«رمضان».. موسم الفتاوى الشاذة للسلفيين
يعتبر التيار السلفي، شهر رمضان المبارك، هو من أهم الموسم التي يحاولون الانتشار بها بين أبناء الشعب المصري، من بين أهم الأسلحة التي يستخدمونها الفتاوى الصادرة بدون ضابط ولا رابط، كان أخرها ما تداوله شباب التيار عبر موقع التواصل الإجتماعي "الفيس بوك"، عدة فتاوى من بينهم فنوى تٌعتبر إمساكية رمضان بدعة "منكرة".
الفتوى الذي حصل عليها "أمان"، عبر إحدى المواقع السلفية، واعتبرت أن من الأعمال التي تفسد الصيام هي "إمساكية رمضان"، وقولهم في هذا: إنها " تقويم ليمسك الصائم قبل الفجر زعمًا منهم ليحتاط لصيام الإنسان، وموضحين أنها مخالفة لظاهر أحاديث النبي –صلى الله عليه وسلم - بالأمر بتعجيل الفطر وتأخير السحور".
وأكدوا أنها بدعة قديمة أنكرها أهل العلم في زمانهم، في حين يستنكروا ما يعتبره بعض الناس في إمساكية رمضان مدفع الإمساك - وقتًا للإمساك يسبق وقت آذان الفجر بربع ساعة-، مؤكدين أن هذا خطأ وليس بالصواب.
وفي هذا السياق قال القيادي السلفي، سامح عبد الحميد حمودة، إن: "إمساكية رمضان التي تحمل مواعيد الصلوات على مدار أيام شهر رمضان جائزة ليس فيها شيء".
حذر حمودة في تصريحاته، أن يكون الإمساك عن الطعام ليس قبل الفجر بمدة كبيرة، موضحًا أن للصائم أن يأكل ويشرب حتى يُؤذن الفجر.
فيما قال القيادي السلفي، الشيخ أحمد هلال، إن:"الغرض منها تذكرة الناس بتوقيت الإفطار"، لافتًا إلى أن الغرض صالح من ورائها.
وأكد هلال، أنها لم تٌعد من المنكرات رمضان، بينما تصبح من منكرات في حالة تحديد وضع الإمساك قبل آذان الفجر، مشيرًا إلى أن قول الرسول - صلى الله عليه وسلم-: " إن بلالًا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم"، موضحًا أن ابن أم مكتوم رجلًا أعمى لا ينادي حتى يقال له: أصبحت، أصبحت. متفق على صحته.
ولم يكن التيار السلفي في مصر هو الوحيد، المردد لهذه الوقائع، حيث في 8 مايو الجاري، تداول الشباب السوداني مقطع فيديو للشيخ أبوبكر، الداعية السلفي السوداني، تحت عنوان " الدورة العلمية في فقه الصيام".
تحدث فيها عن "البخور"، الذي وصفه بـ"الجرم"، وأنه يٌعد من المفطرات للصيام -أي له ذرات- عندما يتم استنشاقه رغم عن الإنسان، ضرب مثالًا لتوضيح قائلًا: إن "واحد يعمل في فرن؛ ففي تلك الحالة يستنشق، وكذلك تراب الشارع أو البخور الجرم".
وأوضح، يفطر الإنسان في حالة التعمد، لأنه يدخل في جوفه في نهار رمضان، محذرًا من اشعال البخور في نهار رمضان، والأفضل والأولى أن يشعله في ليلة.
ومن ضمن الاعتقادات الأخرى للسلفيين، هو أن صلاة التراويح أو التهجد ليس لها حد معين من الركعات، مؤكدين على أن الصحيح من سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- في صلاة التراويح أن تصلى إحدى عشرة ركعة.
وفي هذا الصدد، يوضح القيادي السلفي، أحمد هلال، أن عدد ركعات صلاة الترويح به خلاف؛ فيجوز الزيادة عن احدي عشر ركعة، متابعًا: أن الاكتفاء بها أولى، لأنها سنة النبي لقول السيدة عائشة مازاد رسول الله في رمضان ولا في غيره علي احدى عشر ركعة.
بينما أوضح عضو في المجلس الأعلى للأزهر الشريف، الدكتور عاطف عسكر، إن: " الشخص المفوض للإصدار فتاوى منوب من المؤسسات الدينية كالأزهر ودار الإفتاء المصرية، أو مجمع البحوث الإسلامية.
وأضاف عسكر، في تصريحاته الخاصة، أن السلفيين يسهل عليهم أن يستندوا بأحاديث وتفسير لبعض الآيات القرآنية مٌتنثرة على مواقع التواصل بدون علم منهم، موضحًا أن الفتوى لها أهلها وسياقها؛ فالدين ليس أمر مباح لأي شخص.
تابع قائلًا: إن "السلفين أو غيرهم لابد أن يكون له مرجعية أو على الأقل يأخذ تصريح بالتفويض بالإفتاء من الأزهر، لا أظن أن الأزهر يعطي لهؤلاء تصريح، إلا لخريجين الأزهر".
أوضح أن البخور والروائح الذكية، كل تلك المواد لا تٌعد من المفطرات، ولكن إن ثبت أن هناك بخور به مادة لها سٌمك وحجم وتتطاير وتدخل الجسم في جوف الإنسان؛ فبلا شك تٌعد من المفطرات، في حالة استنشاقها الإنسان متعمدًا.
في نفس الإطار يرد الدكتور عاطف على من يدعي أن الآذان بمصر ليس توقيت صحيح أن يٌعتمد عليه في الإفطار والإمساك، وأنه قبل الموعد الصحيح للإفطار والإمساك، مؤكدًا على أن مواعيد الإمساك عن الطعام تأخذ بأذان الفجر المصري، وكذلك الإفطار بآذان المغرب المصري.
ومن جانبه، أوضح أنه ورد عدد صلوات الترويح أكثر من هيئة، مشيرًا إلى ما ورد عن عمر بن الخطاب –رضى الله عنه-، أنه صلى "21" ركعة، كما ورد عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- "11" ركعة كما نصليها الآن.