كيف واجهت 5 دول عربية التنظيمات الإرهابية؟.. ناجح إبراهيم يُجيب
تتعامل كل دولة بطريقة مختلفة مع التنظيمات التي تقبع بين جدرانها، ففي دراسة للدكتور ناجح إبراهيم حملت عنوان "استراتيجية مواجهة الإرهاب" استعرض خلالها تجارب عدة دول عربية، في مواجهة الإرهاب أواخر القرن الماضي، من بين هذه الدول الجزائر، السعودية وتونس والأردن، والذين نجحوا في إسقاط هذه التنظيمات وإحقان الدماء.
- الجزائر
تجربة الجزائر، من بين التجارب التي نجحت في محاربة الإرهاب حديثًا، فعندما صعد بوتفليفة إلى سدة الحكم كانت الجزائر قد أتمت عشر سنوات في حربها مع الجماعات التكفيرية بلغت حصيلة القتلى والجرحى فيها ما يقارب 170 ألفًا، فضلا عن الخسائر الاقتصادية والاجتماعية، فكر "بوتفليفة" خارج الصندوق مستلهما لتجربة مبادرة الجماعة الإسلامية المصرية مطورا لها، كانت مشكلته أعقد من مصر، فأصدر قانون الوفاق المدني، الذي صدق عليه البرلمان ويقضي بالعفو عن المسلحين من الإسلاميين الذين لم يرتكبوا جرائم قتل إذا سلموا أنفسهم وأسلحتهم.
تجربة الجزائر، من بين التجارب التي نجحت في محاربة الإرهاب حديثًا، فعندما صعد بوتفليفة إلى سدة الحكم كانت الجزائر قد أتمت عشر سنوات في حربها مع الجماعات التكفيرية بلغت حصيلة القتلى والجرحى فيها ما يقارب 170 ألفًا، فضلا عن الخسائر الاقتصادية والاجتماعية، فكر "بوتفليفة" خارج الصندوق مستلهما لتجربة مبادرة الجماعة الإسلامية المصرية مطورا لها، كانت مشكلته أعقد من مصر، فأصدر قانون الوفاق المدني، الذي صدق عليه البرلمان ويقضي بالعفو عن المسلحين من الإسلاميين الذين لم يرتكبوا جرائم قتل إذا سلموا أنفسهم وأسلحتهم.
ونجحت التجربة نجاحا باهرًا في وقف العنف وحقن الدماء، كما استخدم بوتفليقة إخوان الجزائر "حركة حماس الجزائرية"، في مواجهة الإرهاب ودمجها في الحياة السياسية دون عوائق، وتتلخص التجربة في كلمتين جزائرتين: الديمقراطية وإشراك التيار الإسلامي الوسطي في الحياة السياسية أفضل الحصون ضد الإرهاب والعنف".
- السعودية
استكملت الدراسة في عرض التجارب حتى وصلت إلى التجربة السعودية "تجربة المناصحة"، "صاحب الفكرة ومؤسسها ولي العهد الراحل نايف بن عبد العزيز، واستكملها ولي العهد الحالي محمد بن سلمان، حينما كانا يقودان الداخلية السعودية وقد بدأت التجربة سنة 2006 وذلك بإقامة مراكز للمناصحة بديلًا عن السجن. وقد تخرج من برنامج المناصحة أكثر من ثلاثة ألاف شخص متطرف، عاد منهم إلى العنف 15% فقط نتيجة للظروف التي نشأت في السنوات الماضية في العراق وسوريا والصراع المذهبي بين السنة والشيعة وظهور داعش وأخواتها.
- تونس
التجربة التونسية، كان رائدها "راشد الغنوشي" زعيم حزب النهضة الإخواني، الذي اكتفى بالحزب ورفض تكوين جماعة، لعدم اختلاطهما حتى لا تحدث مأساة إخوان مصر، انفصل تماما عن التنظيم الدولي للإخوان، وقطع صلة النهضة بالإخوان، وأصبح حزبًا تونسيًا سياسيا محلسا، رفض أن يقع في فخ إخوان مصر، ترك منصب الرئاسة المناصب الكبرى حوله، علم أنها الفخ الأكبر الذي نصب لإخوان مصر والطبخة المسمومة التي قتلتهم، رضي بأن يكون معارضًا لا سجينًا أطلق صيحته الرائدة في فقة المصالح والمفاسد "لئن نكون في مصر المعارضة خير من أن نكون في السجن".
- المغرب
واستكمل الدكتور ناجح، عرض التجارب حتى وصل بمركبه، إلى التجربة المغربية، ويتلخص في تحويل المتطرفين إلى وسطيين ودمجهم في الدولة والمجتمع، والاستعانة بهم في محاربة الإرهاب والعنف، كان عبد الإله بن كيران يقود جماعة متطرفة تنتهج العنف، أحدث مراجعات أشبه بمراجعات الجماعة الإسلامية. وثقت الدولة علاقتها بكيران، قبلت أن يدمج تياره في الدولة عن طريق حزب سياسي، تم حل الجماعة وبقي الحزب قبل بالدمج السياسي والمجتمعي والقبول بالتجربة الديمقراطية الوليدة.
- الأردن
التجربة الأردنية، وأثنى عليها بقوله: المملكة الأدرنية تنتهج سياسة منذ أيام الملك حسين تتلخص في احتواء ودمج تيار الإسلام السياسي في تيار الدولة الوطنية الأردنية وإحداث توافقات وتوازنات دقيقة جنبت الأردن كثيرًا من المزالق في أحرج الأوقات التي مربت بها الأردن الذي يحاط بأربع دول قوية، كما أن التركيبة السكانية وتغيراتها الأيدلوجية تحتم السير بسياسة شعرة معاوية.
وتابع في قوله: كان أمام الملك أحد خيارين إما الصدام وما يتبعه حتمًا من عنف وعنف مضاد وسجون وإعدامات ونحوها، وإما تغيير قيادة الإخوان المتشددة بطريقة ما، واستبدالها بأخرى سلسة ومتعاونة معه، فضل الخيار الأسهل والأمن وهو الثاني وبذلك جنب الأردن وتيار الإسلام السياسي نفسه ويلات كانا في غنى عنها، لتسير المركب بهما إلى شواطئ الأمان كالمعتاد في الأردن.
واختتم قوله: هذه هي أهم التجارب الحية والإستراتيجية في مواجهة الإرهاب والعنف.
وظلت تتدرج في تحويل المتطرفين إلى وسطيين حاربت بهم خروقات الإرهاب، وتوسعت في إشراك المتطرفين في منظومة الدولة، ونقلتهم من فقة العزلة إلى فقة الإجماع، ومن فقة الجماعة إلى فقة الدولة، ومن عقل التنظيم الضيق إلى عقل الدولة الرحب الذي يسع كل التيارات ويستوعبها.