كتاب جديد يرصد داعش من إعلان الإمارات إلي صراع البيعات
صدر حديثا عن المكتب العربي للمعارف ـ مصرـ القاهرة، كتابًا جديدا بعنوان "داعش: اعلان الدولة الإسلامية والصراع على البيعة"، للباحث المتخصص في قضايا الارهاب والاستخبارات، جاسم محمد، فى 388 صفحة.
الكتاب تناول التنظيم مابعد اعلان “الخلافة” في مدينة الموصل العراقية يوم 10 يونيو 2014 ومابعد الاجماع والتحالف الدولي بمواجهة التنظيم في العراق وسوريا في اعقاب اصدار قرار الامم المتحدة ـ مجلس الامن منتصف شهر اوغست 2014. الكتاب بأربع ابواب:
داعش من “امارة الفلوجة” الى اعلان “الدولة ”
تناول الباحث في الباب الاول: داعش من “امارة الفلوجة” الى اعلان “الدولة الاسلامية” نشاط وتركيبة تنظيم “داعش”الذي تحول مابعد 10 يونيو 2014 الى ” الدولة الاسلامية” في اعقاب اجتياحه الى مدبنة الموصل في العراق ومدن عراقية اخرى في المنطقة الشمالية والشمالية الغربية من العراق مثل محافظة صلاح الدين وديالى والانبار. ناقش الكتاب تمترس “داعش” في الانبار وتوسعها من الانبار بعد تضيق الخناق الى اعلى الشمال عند مدينة الموصل كذلك عند جبال حمرين في محافظة ديالى.
استعرض الكاتب كيف استطاع “داعش” من الحصول على الملاذات والحواضن الأمنة في تلك المدن العراقية ويقول الكاتب بانه لولا هذه الملاذات والحواضن لم يكن التنظيم تمكن من تلك المدن.
لقد حصل “داعش” على الغطاء السياسي ومن زعامات عشائرية سنية في العراق لفرض سيطرته على الارض واعلان دولته، واعتبر الباحث تحالف مقاتلي ابناء عشائر المنطقة الغربية والمجموعات المسلحة مع “داعش” منعطف خطير في مفهوم الوطن والمواطنة، ولا يمكن تبريره تحت اي مبرر.
واعتبر الباحث المتخصص في شؤون الإستخبارات الدولية أن ظهور زعيم داعش لأول مرة يوم 3 يوليو 2013 من على منبر الجامع الكبير في الموصل كان بهدف الحصول على البيعة ويعتقد الكاتب ان ذلك يعني بداية انشقاقات ومواجهات جديدة مابين” الدولة الاسلامية” ومن يتحالف معها من التنظيمات والمجموعات المسلحة وزعامات عشائرية في المنطقة الغربية.
سباق “داعش” وصراع الإرهابيين على البيعة
تناول الباحث في الباب الثاني: سباق “داعش” وصراع “الجهاديين” على البيعة تنظيم “داعش” والذي تحول الى “الدولة الاسلامية” وكيف حدث حالة التمدد مابين العراق وسوريا ولبنان ومحاولته فتح فروع له في دول اخرى وتحالفاته ومواجهاته مع بقية التنظيمات المسلحة في سوريا.
واعتبر الكتاب أن الصراع على البيعة والزعامة هي ابرز سمات وملامح “الفكر الجهادي” المتطرف العشوائي مابعد “الثورة السورية” عام 2011م، واعتبر “الفكرالجهادي” خديعة كبري.
استعرض الباحث ايضا نظرية مكافحة الارهاب وردعه استخباريا مستغلا خبرته الأمنية في هذا المجال مؤكدا بان الامن القومي للدول لايعني فقط اتخاذ الاجرائات العسكرية ولكن يعني قدرة الدولة في حماية مواطنيها وثرواتها وامنها ضمن حزمة اجرائات تقوم على التنمية الاقتصادية والاجتماعية. واكد ان مكافحة الارهاب يعني ان لا ننتظره يتحرك على الارض بل استشعاره والحيلولة دون ظهوره.
الباب الثالث: فتوحات”الدولة الآسلامية”
تناول الباب الثالث في الكتاب ما اطلق عليه “فتوحات” اي توسع تنظيم داعش الإرهابي بعد اعلان الخلافة المزعومة، ومحاولة التنظيم التوسع اكثر في سوريا، المناطق الشمالية والشمالية الشرقية وكذلك الشمالية الغربية عند حلب وادلب عند الحدود التركية والسيطرة على المعابر.
ناقش ايضا اسباب توجه “الدولة الاسلامية” بأتجاه شمال العراق لتسيطر على قضاء وسد سنجار وتهديد اربيل عاصمة اقليم كوردستان وسيطرة التنظيم على المثلث العراقي السوري التركي بعد سيطرته على قضاء تلعفر وتلكيف ليضمن حدود “ولاية” الموصل، التي شهدت تهجير وقتل الى الشيعية في تلعفر والمسيحيين والايزيدين، الذين فر اغلبهم الى جبال سنجار ومن سلم من داعش تعرض الى كارثة الجوع والموت في مرتفعات سنجار.
اثار الكتاب تساؤلات عن سر الصمت الدولي والاقليمي من عدم اتخاذ خطوات عملية على الاض لمواجهة توسع داعش.
مواجهة التنظيم دوليا واقليميا
تناول الباب الرابع اخر التطورات في مواجهة تنظيم “ داعش ” في العراق ثم سوريا، والتي تضمنت وجود اجماع دولي واقليمي ومحلي لدعم العراق لمواجهة تهديد هذا التنظيم المتطرف.
كما تناول الباحث إستراتيجية الرئيس الامريكي اوباما وتفويض الكونغرس لخطته واستراتيجيته في مواجهة التنظيم مع الانتقادات التي وجهت لهذه الاستراتيجية ابرزها عدم الوضوح.
كما استعرض الكتاب ايضا مؤتمر باريس وجدة والجامعة العربية في مواجهة “داعش ” مع التحليل وتقدير الموقف، والتي جائت مع التغيير في رئاسة الحكومة العراقية واستلام السيد حيدر العبادي رئاسة الحكومة في شهر سبتمبر 2014 والتي خلقت مناخ سياسي ا لدعم العراق في مواجهة الارهاب.
الكاتب تناول إستراتيجيات عديدة لمواجهة " داعش في سوريا والتي وصفها بالعقدة بالنسبة الى ادارة اوباما".
جاسم محمد يعد من الباحثين المتخصصين في مجال الإسلام السياسي ويرئس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات في ألمانيا وله عدة مصنفات في تقنيات مكافحة الإرهاب، ومن الممكن اعتبار الدراسات التي تضمنها الكتاب مصدر معلومات هام جدا للباحثين في التنظيمات “الجهادية” العنيفة خصوصا “داعش والقاعدة والنصرة ”.