مأزق الفصائل السورية "المسلحة" في اتفاق إدلب
بدأت عدة فصائل "مسلحة" في إدلب، الانقلاب علي ما تم الاتفاق عليه، بين الروس والأتراك، بشأن مناطق منزوعة السلاح، والتي تصل إلي 15 إلي 20 كيلو متر.
الأزمة التي بدأت الخميس الماضي، بإعلان فصائل سورية، رفضها للاتفاق، بعد أن تسربت"معلومات" بشأن احتفاظ الجيش السوري، بالأراضي التي تحت سيطرته، وأن التراجع والانسحاب سيكون من جانب واحد فقط وهي الخاصة بـ"المعارضة".
الأزمة تصاعدت بعد تسريبات عن إجتماعات بين عدد من ضباط المخابرات التركية، وقادة بالفصائل المسلحة في محافظة إدلب، وأبلاغهم خلال الاجتماع "أسرار" اتفاق إدلب، بأن الإنسحاب سيكون من نصيب المعارضة فقط، بالمنطقة المنزوعة للسلاح، لمسافة 20 كم، مع إحتفاظ الجيش السوري بمواقعه وآلياته العسكرية الثقيلة، مع سحب جميع مدرعات ودبابات المعارضة.
التسريبات،كشفت عن خسارة المعارضة لمواقعها، في عدد من المحافظات، كما هو الحال بريف اللاذقية وجسر الشغور وسهل الغاب مع جبل شحشبو وكفرنبودة والهبيط، امتدادا لـ"خان شيخون والتمانعة" حدود معرة النعمان، واجزاء من مدينة سراقب وريفي حلب الجنوبي والغربي.
فيما جاء إعلان "تحرير الشام" النصرة سابقا، وحلفائها داخل حراس الدين، والجيش التركستانى، للاتفاق، مؤكدا بنجاح الـ"ضربة" التي وجهتها استخبارات تركيا وسوريا وروسيا، لكافة الفصائل العاملة بمحافظة "إدلب".
في الوقت الذي هددت فيه، فصائل "مسلحة" بشن هجمات ضد "جميع" الفصائل المسلحة، التي وافقت علي الاتفاق، وهو يؤكد أن مواجهات عسكرية قادمة بين مؤيدي ومعارضي اتفاق"إدلب"، وأن المعارك قد تكون أكثر دموية، عما شاهدناه خلال الحرب السورية، في ظل أن الجميع يحتفظون بكامل معداتهم العسكرية الثقيلة.
وأعطي الاتفاق، للقوات الروسية، الحق في دخول المنطقة منزوعة السلاح، وحق لـ"لتفيش" علي مواقع الفصائل دون استثناء، للتأكد من إخلاء مقراته من الأسلحة الثقيله.
وفجر"جيش العزة" العامل في ريف حماة الشمالي، مفاجأة بإعلانه رسميا رفضه لاتفاق"إدلب"، وأن عناصره، وتاكيد قواته أنها، لن تسمح للجيش التركي والروسي، بالدخول إلى مناطق سيطرته.
موافقة "هيئة تحرير الشام" بقيادة أبو محمد الجولاني، مبدئيًا علي الاتفاق، زاد شكوك فصائل آخري مسلحة، أن هناك توافقا سياسيا وعسكريا بينه وبين تركيا، وأن تلك الموائمة سوف تكون نتائجها ضد جميع الفصائل المعارضة للاتفاق.
ويبدأ سيناريو تتحول فيه المعارضة المسلحة، إلي مواجهة بعضها البعض، ويتجدد قتال التنظيمات المسلحة "ثورية وإسلامية" فيما بينهم، وأن الجميع سيكون في مواجهة "مدفع" الصناعة المشتركة التركي الروسي، ولكن دون وجود لأصحاب الخوذ البيضاء.