هل انفصال الجماعة الإسلامية عن الإخوان يطيح بقوائم الإرهاب؟
قبل أسابيع قليلة، خرجت محكمة الجنايات بالقاهرة بقرار، نشرته الجريدة الرسمية، يقضي بحظر الجماعة الإسلامية، ووضع أكثر من مائة قيادي داخل الجماعة ضمن قوائم الإرهاب، وهو ما أثار صدمة لدى عناصر الجماعة، فمنذ ذلك القرار والجماعة في حالة تخبط، حيث قام ممثلها القانوني بتقديم طعن للمحكمة، كما بدأ في خطوات الانفصال العلنى عن تحالف الإخوان.
كانت آخر هذه الخطوات، ما أعلن عنه رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، أسامة حافظ، الانفصال عما يسمى بـ"التحالف الوطني"، الذي أسسته جماعة الإخوان الإرهابية إبان الإطاحة بحكم جماعة الإخوان، بقوله: "نشأ في ظروف كانت البلاد فيها ملتهبة ومتوترة".
وأضاف في تدوينة له: "كان أي مسلم مصري يشعر بالقلق على مستقبل البلاد من العنف، وقد رأينا ساعتها أن نحاول بجهدنا المتواضع الاستفادة من خبرتنا الطويلة في التحذير من خطر مواجهة تلك الأزمة بالعنف".
واستطرد حافظ قائلا: "ساهمنا في منع تطور الأحداث في اتجاه الصدام؛ للحفاظ على لحمة الوطن وتماسكه؛ وحماية مؤسسات الدولة؛ وعدم التعرض لدور العبادة، وقد كان لنا جهد ملموس في هذا المجال".
واستدرك بقوله: "لقد تجاوز الزمن هذه المرحلة، وصار للأزمة أبعاد أكبر من التحالفات والكيانات، واستدعى الأمر تفكيرا جديدا في التعامل مع الأزمة، وبالتالي لم يعد ثمة جدوى من التواجد في هذا التحالف ولم يعد للجماعة (الإسلامية) وجود فيه".
ووصف حافظ، مبادرة وقف العنف، بأنها كانت "عملا مبدعا خلاقا، تعاونت فيه كل أجهزة الدولة مع الجماعة الإسلامية لترسيخ مبادئ وأسس لعلاج أزمة العنف، عن طريق حوار بناء، يسعى لإقناع أصحابه بتنظيم علاقة سوية بين المجتمع وبين أبنائه".
لم يكن حديث "حافظ" هو الأول من نوعه الذي أعلن الانفصال عن الجماعة الإسلامية، حيث سبق وأن أعلن حزب "البناء والتنمية"، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، قبل أيام، الانفصال عن التحالف مع جماعة الإخوان الإرهابية، ليبقى السؤال: هل خروج الجماعة الإسلامية من عباءة الإخوان يطيح بالحظر؟
أجاب عن هذا السؤال الباحث في شئون الحركات الإسلامية، خالد الزعفراني، بقوله: إن الجماعة الإسلامية تبعد عن الصدام مع الدولة، وبكل تأكيد تهرب من ماضيها مع الإخوان، وتحاول طمس الماضي، والتبرؤ منها رغبة من الجماعة في عدم وضعها في خندق الإرهاب مرة أخرى.
وقال الزعفراني، في تصريحاته، إن تبرؤ الجماعة الإسلامية من الإخوان خطوة جيدة تأتي في صالح الجماعة الإسلامية وحزبها السياسي؛ بغرض تصحيح موقفها الخاطئ بعد ثورة 30 يونيو.
وأضاف الزعفراني أن عددًا كبيرًا من قيادات الجماعة الإسلامية كان لهم رأي آخر في استمرار تحالفهم مع الإخوان، وهو ما تم بالتبرؤ منهم في النهاية، مؤكدًا أن الجماعة الإسلامية تتعامل بذكاء مع السلطات المصرية بعكس الإخوان، بدليل القرار الذي اتخذته مؤخرًا بحذف كل القيادات الذين وردت أسماؤهم على قوائم الإرهاب، بمن فيهم القيادي البارز طارق الزمر.
فيما قال هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، في تصريحات خاصة، إن وضع الجماعة ضمن قوائم الإرهاب جاء نتيجة تراكمات ممارسات الفترة الماضية، والسبب الرئيسي هو تصدر مجموعة من القيادات صحبة جناح داخل الجماعة له موقف سلبي من المراجعات الفكرية، ومبادرة نبذ العنف التي أطلقها إصلاحيون داخل الجماعة تم إقصاؤهم، ومنهم من انسحب نتيجة هيمنة الجناح الذي أوصل الجماعة لمصير كان متوقعا منذ البداية، فالمعطيات جميعها كانت تدل على أنهم يقودون هذا الكيان لمصير مشابه لما جرى في التسعينيات.