«جيش الإسلام» خمس سنوات من الإرهاب في سوريا (2-2)
على مدار خمس سنوات، وعقب تحديث سرية الإسلام إلى مسميات عدة، لتصبح في الأخير بمسماها الجديد «جيش الإسلام» تحت قيادة زهران علوش، بات جيش الإسلام مذ ذلك الوقت ذخيرة ونار موقدة للإرهاب الفعلي في سوريا تحت غطاء المعارضة، لينضم بذلك إلى جانب الفصائل السورية المسلحة التي عمدت إلى استخدام السلاح في مواجهة النظام السوري بذريعة التغيير السلمي لسوريا.
وخلال السنوات الخمس، كانت مناطق عمليات جيش الإسلام في محافظتي درعا والقنيطرة، وجنوب دمشق، وفي الغوطة الشرقية، والقلمون الشرقي، والشمال السوري.
وبرزت أعماله الإرهابية مستخدمًا خلالها السلاح ضد قوات النظام السوري، وفي استحياء على تنظيم داعش الإرهابي، في القطاعات التي انتشر فيها وباتت منطقة عملياته طول السنوات الخميس الماضية، في المناطق السالف ذكرها؛ ففي محافظتي "درعا والقنيطرة"، شارك في جميع غرف العمليات المشكلة في المنطقة وكانت تحت مسمى "فتح الشام، الجسد الواحد، البنيان المرصوص، عمليات الشرقية، الغضب للغوطة".
وأبرز المعارك التي شنها "جيش الإسلام"، في محافظتي درعا والقنيطرة، عام 2014 قمات معركة "تل الحارة"، وفي 2015 شن عدة معارك أخرى عرفت باسم "معركة جباتا -تحرير سرية طرنجة والتل الأحمر-، ومعركة تحرير اللواء 52، وكوم الباش، وعين الباش، ونبع الصخر في القنيطرة، وتحرير بصرى الشام".
وخلال الأعوام الثلاثة الماضية نفذ 4 عمليات عسكرية، كانت واحدة منها في 2017 ضد تنظيم داعش الإرهابي في حوض اليرموك عرفت باسم "معركة الموت لا المذلة".
وفي دمشق، التي كانت تعد منطقة الصراع الأبرز بي الفصائل المسلحة والنظام السوري، وعلى مدار السنوات الخمس، ادعى جيش الإسلام أنه قام باعمال عدة في تلك القطاع من أبرزها "قيامه بحفر عدة أنفاق بهدف الوصول إلى الغوطة الشرقية، أهمها كان نفق من جهة بين سحم باتجاه جرمانا للغوطة الشرقية مرورًا بطريق المطار"، وتم كشفه من قبل النظام السوري، بالإضافة إلى مشاركته في مجلس الشورى والهيئات الشرعية وعدة غرف عملياتية.
كانت أبرز المعارك التي شنها الجيش في جنوب دمشق معركة " إحدى الحسنيين في حي القدم الدمشقي" 2014، ومعارك ضد تنظيم داعش الإرهابي.
وعما دار في الغوطة الشرقية، قام جيش الإسلام بتأسيس قيادة موحدة في المدينة، بالإضافة إلى مشاريع كسر الحصار والإمداد الحربي وتصنيع الصواريخ والذخائر المتنوعة ومضادات الدروع، تطوير طائرات مسيرة عن بعد، قامت باستهداف مراكز أمنية للنظام السوري في قلب العاصمة دمشق، حفر انفاق استراتيجية دفاعية وهجومية.
وقام جيش الإسلام في الغوطة الشرقية بارتكاب العديد من العمليات الإرهابية بذريعة الوقوف في وجه النطام السوري، كان من بينها معرك "تحرير محطة سانا الحرارية، والقصاص العادل في تل كردي، وتحرير جوبر، والفرقان، ورمضان النصر، وأيام القادسية، وتحرير تاميكو، والله أعلا وأجل"، خلال عام 2013، ومعارك أخرى خلال السنوات الثلاث السابقة، ابرزها معارك ضد تنظيم داعش الإرهابي في برزة والقابون.
وفي منطقة القلمون الشرقي، كان لجيش الإسلام، دور كبير في افتعال المعارك والحروب الداخلية، إذ قام بالتوحيد غرفة عمليات واحدة كبرى، ومع جميع الفصائل والتشكيلات المقاتلة في غرفة عمليات القلمون الشرقي ضد داعش، بالإضافة إلى تحصين جبل الإشارة بشبكة من الألغام عجز الدواعش عن اختراقها، وحفر خندق بطول 3.5 كيلومتر بين البتراء والجبل، لمنع تقدم النظام وداعش إلى مواقع مقاتلي جيش الإسلام من جهة مطار الناصرية العسكري والبادية السوري.
وشنّ جيش الإسلام في تلك المنطقة خلال تواجده فيها خمس معارك فقط، كان من أبززها معركتي "عواصف الصحراء، وأعدوا لهم" 2015، ومعارك الدفاع عن القلمون ضد تنظيم داعش.
الشمال السوري، هو الآخر لم يسلم من إرهاب جيش الإسلام، إذ تواجد هذا في هذا القطاع على مدار السنوات الخمس الماضية، وقام فيها بالعديد من الأمور التي زادت الساحة السورية اشتعالًا داخليًا، إذ امتدت أعماله العسكرية من بادية الشام إلى الساحل مرورًا بإدلب وحماة، كان من أبرزها معارك "حقل الثورة النفطي وحقل دريهم، تحرير مطار كشيش العسكري، تحرير مدينة السخنة، تحرير مدينة الطيبة وزلمة في البادية، تحرير الطبقة، فك الحصار عن حلب مع فصائل أخرى، تحرير حاجز تل ملح والزلاقيات ورحبة خطاب في حماة، المشاركة في تحرير مدينة إدلب، وجسر الشغور ومعارك درع الفرات ضد داعش، وعصن الزيتون ضد PKK".