باحث فلسطيني: تجربة الإخوان فى الدول العربية "فاشلة"
قال الدكتور أحمد دلول، الباحث في شئون الحركات الاسلامية، لـ"أمان": أنه صحيح أن جماعة الإخوان بالأردن، قد رخَّصت نفسها كجمعية في عام 2015 م ، وليس حزبا سياسيا، حيث أنها تدرك ضرورة حصولها على ترخيص الحزب السياسي، والذى يفرض عليها الكثير من القيود وينقلها لمربع السياسي بشكل شبه كامل، في حين أن ترخيصها كجمعيه يجعلها تحافظ على أعمالها الاجتماعية والإنسانية وبقية الأعمال غير السياسية التي تزيد من مكانتها في المجتمع.
وأردف قائلاً: لكن الجماعة لم تكن موفقة بالكامل في حصولها على ترخيصها الجديد، ومن الواضح أن تحويل الجماعة إلى جمعية سيسمح للسلطات الأردنية بفرض الرقابة المالية والإدارية عليها كأية جمعية خيرية في الأردن، وهذا بالطبع لن يعجب الإخوان المسلمين، ويجبرهم إما على الدخول في اشتباك سياسي وقانوني مع السلطات الأردنية أو تفكيك أنفسهم كما الحال بالنسبة للإسلام السياسي في تركيا خلال فترة تأسيس حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان.
ويري دلول، أننا نستطيع القول بأنَّ تحويل الإخوان المسلمين إلى جمعية في عام 2015 قد جاء بناءً على التغيرات التي فرضت نفسها بقوة على الإسلام السياسي في المنطقة بعد فشل موجة الربيع العربي وفشل تجربة الإسلام السياسي.
وأوضح الباحث في الشئون الفلسطينية، الإسلام السياسي اليوم أصبح محشوراً في زوايا الأنظمة العربية، ويمثلها أطراف لم تعد مرغوب بها بشكل كبير، وأعتقد أن الأشهر القادمة ستشهد تضييقاً كبيراً على الإسلام السياسي في كل أماكن تواجده، وقد لاحظنا كيف أنَّ مسئولون ونشطاء في حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا قد طالبوا بحظر أنشطة الجماعة الأم في بريطانيا خلال أكتوبر 2017م.
وتابع: وهذا يعني أن الإخوان المسلمين في الأردن أدركوا هذه المسألة فسيتعاطون بشكل إيجابي مع ما تفرضه السلطات الأردنية حتى وإن طال ذلك كل الأموال المنقولة من الجماعة خلال العقود الماضية.