دراسة تؤكد سيطرة المعارضة السورية بنسبة ضئيلة.. والنظام في سيطرة مستمرة
في الوقت الذي تشهد فيه الساحة السورية ترقبًا من قبل الفصائل السورية المسلحة لهجوم محتمل على المعقل الأخير لها في مدينة إدلب السورية الواقعة في الشمال، قام مركز "الجسور" للدراسات المتعلقة بالشأن السوري، بإعداد دراسة عن النفوذ العسكري في سوريا، وتواجد كل من النظام السوري، والفصائل السورية المسلحة، وتنظيم داعش الإرهابي، لافتًا إلى أن الاستحواذ الأكبر كان من نصيب النظام السوري.
وبحسب الدراسة التي أعدها المركز، فإن الصور التي أصدرها توضح نسب سيطرة كل من النظام السوري، وتنظيم داعش الإرهابي، والفصائل السورية المسلحة، إذ أكد أن نسبة سيطرة النظام السوري ارتفعت من 58.6% إلى 59.8%، وهي أعلى نسبة سيطرة له حتى الآن منذ عام 2012، فيما خسر تنظيم داعش الإرهابي المزيد من مناطق نفوذه، وتقلصت مساحات سيطرته إلى 2.4%، مقارنة لما كان عليه الشهر الماضي بسنبة 3.8%، لافتًا إلى أن المناطق التي خسرها التنظيم الإرهابي باتت لصالح النظام السوري، الذي حقق تقدمًا ملحوظًا في بادية السويداء، وصالح (قسد) التي حققت تقدمًا في شرق الفرات.
وتابع المركز: "أما فيما يتعلق بالفصائل السورية المسلحة، فقد حافظت على مساحة سيطرتها التي سجلتها الشهر الماضي، والتي كانت تبلغ 9.3%، كما ارتفعت مساحة سيطرة قوات سوريا الديمقراطية إلى 27.5% مقارنة مع تلك التي تم تسجيلها في ذلك الشهر البالغة 26.1%".
ولفت المركز إلى أن الفصائل السورية المسلحة حاولت اتخاذ خطوات استباقية للمعركة، تجلت بانضمام أهم التشكيلات في الشمال السوري إلى "الجبهة الوطنية للتحرير" التي نفذت خلال الشهر الفائت عدة عمليات وقائية محدودة ضد مواقع النظام السوري على خطوط التماس.
وأكدت الدراسة أن الدول الضامنة لاتفاق أستانا كثّفت من اجتماعاتها الرسمية خلال شهر أغسطس المنصرم، لتجنيب محافظة إدلب ومحيطها كارثة محتملة، والتوصل لحل يسهم في استقرار المنطقة، إذ عقد مجلس الأمن جلسة طارئة من أجل الحديث عن مصير الشمال السوري، وحذرت الدول الغربية من شنّ عملية عسكرية فيها تتسبب بكارثة إنسانية أو أي استخدام جديد للسلاح الكيميائي من قبل النظام السوري، على إثر مزاعم لروسيا بأن فصائل المعارضة تخطط لشن هجمات كيماوية في كل من جسر الشغور وكفرزيتا وسراقب.
يذكر أن قوات المعارضة السورية المسلحة تتأهب لخوض المعركة التي أعلنت عنها القوات السورية، بمساندة القوات الروسية والتركية، لتحرير المحافظة من قبضة الجماعات المتطرفة، في الوقت الذي تسيطر فيه هيئة تحرير الشام- جبهة النصرة سابقًا- منذ عام 2015، ضمن تحالف "جيش الفتح"، وعدد من الفصائل السورية المسلحة الأخرى، على كامل مدينة إدلب السورية، ما جعلها محط أنظار قوات التحالف وجيش الأسد وفلول داعش الهاربة.