درنة تعود لأحضان ليبيا.. "لم يتبقَ إلا القليل" (تقرير)
"لم يتبقَ إلا القليل".. هكذا قالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي، اليوم الاثنين، عبر صفحتها بموقع "فيسبوك" بشأن عملية تحرير مدينة درنة من يد المسلحين الإرهابيين المعروفين بـ"شورى درنة"، كما أشارت إلى أن "المدينة تعود لأحضان الوطن"، بالإضافة إلى أنها بثت فيديو استغرق مدته حوالي 21 ثانية؛ لتبين فرحة الأهالي والمواطنين بدخول الجيش واستقباله بـ"الزغاريد والغناء"، وفرض سيطرته عليها.
في حين، أعلن معاون آمر السرية الأولى الأبرق مشاة، "صلاح العبيدي"، في تصريحات صحفية، أن دخول قوات الجيش، من المحور الشرقي لمدينة درنة إلى حي الساحل الشرقي، الذي يُعد أكبر أحياء المدينة، لافتًا إلى أن القوات تتحرك في حذر شديد خوفًا من الألغام التي زرعها الجماعات المتشددة الإرهابية، بغرض عرقلة الجيش عن الوصول إليهم.
في نفس السياق، أوضح المتحدث باسم الجيش الوطني العميد أحمد المسماري، أن مقاتلات سلاح الجو الليبي، استطاعت تدمير أماكن تجمع آليات مسلحة جنوب مدينة سبها، مؤكدًا أن تلك الآليات تابعة للعصابات التشادية.
كما أكدت مصادر عسكرية ليبية، أمس الأحد، بنجاح قوات الجيش في دخول غرب مدينة درنة، بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي مجلس شورى درنة، القريب من تنظيم القاعدة.
خضعت"درنة" لسيطرة بعض الجماعات الإرهابية، في السنوات التي تلت الثورة الليبية، وهو الأمر الذي ادي لإعلان الجيش الليبي بدء معركة تحرير المدينة.
نفذت الجماعات والتنظيمات العديد من العمليات، والسيطرة على عدة محاور بالعاصمة "بنغازي" بعد انتقالهم من سوريا والعراق، إلى داخل الأراضي الليبية واتخاذها وكرًا لهم.
المشير"خليفة حفتر"، القائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية، والذي أعلن في"مايو" الماضي، عملية تحرير درنة من أيدي الجماعات الإرهابية، والتي تمثلت مرحلتها الأولى في حسم معركة تطهير المدينة التي امتدت من 7 إلى 28 مايو.
تمكن الجيش خلالها، بمحاصرة عناصر مجلس شورى مجاهدي درنة المنحل، وهوالفصيل المسلح الذي يضم جماعات موالية لتنظيم "القاعدة"، بالإضافة إلى تنظيمات أخري منها، أنصار الشريعة وسرايا داعش بقيادة "بوهاشم الشلوي"،وحقق الجيش الليبي في عملياته العسكرية نصرًا قدره الخبراء بنسبه 70%، وذلك في المرحلة الأولى.
وكشف خلال تصريحاته الصحيفة، تفاصيل معارك "درنة" والمراحل التي مرت بها، موضحًا بأنها، مرت بعدة مراحل بدأت بحصار المجموعات الإرهابية، ومنعها من الخروج خارج المدينة أو تنفيذ عملياتها خارج المدينة المحاصرة درنة.
أضاف المشير حفتر، أنه أصدر أوامره بقطع الإمداد علي الجماعات والتنظيمات الإرهابية، بعد محاصرتها في المدينة لقرابة 3 سنوات، إنتظارًا لعملية تحريرها، بعد تجهيز الإمدادات معركة تحريرها من أيدي ضد الإرهابيين، وأن المعركة استهدفت اختراق خطوط الدفاع الخارجية التي قامت بها المجموعات الإرهابية على خط طول 110 كم.
وشهدت المعارك عدة ضربات قوية للقوات الجوية، تكبدت خلالها العناصر الإرهابية خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات العسكرية الثقيلة، والتي استمرت لأكثر من 72 ساعة متواصلة، ليتم ضرب أماكن ارهابية في درنة، ونجحت القوات الليبية في فرض سيطرتها على كافة المواقع المطلة على المدينة من الجهة الجنوبية والغربية والشرقية.
لم تكن درنة من نصيب داعش فقط، بل تقسمت بين الجماعات المتشددة.. وفي نهاية عام 2014، بعد ما أعلن داعش أن درنة أول إمارة له في البلاد، لم تقف كتيبة أبوسليم ساكنة في إطار الموقف، بل شاركت مع الجماعات الإرهابية في تقسيم المدينة.
كما ضبط الجيش الليبي، أثناء سيطرته على مناطق كانت تحت سيطرة "مجاهدي درنة"، على مستندات، تشير بتبعية مجلس مجاهدي درنة للتنظيم القاعدة؛ حيث يُعد"عبدالله العدم" الملقب بأبو عبيدة المقدسي،من أبرز قادة تنظيم القاعدة، كما أصدر مجاهدي درنة بيانًا الذي هدد فيه مجلس الرئاسي "المتواطئ"، بحسب موقع"سكاي نيوز".
يشار إلى أن عطية سعيد الشاعري، رئيس تنظيم "مجلس شورى درنة"، كشف عن هويته للمرة الأولى، في إصدار مرئي مدته 5 دقائق، في 12 مايو الجاري، دعا فيه لتشكيل ما عرف بـ"قوة حماية درنة"، كي تضم جميع العناصر الموجودة في المدينة؛ لمواجهة الجيش الليبي، واللواء خليفة حفتر ومنع تحرير المدينة، فضلا عن الهجوم على عناصر داعش.
في نفس السياق، أعلن تنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا، دعمه لمجلس شورى ثوار بنغازي، وإدانته "للتصعيد العسكري" في مدينة درنة، حسب وصفه، مما يتبين أن التنظيم الإخواني له صلة بمجلس الشورى؛ الذي له ارتباط بتنظيم القاعدة، ورفض المجلس الاستشاري الليبي، برئاسة الإخواني" خالد المشري" العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الليبي، لتحرير المدينة من ايدى الإهابيين.
وتمكن الجيش الليبي، من فرض سيطرته على أهم المحاور الرئيسية بمدينة "درنة"الشرقية والجنوبية والغربية " فضلًا إلى الهلال الجبلي حولها، وهو ما آهل القوات الليبية من نجاحها في عمليات تحرير المرحلة الأولى.
وكان القيادي الإخواني المنشق والباحث في شئون الحركات الإسلامية، خالد الزعفراني، قد أشار إلي أن، تنظيم "داعش" اعاد ترتيب أوراقه من جديد، بتدريب عناصره علي مواجهات القوات الليبية ومحاولاته للفرار إلي الحدود الليبية مع دول الجوار الأفريقية الفقيرة، والتي يعتبرها فريسة سهلة الاصطياد ومكانا مناسبا وملائما لعناصره الإرهابية، بعد نجاحه خلال الشهور الماضية سابقة تجنيده لعناصر من دول القارة السمراء.
وتستخدم الجماعات الإرهابية المدنيين كدروع بشرية، وهو ما حذرت منه غرفة عمليات القوات المسلحة الليبية، علي لسان ناطقها الرسمي "المسماري" والذي طالب مواطنيه، بعدم الخروج من منازلهم، حتي لاتتمكن العناصر الإرهابية من أختطافهم.
فشلت الجماعات الإرهابية، خلال الأيام الماضية، من تحقيق تقدم علي القوات الليبية، حيث قامت الأخيرة بتلقين عناصره "درسا" عسكريًا قاسيًا في فنون القتال تبعًا لما أشار إليه آمر القوات الخاصة "الصاعقة"، أمس السبت، في تصريحاته للوكالة الليبية، بأنه تم تشكيل قوة قتالية عسكرية، بالتعاون مع الغطاء القوات الجوية، تمهيدًا لأقتحام "درنة" والتخلص من الجماعات الإرهابية هناك.