والحصول على منحة لدراسة الدكتوراه، فطلب مني العودة إلى قطر؛ لأن وظيفتي هناك أقل من مصر وأستطيع السفر وأخذ التأشيرة، فعدت إلى قطر في يناير 2017 وتقدمت للتأشيرة ورُفضت.
عدت مرة أخرى إلى قطر بعد فرض الحصار عليها وبقيت هناك لمدة شهر قبل أن أسافر إلى بريطانيا، وقبل سفري طلب مني أحد أتباع القرضاوي الذي كان ينقل التقارير من قريتي إلى مكتبه التوجه إلى الشيخ والاعتذار له فرفضت، وقتها عرفت أن الجماعة انتقمت مني وضيعت من عمري خمس سنوات لأنني كنت ضد توجههم.
كيف وجدت حال الإخوان في بريطانيا؟
الحقيقة أن بريطانيا تعتبر مركز التحكم عن بعد في تنظيم الإخوان، والإخوان موجودون في كل مكان هناك، ومنذ وصولي هناك بدأت أتردد على مسجد أبي بكر في مدينة نوتنجهام، وتناقشت مع خادمه (س .ب) في الأحداث السياسية ومع أحد قيادات المسجد وأخبرتهما أن قطر فعلا تشجع الإرهاب وتموله بناء على قراءاتي للأخبار المحلية والعالمية، فدبرا لي مكيدة عظيمة، وهي سرقة الحقيبة التي تحمل مشروعي العلمي بشكل أشبه بما تراه في أفلام عصابات المافيا، اكتشفت من خلالها العلاقة الوطيدة بين القرضاوي وخلايا الجماعة في بريطانيا والشرطة البريطانية.
في مسجد أبي بكر طلبوا مني الحضور والمواظبة على الصلاة فرفضت لأنني ما صدقت وتركت الإخوان في قطر ولم يعد في قدرتي احتمال مخالطة عناصر الجماعة مرة أخرى، وتعللت ببعد المسجد عن السكن.
كنت كثير الحديث مع زملائي في الكلية ومعظمهم تابع للجماعة، وأخبرتهم أنني أريد تسويق مشروعي وتسديد ديوني ولذلك خططوا لسرقة المشروع على أساس أن أعود إلى قطر واعتبار السرقة حدثا عاديا لم يشاركوا هم فيه بالتعاون مع البوليس، وزاد من تأكدي لهذه المؤامرة إلحاح أحدهم علىّ في العودة إلى قطر قبل انتهاء الفيزا بحجة أنه لم تعد هناك فيزا للمصريين، ومنذ ذلك الحين تغيرت لهجتي معه واتهمته ودولته بأنهم السبب في ذلك ومن خلال التخطيط مع بريطانيا والبوليس من أجل إرضاء المرشد الروحي للجماعة القرضاوي.
كيف تمت سرقة مشروعك؟
في 25 يوليو 2017م توجهت إلى لندن من أجل شراء مجموعة حقائب لابتوب وإرسالها إلى مصر؛ حيث كنت أتاجر فيها لإعانتي على تكاليف الحياة، فقابلني بعد يومين شاب مصري كنت التقيته من قبل وطلب مني القدوم إلى سكنه لأنه مجاني، فوافقت حيث كنت أدفع يوميا 15 جنيها إسترلينيا، ومكثت يومين عنده ثم أخبرني أن علىّ المغادرة لأن صاحب السكن سيأتي خلال يومين أو ثلاث، وكنت أجمع الحقائب فأخذت حقيبتي واتجهت إلى منطقة "إلفورد" لأستقل باص إلى محطة لندن ومن ثم استقلال الباص الرسمي إلى نوتنجهام..
وصلت إلى إلفورد وإذ بي التفت خلفي فأجد هذا الرجل بيني وبينه 50 مترا فسألته: لماذا أتيت؟ فقال: جئت لأوصلك؟ ولم يدر في ذهني ساعتها السؤال التالي: فلماذا لم تخرج معي من البداية؟ ووصلني إلى المحطة قبل الأخيرة ونزل، وكان ذلك يوم الأحد الموافق 6 أغسطس 2017.
وصلت إلى نوتنجهام وأخذت حقائبي إلى ميدان "أولد ماركت اسكوير" من أجل شحن كارت الباص الخاص بي فتركت الحقيبتين الكبيرتين أمام مكتب "نوتنجهام ترانسبورت اوفيس" وأخذت حقيبتي المهمة لأشحن الكارت من ماكينة الترام لعل فيها شحن، وإذ بي أفاجأ باختفاء حقيبتي التي تحمل مجهود سنوات من العمل البحثي، ووجدت أفرادا من الشرطة يخرجون فجأة من شارع مجاور.
قدمت شكاوى في اليوم التالي للشرطة لأن اليوم كان الأحد ولا يوجد أحد في مقر الشرطة وكلما ذهبت إليهم تعللوا بالانشغال.
فقدت حقيبتي بما فيها من لاب توب وهارد وير وفلاش ميموري وأوراقي وشهادتي وجواز سفري و350 جنيها إسترلينيا، وبعد أسبوع أخبرني شخص روماني أن الشرطة ومع أناس يُعتقد هو أنهم مسلمون هم الذين أخذوا الحقيبة فطلبت من الروماني الاسم والعنوان ورقم جواله، فأخبرني أنه قدم لي خدمة ولن يعطيني شيئا، وإلا سيعاقب أو يضطر إلى المغادرة من إنجلترا.
وتواصلت مع بعض قيادات الجماعة هناك لأسترد حقيبتي فتجاهلوني، وكان الغرض العودة لأكون ذليلا بين يدي القرضاوي وأقبل رأسه وأصير ذليلا أمامه، لأن آرائي كلها مخالفة للتنظيم، وقد غادرت قطر دون أن أعتذر له أو أزوره.
اتصلت بأحمد الدبيان رئيس المركز الإسلامي في لندن، وكنت أتيت له بكتب كهدايا من أستاذي في قطر الدكتور محمد خليفة وجواب على ما يبدو فيه إجازة لي فلم يرد علي، ولم يتواصل معي رغم أنني حكيت له على الواتس؛ وكان لي لقاء معه رابع يوم من مجيئي إلى بريطانيا في مكتبه.
والغريب أن أحمد الدبيان مع أنه مرسل من الحكومة السعودية، إلا أن علاقته بجماعة الإخوان معروفة جدا، وفوجئت أن الحملات المناهضة للأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية كانت تخرج من أمام المركز وبتمويل منه.
لماذا لم تخاطب السفارة المصرية؟
فعلت ذلك، وكثيرا ترددت على القنصلية المصرية وطلب مني القنصل أحمد عبدالمجيد كتابة شكوى وإرسالها وفعلت وجلست معه أكثر من مرة، وفي المرة الأخيرة قال: "أنا لا أستطيع أن أفعل معك شيئا وليس عندي ميزانية لتوفير محامٍ، عليك بالتوجه إلى المنظمات المعنية بذلك والتي توفرها الدولة البريطانية"، وفعلت كما أمرني وأخبرته بملاحظاتي حول الشباب الضائع في بريطانيا والذين تجندهم الجماعة في المطاعم والمقاهي للعمل معها وانخراطهم في العلاقات غير الشرعية وعملهم كجواسيس باعتبارها قضية أمن قومي.
هل عملت بنصيحة القنصل المصري وذهبت لجمعيات حقوق الإنسان؟
نعم، وكان مقر إقامتي في safestay holland park وكنت أتردد على المنظمات المعنية والمراكزالبريطانية الحقوقية التي توفرها الحكومة، لكن اكتشفت أن جوالي مراقب وتحركاتي مراقبة، وهذه المنظمة توجهك لهذه المنظمة، وهذه تعتذر، وتبحث من جديد عن منظمة أخرى حتى وصلت إلى أعلاها وهي (victim support west london) وتقع في منطقة earls court وجلست مع الموظف وحكيت له ما حدث لي، وتعاطف معي ثم وعدني بتخصيص موعد مع المديرة للاهتمام بموضوعي.
وبعد يومين كما أخبرني وجدته يرسل لي إيميلا بأنه تحدث معها وسوف تتصل بي، وبعدها بخمس دقائق اتصلت بي المديرة واعتذرت عن موضوعي، وهنا تبين لي أن كل الطرق مغلقة أمام هذه الاتصالات والضغوط التي تمارس في أماكن العمل التي أذهب إليها.
وكانت المفاجأة لي أن تنظيم الإخوان يستخدم أساليب قذرة معي، إضافة إلى زرع أشخاص في طريقي لتوريطي في أي عمل مشبوه، مثل تسليط الفتيات علىّ في مساكن الشباب أو التورط في علاقة جنسية مع إحداهن، إلا أنني كنت على دراية بماذا يريدون مني، والحمد لله نجاني ربي منهم، كما حاولوا استغلال ظروفي في بريطانيا .
هذا يعني أن كل الأبواب كان مسدودة أمامك؟
بالطبع، وقد اكتشفت أيضا خلال هذه الفترة أشياء خطيرة، أولها أن هاتفي مخترق من الجماعة، وأن القرضاوي يقود شبكة عنكبوتية كبيرة تهيمن على أشياء كثيرة هناك ولها صلات مع عناصر وقيادات في الشرطة البريطانية، وأن هناك سلسلة حلقات ضخمة تحكم هذه الجماعة وتربطها ببريطانيا لتنفيذ مخططات الغرب في الدول العربية.
هل قدمت شكاوى ضد الجماعة بعد عودتك من بريطانيا؟