شيخ زوايا إسبانيا يكشف لـ«أمان»: لماذا اتجهت دول أوروبا لدعم التصوف؟
كشف الشيخ عبدالله أبوبكر، شيخ الزوايا الصوفية بمدينة إشبيلية الإسبانية، حقيقة اضطهاد الصوفية من قبل التيارات السلفية والإخوانية فى العاصمة الإسبانية "مدريد".
وقال أبو بكر، في تصريحات خاصة لـ"أمان"، إن أتباع الطرق الصوفية يواجهون مضايقات كثيرة، بسبب التيار السلفي الوهابي، الرافض للصوفية والتصوف، كونهم يشنون حربًا شرسة ضد الصوفية، مما جعل الدولة هناك تطالبهم بالتراجع عن هجومهم على الصوفية، وإلا سيتم معاقبتهم والتعامل معهم بالقانون، موضحًا أنهم أنهم يصدرون العديد من الفتاوى الغريبة، مثل: تحريم زيارة الأولياء، وتحريم إقامة الاحتفالات والموالد وغير ذلك من الأمور.
وأوضح "أبوبكر"، أن تيار جماعة الإخوان والجمعيات السلفية موجودة في إسبانيا بصورة كبيرة، ولكن أتباع الصوفية، ليس لهم أي علاقة بهم، وذلك بسبب أفكارهم المتشددة جدًا، وإيمانهم بعقيدة مختلفة عن العقيدة الإسلامية الحقيقية، حيث أن دينهم التشدد، وليس الوسطية، وعلى ذلك نحن نهرب منهم دائما، عندما نراهم في أي محفل أو مكان، إلا أنهم يحاولون دائما الاحتكاك بنا، لإرجاعنا عن أفكارنا الصوفية، ولكن نحن ننشر أفكارنا ومنهجنا بين الجميع، ولا يستطيع أحد إيقافنا.
وأضاف شيخ الزوايا الصوفية بمدينة إشبيلية الإسبانية، أن الطرق الصوفية فى إسبانيا، تتعاون مع كل الطرق الصوفية حول العالم الإسلامى، وليس في قارة أوروبا فقط، والهدف من ذلك، جمع الصوفية حول العالم على قلب رجل واحد، لمواجهة أصحاب الفكر المتشدد سواء المنتمين لداعش أو السلفية أو غيرهم، والتلاقي في نفس الأهداف ونفس الأفكار، لافتًا إلى أن هناك الكثير من أوجه التعاون، خاصة مع الطرق الصوفية فى تونس والمغرب والجزائر لوضع إيديلوجية جديدة يمكن من خلالها مواجهة الجماعات المتشددة الكارهة لأهل التصوف، في دول العالم الإسلامي كافة.
وأكد "أبو بكر"، أن صوفية إسبانيا تحتفل بالكثير من الموالد في قارة أوروبا، بمشاركة الآلآف من المريدين الصوفية، الذين يأتون من كل أنحاء العالم، حيث أنهم يجدون طابع مختلف لدى الأولياء والصالحين الأوربيون، فهناك مولد «مولانا الرومى ومولد الشيخ النقشبندى، ومولد الشيخ الفذارى»، وغير ذلك من الموالد، والاحتفالات التي تجذب المواطنين العاديين إليها، لأنهم يرون فيها، نوع من الفلكلور الشعبي المختلف كثيرًا، عن الأعياد والاحتفالات الأخرى.
وأوضح "أبوبكر"، حقيقة اعتماد الدول الأوربية على أهل التصوف لمواجهة، الجماعات المتطرفة، قائلا: "تضررت شخصيًا من الجماعات والتيارات السلفية، خاصة أن هذه التيارات تحاول بشكل دائم نشر فكرها المتطرف بين الشباب الأوروبي مما جعل الحكومات تخاف من ذلك الأمر، لكنهم لم يجدوا حل لذلك إلا من خلال الصوفية، الذين يرفضون التشدد وينشرون أفكارهم بالمحبة والوسطية والروحانيات، ولذلك قامت العديد من الدول مثل "إسبانيا وإنجلترا والمانيا" بدعم الحركات الصوفية، وذلك للتقليل من خطر هذه الجماعات، والقضاء عليه تدريجيًا.