«داعش» يحاول استغلال صراع الفصائل السورية لكسب العناصر المنشقة
عاود تنظيم داعش الإرهابي، استغلال الصراع الدائر بين الفصائل السورية في القوت الحالي،-جبهة تحرير سوريا، وهيئة تحرير الشام-، والهجوم على "الهيئة، معبرًا عن شماتته فيهما، مطالبًا عناصر الهيئة بضرورة ترك الجولاني في أقرب وقت، بسبب كذبه، وقتاله ضد التنظيم، وتعاونه مع من تدعمهم أمريكا، حسب قوله، مستخدمًا منابره الإعلامية، في نشر العديد من الإصدارات والمقالات التي يدعو من خلالها إلى ترك "الجولاني"، والانضمام للتنظيم.
ونشر ما يسمى بـ"ترجمان الأساورتي"، فيديو لشهادات عدد من عناصر التنظيم الإرهابي، جاء بعنوان "لماذا عليك ترك جبهة النصرة - رسالة للعقلاء"، لم يتحاوز 7 دقائق، مؤكدًا من خلاله أن هيئة تحرير الشام، قبيل تغيير اسمها الأول –جبهة النصرة- كانت تتعاون مع من تدعمهم أمريكا في قتال جميع العناصر المتواجدة في سوريا، حيث أكد أحد عناصر "الهيئة" في الإصدار أن "العناصر الجديدة مكثت في أنقرة قرابة أسبوع وتم عمل فحوصات طبية لهم، و3 أسابيع أخرى في قطر، وكل شهر تدخل مجموعة منهم إلى سوريا".
وتابع: "كنا 100 شخص، وتم تدريبنا خلال أسبوع على حمل البندقية الخفيفة "الكلاشينكوف"، ولمدة أسبوعين كنا نتدرب على المدافع والـ"أر بي جي"، والرشاش الثقيل، بالإضافة إلى إعطاء الفرد كامل مستلزمات القتال، وبعد 5 أيام، تم تسليمنا على باب الهوى بمعبر أطمة، وإعطاءنا السلاح، موضحًا أن كل 10 أشخاص يتسقلون سيارة وبها رشاش ثقيل، لافتًا إلى أن "الجبهة" آنذاك لا تعطي السلاح إلا لمن يريد أن يتدرب عندهم فقط، أو من يحارب داعش فقط".
فيما عرض التنظيم الإرهابي شهادة أحد عناصره، عن السلاح الذي يدخل إلى سوريا عن طريق معبر أطمة الذي يقع عند الحدود السورية التركية، لـ"الهيئة"، وأكد أن عناصرها تأتي لتأخذ السلاح من تركيا، لافتًا إلى أن التنظيم تحدث مع أمراء الجبهة حينها، لماذ يأخذون السلاح من خلال المعبر، وقررنا في أحد الأيام إغلاق الطريق، ولم نسمح لهم بالمرور، وبدأت السيارات تأتي من داخل أطمة بأسلحة متنوعة، ولكن سمحنا لهم بالمرور بدون أسلحة وذخيرة، وبقيت الشاحنات في أطمة، ثم أتانا أبو سليمان أمير أطمة فقال لنا: "يجب أن نفتح الطريق حتى تمر الأسلحة من أطمة، لأن هذا أمر من النصرة، حيث أن الجولاني أمر بفتح الطريق حتى تمر هذه الأسلحة من أطمة"، حسب قوله.
وذكر أحد عناصر التنظيم، متحدثًا باللغة الألمانية، أن عناصر الجبهة طلبوا منه أن يقاتل ضد تنظيم داعش ولكنه رفض الدخول في ذلك القتال، وأن يشارك في قتال ضد المسلمين دون أي دليل أو دون سبب لتسيل الدماء، مؤكدًا أن "الهيئة" في ذلك الوقت أهملته ولم تخبره بأي أحداث أو أخبار جديدة، وأصبح مهمشًا، لافتًا إلى أنه شعر بعدم الراحة معهم، وفق قوله.
ويسعى التنظيم الإرهابي إلى محاولة الزج بنفسه في الصراع الدائر لكسب العديد من العناصر المنشقة عن "الهيئة"، وانضمامها إلى صفوفه، عن طريق إعادة نشر العديد من المقالات والإصدارات التي يهاجم من خلالها الهيئة، عن طريق عرض العديد من شهادات عناصر التنظيم، الذين انشوقوا عن الهيئة وانضموا إليه، وآخرين من داخل الهيئة، يعرضون كيفية دخولهم إلى سوريا والتدريبات التي حصلوا عليها لقتال "داعش".
وكان التنظيم الإرهابي، نشر الأسبوع الماضي فديو عبر من خلاله عن شماتته في الفصائل السورية المتصارعة فيما بينها، مؤكدًا أن ما قاله أبومحمد العدناني، المتحدث السابق باسم التنظيم، المقتول في أغسطس 2016، خلال كلمته التي جاءت بعنوان «ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الظالمين»، قد تحقق على تلك الفصائل وفرّق شملهم وجمعهم، وخالف بين قلوبهم ومزقهم، عارضًا من خلاله شهادة عدد من الفصائل الأخرى، وشرعيّ «هيئة تحرير الشام» السابقين، والحاليين، وعلى رأسهم حسن صوفان، قائد جبهة تحرير سوريا، وعبدالرحيم عطون، المكنى بـ«أبوعبدالله الشامي»، الذي أكد أن عناصر هيئة تحرير الشام مستعدون أن يذبحوا ويقتلوا فقط باسم المصلحة، بالإضافة إلى شهادات عدد من النساء المتضررات من الاعتداءات التي قامت بها الهيئة خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى رفض أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، فك ارتباط «النصرة» بالقاعدة، حسب قوله.