«جيش الإسلام» من المفاوضات إلى الاتهام بحيازة الأسلحة الكيماوية
طرأت الكثير من التحولات على فصيل «جيش الإسلام» المسلح بسوريا، الذي كان يتخذ من مدينة الغوطة الشرقية مركزًا له، أهمها اتهامه بالإرهاب بشكل مباشر وايوائه لعناصر إرهابية، بعد أن كان أحد أطراف المفاوضات مع النظام السوري، واتهمته وكالة «سبوتنيك» الروسية بعد ذلك في تقرير لها استحواذه على الأسلحة الكيمائية، بل وتصنيعها أيضا.
حيازة الأسلحة الكيميائية
اتهم النظام السوري، "جيش الإسلام" بالإرهاب، في عدد من البيانات الرسمية، منذ بداية الهجوم على مدينة الغوطة الشرقية تمهيدًا لإخلائها آنذاك، بصفته المعارض العسكري للنظام السوري الأقوى، حيث عثر في منزل عصام بويضاني قائد جيش الإسلام، عقب انسحابه من دوما، على وثائق تثبت تورطه في إجراء عمليات لتصنيع السلاح الكيميائي بالمدينة.
وذكرت وكالة «سبوتنيك» الروسية في تقرير نشرته أمس الأحد أنه تم العثور على وثائق تؤكد تصنيع السلاح الكيميائي في دوما، حينما كانت تقع تحت سيطرة جيش الإسلام، بالإضافة إلى ما نشرته قناة الإخبارية السورية أمس الأحد ايضا، من وثائق لم تتعرض للإتلاف تابعة للفصيل المسلح مكتوب عليها "بعد إتمام الطلاب الذين خضعوا لدورة تكنولوجيا في مركز سبيلي للدراسات (الدورة كيمياء وإلكترون)، تم تعيين المسئولين التالية أسماءهم وبحسب اختصاصاتهم".
كما ذكرت القناة أنه وفقًا للوثائق التي حاول جيش الإسلام إتلافها قبل مغادرته المدينة عن طريق الحرق، أن المسئول عن الملف الكيميائي والتصنيع الحربي هو المدعو يوسف قاقيش وأنس قاشوع المكنى بأبي ماهر، بالإضافة إلى الكشف عن فضيحة بحق جيش الإسلام بإطلاق النيران على عدد من المدنيين، ووثائق أخرى عن وجود اقتتال مسلح بين الفصائل التي تواجدت في الغوطة الشرقية، وحوداث سرقة ونهب.
تبريرات النظام لقصف المدينة
قبيل قصف مدينة دوما أكد النظام السوري، أن قصف المدينة ليس لاستهداف الأهالي هناك، ولكن حجته كانت لإيوائها العناصر الإرهابية بكثرة، معللًا ذلك أن عناصر جيش الإسلام شنت هجمات على العاصمة دمشق وفق ما ذكرته وكالة «سانا» السورية، المقربة من النظام السوري، بالقذائف الصاروخية والهاون، ما تسبب باستشهاد وجرح عشرات المدنيين، ووقوع أضرار مادية كبيرة بالمنازل والبنى التحتية في محيط ساحة الأمويين والمزة 86 وعش الورور، حسب الوكالة.
اتفاق بخروج عناصر جيش الإسلام
وكشفت الوكالة السورية عن التوصل لاتفاق مع فصيل «جيش الإسلام»، في مدينة دوما السورية، مؤكدةً أن الاتفاق الذي توصل له النظام السوري يقضي بخروج كل المختطفين من دوما مقابل خروج كل عناصر جيش الإسلام، والتوجه إلى مدينة جرابلس الواقعة بمدينة حلب شمال سوريا.
وسعت روسيا والنظام السوري لإخراج جميع المسلحين من "دوما"، وتوصلت لاتفاق يقضي بخروج جميع مسلحي جيش الإسلام في مقابل تحرير 52 من تابعي النظام السوري، إلى منطقة جرابلس حيث بدأ إجلاؤهم من المدينة في الثاني من إبريل الجاري، وكان آخرهم القائد الحالي وخروجهم من المدينة بعد إجلائها منهم.
تاريخ جيش الإسلام
وكانت بداية ظهور جيش الإسلام، مع اندلاع الأزمة السورية 2011، بجانب العديد من التنظيمات والجماعات المسلحة التي عللت ظهورها آنذاك للوقوف في وجه النظام السوري بجانب الثورة السورية، إلا أن جيش الإسلام الذي عرف عنه بصفته المعارض للنظام آنذاك، استطاع أن يدخل في سلسلة من المفاوضات مع النظام السوري.
شارك عبر مسئوله السياسي محمد علوش في مفاوضات عدة، من أبرزها مفاوضات الرياض التي تمت عام 2015، ومفاوضات جينيف، وأستانا، والتي باءت جميعها بالفشل في وجه جيش الإسلام، ولم يحقق منها ربحًا لتحقيق أهدافه.
تأسس جيش الإسلام على يد زهران علوش، -الذي قتل في غارة جوية على مدينة دمشق السورية في 25 ديسمبر 2015، وعيّن عام بويضاني المكنى بـ"أبو همام"، خلفًا له-، عقب اندلاع الثورة السورية بسنتين، وتحديدًا عام 2013، عبر اتحاد أكثر من 45 فصيلًا من الجيش الحر الذي كان يعد أبرز تشكيل عسكري معارض للنظام السوري.
جيش الإسلام الذي بدأ تكوينه بتشكيل سرية الإسلام، وتطورت إلى أن أصبحت لواء الإسلام، إلى أن صار وتحول بعد اندماج العديد من الفصائل واللواءات العسكرية الصغيرة إلى ما يعرف اليوم بـ"جيش الإسلام"، وشكّل مجموعات من المسلحين السلفيين التي تقترب أفكارهم من تنظيم القاعدة.
شارك جيش الإسلام في العديد من العمليات العسكرية في العديد من المدن السورية ضد قوات النظام السوري، واتخذ من الغوطة الشرقية مركزًا له، وسيطر خلال عملياته العسكرية على عدد كبير من المواقع المهمة للنظام من بينها: كتائب "الدفاع الجوي في الغوطة الشرقية، والمستودعات والإشارة والدفاع الجوي، والبطاريات"، بالإضافة إلى الفوج 274 ورحبة إصلاح المركبات الثقيلة.