"أمان" يفضح اللجان الإلكترونية للإخوان
على مدى سنوات عدة، ظلت جماعة الإخوان الإرهابية، هي المؤسسة للجان الإلكترونية الأكبر والأشرس على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث أصبحت تسيطر على ما يسمى بـ"الترند"، فهي المتحكم الرئيسي في نشر الأكاذيب وترويج الإشاعات، من خلال عدة وسائل تتبعها الجماعة.
تواصلت "أمان"، مع مجموعة من الشباب الذين يقودون بعض من اللجان الإلكترونية، الأول يُدعى "أسامة القطبي" –اسم حركي-، وهو أحد نقطة التواصل بين قادة اللجان الإلكترونية في قطر وتركيا، وبين الشباب القابع في مصر، والذي يقودها يحيي موسى وعبد الرحمن عز، القياديان بجماعة الإخوان الإرهابية والهاربين خارج مصر.
ويحكي أسامة، نتواصل عبر حسابات وهمية يتم تدشينها عبر "الفيس بوك"، ولا يعرف الشباب العامل في هذه اللجان بعضهم البعض، حتى إذا سقط أحدهم في أيدي الأمن المصري لا يبلغ عن الأخرين، ويتوسط المرتبات ما بين 2000 إلى 3000ج في الشهر يتم تسلمها عبر تحويلات بريدية باسم أحد أقراب الإخواني، وتمتلك كل مجموعة داخل اللجان النوعية ويطلق عليها اسم "دائرة" 1000 حساب وهمي وصفحات يصل متابعيها لعشرات الملايين، يتم من خلالها وضع التدوينات على الصفحات ويتم وضع تعليقات على كل تدوينة ما بين 1000 و1500 بها أخبار واشاعات وأكاذيب أعدتها الجماعة وأرسلتها إلى المجموعات السرية التي يتم من خلالها التواصل المباشر.
وأضاف أسامة، أنه تعرف على العمل داخل المجموعات الإلكترونية للجماعة بعدما تم فصله من العمل نتيجة لحكم قضائي قضى بالحبس سنة، وبعدما خرج من السجن، عرض عليه من أحد قادة الجماعة العمل داخل اللجان الإلكترونية، وذلك من خلال أجهزة حاسب ألى يتم تأجيرها في ما يطلق عليه "سيبرات".
كما اتفق معه محمود العلوي –اسم حركي-، محبوس الأن في إحدى السجون على زمة قضايا إرهاب، جاءت قصته بالعمل داخل اللجان الإلكترونية منذ عام 2012، حيث تواصل مع عبد الرحمن عز مسؤول الشباب داخل الجماعة، ورشحه للعمل داخل اللجان الإلكترونية، ومنذ ذلك الحين ظل يعمل حتى ألقي القبض عليه عام 2016، بعدما تمكنت مباحث الإنترنت القبض عليه، حيث كان يمتلك ثلاث صفحات يتراوح أعداد متابعيها 12 مليون متابع.
وقال العلوي في حديث لـ"الدستور"، كانت مسؤوليته داخل اللجان الإلكترونية وضع التدوينات على الصفحات التي كانت يمتلكها في حين يتم وضع 1000 تعليق على هذه التدوينات بها أخبار واشاعات وأكاذيب وتحريضات تم إعدادها مسبقًا من قبل قيادات الجماعة التي كانت ترسلها للعاملين عبر جروبات رسمية، مؤكدًا على أن الاهتمام داخل مصر كان بـ"الفيس بوك"، وليس "تويتر" وذلك لانه الأكثر انتشارًا في مصر.
ومن بين الأساليب التي يستخدمها العاملين في اللجان النوعية، حسبما شرح العلوي، أن يتم ضرب "الأي بي" الخاص بالإنترنت التي يعمل من خلاله، حيث يتم إرسال كورسات كاملة له من قبل فريق عمله، ولا يمارس العمل بشكل طبيعي إلا بعد إحترافه هذا النوع من العمل.
أما عن حسابات على موقع "التليجرام"، فإن الجماعة كانت تدشنها وتضع مجموعة من الشفرات والتعليمات التي تريد توصيلها للعاملين بالتنظيم الإلكتروني، وهذا التنظيم يحمل الشكل الهرمي، حيث يقبع القيادات في تركيا وقطر وأسفلها مجموعة من القيادات التي يبلغ عددهم 50 ومنتشرين على مستوى الجمهورية، ومهمتهم توصيل تقارير بالشأن الداخلي المصري لقياداتهم، وكذلك تجنيد أفراد جديدة داخل التنظيم، ويمتلك الشخص العديد من الحسابات الوهمية والتي تحمل أسماء مختلفة.
أما عن الدول التي ترعى هذا العمل بالأموال، فإنها قطر، حيث قبل شهور مضت، كشف تقرير لموقع قطريليكس، أسرارًا جديدة عن الأساليب الملتوية والمتجددة للتمويلات القطرية للجان جماعة الإخوان الإلكترونية التي تسعى للتغلغل في كل أعصاب المجتمعات بشتى السبل والوسائل، عبر تحريف الكلام عن موضعه لإقناع الشعوب باتباع منهجها السيء.
وبحسب التقرير، فإنه بفضل الصراع المستمر في فرع جماعة الإخوان بمصر بين جبهتي محمود عزت ومحمود حسين، تكشفت العديد من المعلومات التي تشير إلى شبكة قوامها 11 ألف عنصر في الداخل، ينشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لإدارة مئات الصفحات والحسابات والقنوات عبر فيسبوك وتويتر ويوتيوب.