«جيش الإسلام» الخراب الدائم في سوريا (1-2)
يبدو أن الوجود المعارض في سوريا لم يقتصر على إظهار المعارضة فقط من أجل التغيير السلمي، بل تطور الأمر إلى وجود ما يعرف باسم «جيش الإسلام» أحد الفصائل السورية التي وجدت على الساحة عقب اندلاع الحرب الداخلية عام 2011، وبدأ النشاط الفعلي في شهر سبتمبر 2011 تحت مسمى "سرية الإسلام"، وعكف على مواجهة النظام السوري عسكريا داخل مدينة دوما الواقعة في الغوطة الشرقية، المنبت الأساسي له، بالإضافة إلى قيامه بعمليات الإغتيال للأشخاص الأمنيين التابعين للنظام السوري آنذاك.
ويأتي في المرتبة الثانية "جيش الإسلام"، مرتديًا زي المعارض السوري ليكون بهذا الإسم المزعوم جيشًا كبيرًا من السوريين يواجه به النظام السوري عسكريًا، على غرار "الجيش السوري الحر"، إذ تأسس فعليًا في سبتمبر 2011، وحمل اسم "سرية الإسلام" في بداية الأمر، وعقب مرور تسعة أشهر على تأسيس السرية على يد زهران علوش الذي تولى قيادتها آنذاك، وقتل إثر غارة جوية في 25 ديسمبر 2015، تم تغيير اسمها لتصبح تحت مسمى "لواء الإسلام"، ويتكون من 60 كتيبة و20 مكتب إداري، ويضم الآلاف من المقاتلين بصفوفه.
لم يتوقف المسمى مع زيادة اندماج الألوية المقاتلة إليه عند "لواء الإسلام"، بل عكف على تحويل مسماه كناظره السابق "الجيش السوري الحر"، ليكون المسمى الأخير له بعد مرور عامين من اندلاع الحرب الأهلية في سوريا إلى ما يعرف الآن باسم "جيش الإسلام"، ليبدأ بذلك العمل على تكوين جيش ثالث موازي للنظام السوري بعد الجيش السوري الحر، لتدخل الدولة السورية في نهر الدماء الحاضر الذي لا ينتهي أبدًا.
أصدر "جيش الإسلام" على مدار سبع نوات منذ تأسيسه كسرية ثم لواء وبعد ذلك إلى مسماه الأخير "جيش الإسلام" أكثر من 846 بيانًا متنوعًا تحمل جميعها الأسماء الثلاثة التي أطلقها "الجيش" على نفسه منذ تأسيسه على يد علوش، حسب الموقع الرسمي للجيش.
وأعلن زهران علوش في التاسع والعشرين من سبتمبر 2013 تغير اسم اللواء إلى "جيش الإسلام" بعد انضمام أكثر من 50 لواءً وفصيلًا مسلحًا من داخل سوريا، ويكثف من أعماله العكسرية ضد النظام السوري بدعوى الثورة السورية.
وكانت أولى عملياتها الإرهابية التي أعلنت مسؤوليتها عنها هي تفجيرات دمشق التي الوقت في يوليو 2012، واسفرت عن مقتل وزير الدفاع السوري داوود راجحة ونائب وزير الدفاع آصف شوكت، ومساعد نائب الرئيس حسن توركماني.
دخلت في تحالفات عدة، أبرزها الإندماج مع "الجبهة الإسلامية" - تحالف يتشكل من عدد من الجماعات المقاتلة في سوريا ضد النظام الذي يهدف إلى إقامة دولة إسلامية-، منذ 2013 تحت مسماه الأخير إلى 2016، ومجلس شورى المجاهدين منذ 2014 وحتى 2015، ومجلس قيادة الثورة السورية منذ 2014 وحتى 2015- هو تحالف مكون من 72 فصيلًا من فصائل المعارضة السورية المنخرطة في الحرب الأهلية السورية وتشكل في 3 أغسطس 2014 وظل ناشطًا طوال عام 2015-، وأخيرًا القيادة العسكرية الموحدة في الغوطة الشرقية منذ عام 2014 وحتى 2015، بجانب والجيش السوري الحر، وحركة أحرار الشام، بالإضافة إلى تحالفه في بعض الأوقات مع "جبهة النصرة" و"فيلق الرحمن" وفك التحالف معهم والدخول في خندق الحروب المضادة.
خلال نوفمبر 2013 اندمجت 60 مجموعة داخل "جيش الإسلام"، الأمر الذي دفع اكثر من 175 جماعة وفصيل مسلح في سوريا رغبته الإنضمام له، وشكّل في مارس 2015 المجلس العسكري لدمشق وضواحيها أثناء تحالفه مع القيادة الموحدة للغوطة الشرقية، كما أنشأ في السادس والعشرين من إبريل من العام نفسه غرفة عمليات "فتح حلب المشتركة".
الأيديولوجية التي يسير عليها "جيش الإسلام"، هي خليط من السلفية والقومية السورية، إذ أعلن "جيش الإسلام" عن ذلك مطلع أغسطس 2016، وتم تصنيفه من العام نفسه بأنه منظمة إرهابية، ويعد تنظيم داعش ووحدات حماية الشعب (YPG)، وفيلق الرحمن، وهيئة تحرير الشام وجيش الأمة، من خصوم جيش الإسلام