تفاصيل الدقائق الأخيرة.. هل مات سيد قطب قبل صعوده على منصة الإعدام؟
في مثل هذا التوقيت عام 1966 توفى الرمز الإخواني سيد قطب داخل محبسه، ونسجت الجماعة حول واقعة وفاته الكثير من المشاهد المتضاربة، بلغت حدود الأساطير، مثلما كانت الحال قبل وبعد وفاته، فلم تنل شخصية في جماعة الإخوان المسلمين من المناقشة والجدل مثلما نالت شخصية سيد قطب، الذي يرفعونه تارة إلى مرتبة القداسة، وتارة أخرى يصل الحال إلى التبرؤ منه واتهامه بالانحراف عن الخط الأصيل لدعوة الجماعة، مثلما هو الحال في كتاب "دعاة لا قضاة" لمرشد الجماعة حسن الهضيبي.
ولم تقف هذه الازدواجية حول نظرة الإخوان لأفكار سيد قطب وحدها، بل امتدت أيضا إلى واقعة وفاته التي تضاربت حولها الأقاويل بين مؤيد لفرضية أنه مات شنقا تنفيذا لحكم الإعدام الصادر ضده، وبين وفاته بعيدا عن منصة الإعدام وأن الله استجاب لدعوته في ذلك.
يقول على جريشة:
"وعلمنا- أخي سيد- أنك طلبت قبل التنفيذ أن تصلي ركعتين، ودعوت في السجود أن يقبضك الله قبل أن يصلوا إليك، واستجاب لك ربك، فقُبضت وأنت ساجد لكنهم أصروا أن يعلقوك على حبل المشنقة!! ليعطوا التمام إلى (رئيسهم) أنهم نفَّذوا فيك حكم الإعدام".
وأضاف: "الغريب أن الذي حمل سيد قطب إلى حبل المشنقة هو اللواء (البطل) فؤاد علام كما جاء على لسانه وكان اسمه الكودي وقتئذ هو( جرجس بك)، ولعله أحب الاسم وأهله، (ويحشر المرء مع من أحب)!!"
(انظر: المستشار علي جريشة، سيد قطب.. عملاق في زمن الأقزام، ويكيبيديا الإخوان المسلمين)
عمود من نور
وفي محاولة منه لإضفاء نوع من القداسة الأسطورية حول واقعة وفاة سيد قطب وظهور كرامات الأولياء على يديه، يتابع جريشة:
"وليلتها.. بل ساعتها.. شهدت وأشهدت من معي.. شهدنا عمودًا من النور يصعد من الأرض إلى السماء!!
وعلمنا أنها كانت ساعة (التنفيذ) حيث صعدت روحك ومن معك.. فأدركنا معنى قوله تعالى: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) وتذكرنا معه قول رسول الله- صلى الله عليه وسلم- غداةَ غزوة أحد، وقد ودَّع فيها سيد الشهداء حمزة وكان معه سبعون من خِيرة الصحابة رضوان الله عليهم: "إن أرواح إخوانكم في حواصل طير خضر، تسرح من الجنة حيث شاءت، ترد أنهارها، وتأكل ثمارها، ثم تأوي إلى قناديل من ذهب معلقةتحت العرش..."
(انظر: المستشار علي جريشة، سيد قطب.. عملاق في زمن الأقزام)