«شفاء الصدور».. دستور الظواهري لاغتيال السياسيين والدبلوماسيين
كثير من التقارير تصدر عن "القاعدة"، تكشف نية التنظيم في استهداف المزيد من الدبلوماسيين والسياسيين، في إطار عودتها إلى المشهد مرة أخرى تزامنًا مع تراجع "داعش" فى منطقة الشرق الأوسط.
يتبع تنظيم القاعدة استراتيجية وضعها له زعيمه الحالي أيمن الظواهرى، تسمى "شفاء صدور المؤمنين"، من أجل إضفاء الشرعية الدينية على الأعمال التخريبية والإرهابية التي يقوم بها التنظيم.
حصل "أمان" على نسخة من كتاب الظواهري، الذي يعد مؤصلًا شرعيًا لمزيد من العنف والتطرف، ويحض على قتل النفس في سبيل إعلاء كلمة الإرهاب بزعم "نصرة الدين".
يقع كتاب الظواهري، في قسمين رئيسيين، يحتوي الثاني منه على تسعة فصول تضمن "السم الفكري"، جاءت أبرزها في: (العمليات الانتحارية تحت مسمى "الاستشهادية" من المنظور الشرعي، جواز إتلاف النفس لمصلحة الدين، جواز حمل الواحد على العدد الكثير من العدو، فضل الصبر لمن أيقن الأسر، والقتال حتى الموت ورفض الاستئسار، وفضل الصبر على القتل وعدم النطق بالكفر، وجواز إتلاف النفس للمصلحة العامة، وجواز قتل النفس لعدم إفشاء الأسرار تحت التعذيب).
وبالنسبة للفكرة الأولى من الكتاب فقد اشتملت: وضع السياسة الشرعية لعملية إسلام آباد، ومن القيم التي رسختها تلك السياسة للعملية هي أن "الأتباع مبرؤون من المسئولية طالما ارتكبوا جرائمهم طاعة لأسيادهم".
لكن هذه العقيدة ترجع إلى العصور الجاهلية (العبد..السيد) التي جاء الإسلام ليرفضها ويؤكد أن كل فرد مسئول عن عمله وأكد على ذلك فى قوله تعالى "إذا تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب، وقال الذين اتبعوا لو لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وماهم بخارجين من النار".
الجزء الثاني من الكتاب دعا إلى أن يقتل الغلام نفسه بنفسه لتحقيق أهداف سياسية بحتة تتمثل فى وصول التنظيم لحلم الخلافة وتطبيقها وفقا لرؤية التنظيم وليس وفقا للشريعة الإسلامية.
كما أن القرآن أكد عدم سعي الأشخاص إلى مقاتلة الغير ويظهر ذلك فى قوله "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة".
الظواهرى يرى أنه لا مانع من تعدد الأعداء (عدو قريب،عدو بعيد)، وأجاز قتل المسلمين لغيرهم من المسلمين ومجاهدتهم لتطبيق الشريعة الإسلامية، بل اعتبار من هو خارج عن تنظيمه هو لا يدين للإسلام، على الرغم من أن الدين الإسلامى دين تسامح مع من هم على دين آخر ويؤكد أيضا حرية العقيدة ويظهر ذلك فى قوله "لكم دينكم ولى دين".
ويرد النص القرآني على الفكرة السابقة فى قوله "ولاتقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما". وهنا نهي مباشر عن مقاتلة المسلمين لغيرهم من المسلمين.
تناول الكتاب أيضًا لفكرة ضرورة القتال حتى الموت ورفض الاستئسار، لرفع ذل الكفار عن المسلمين واعتبر الظواهرى أن هذه درجة عالية من الدين، ولكن فى واقع الأمر يرفض الإسلام قتل الأسره بشكل عام.
وأكد الظواهرى فى هذا الكتاب على فضل الصبر عند القتل وعدم النطق بالكفر، بمعنى أن من أكره على الكفر فاختار القتل أنه أعظم عند الله. (هذه قاعدة سليمة فى الدين الإسلامى، ولكن تختلف مفاهيم التنظيم عن المفاهيم السليمة للشريعة، بمعنى من الممكن أن يكون الكفر عند الجماعة هو الدين الإسلامى على مذهب آخر، فهم يكفرون المسلمين خارج ذلك التنظيم).
وتناول الكتاب فى النهاية فكرة جواز رمي الكفار إذا اختلط بهم من لايجوز رميه من المسلمين أو غيرهم، وهذا دليل على مراعاة الكافر فى حرمة المسلم.
فى النهاية نجد أن الكتاب يحمل أفكارا مغلوطة عن الإسلام، يتخذ التنظيم منها دستورا فى القتال.
مرصد دار الإفتاء، حذر في تقرير حديث، صادر اليوم الإثنين، من كتاب الظواهري، ودعا إلى تخاذ "الحيطة" من اتجاه القاعدة إلى اغتيال السياسيين والدبلوماسيين.
وأكد التقرير أن المخاطر التي رصدها عن مساعي القاعدة لعمليات الاغتيال راجعة إلى تاريخ تنظيم القاعدة، الذي يعتبر من أكثر الجماعات الإرهابية احترافية في تنفيذ الاغتيالات السياسية، واستهداف المقرات الدبلوماسية، منذ بداية التسعينيات بتفجير السفارة المصرية بباكستان عام 1995.
وأوضح المرصد أن دستور الظواهري، هدفه نشر الإرهاب والإجرام وإراقة الدماء، وإضفاء شرعية دينية وسياسية على عمليات الاغتيالات لأفراد البعثات الدبلوماسية وتفجير مقراتها.. متجاهلًا احتمالية سقوط ضحايا من المدنيين أو الأبرياء أثناء تنفيذهم تلك الهجمات الإرهابية.
وذكر المرصد، أن "الظواهري" برر لأتباعه جواز إتلاف النفس من أجل ما أطلق عليه زورًا "مصلحة الدين والمصلحة العامة"، كما أجاز "الظواهري" لأتباعه قتل المخالفين في العقيدة إذا اختلط بهم من لا يجوز رميه من المسلمين أو غيرهم.