هل تتغير أيديولوجية العشيرة المحمدية بعد وفاة شيخها؟
تُعرف «العشيرة المحمدية الصوفية» نفسها، بأنها طريقة صوفية وحقيقة سلفية، وتؤكد دائما التزامها بالمنهج السنى السلفى، وبعدها عن البدع والخزعبلات، التى ترتكبها بعض التيارات والطرق الصوفية، الأمر الذى جعلها تغرد خارج السرب الصوفى، وتبنى لنفسها شكلًا مختلفًا بعض الشىء عن الطرق الأخرى.
منذ أيام قليلة، توفي الشيخ محمد عصام زكى إبراهيم، رائد العشيرة المحمدية، وشيخ الطريقة المحمدية الشاذلية، الأمر الذى جعل هناك تخوفات، بين مريدى وأتباع الطريقة، من تغيير المنهج الذى تسير عليه، هذه الجماعة الصوفية، التى ترتدى الجلباب السلفى، خاصة أن الشيخ نور الشيخ الجديد للطريقة، لازال شابا صغيرًا، يبلغ من العمر 21 عاما، ليس لديه الخبرة الكافية، بإدارة طريقة أو جماعة بحجم العشيرة المحمدية، والتى يصل عدد أتباعها فى مصر، إلى «3ملايين» مريد، ما يجعل هناك تكهنات، بتغير بعض الأفكار التى تسير عليها، العشيرة المحمدية، خاصة أن الشيخ الجديد،ليازال طالبًا جامعيًا.
يقول مؤسس العشيرة المحمدية، محمد زكى إبراهيم، فى ديوان البقايا، ليس التصوف رقص الراقصين، ولا طبل وزمر، وتصخاب وتهييج ولا هو الذكر بالفاظ ساذجة محرفات، ولا صعق وتشنيج، ولا مواكب رايات ملونة، فيها لما يغضب الديان ترويج ولا هو العمة الكبرى، ولا سبح حول الرقاب ولا جمع مفاليج ولا التعطل أو دعوى الولاية، أو صنع الخوارق أو كذب وتدبيج ولاوشاح وعكاز، ولا نسب إلى النبي، من البهتان منسوج، ولا الإجازات تشرى بالدراهم، أو وظائف صرفها بالزيف ممزوج، ولا مظاهر آثام الموالد، أو تكاثر برجال خيرهم عوج، وليس بفلسفات الهوج ينقلها كالببغاوات جهلا، قلة هوج إن التصوف«فقه الدين» قاطبة، والفقه بالدين توثيق وتخريج هو الكتاب، وما جاء النبي به وكل شىء سوى هذا فمحجوج، إن التصوف سر الله يمنحه من قد أحب وحب الله تتويج، وإنما الحب أخلاق ومعرفة ذكر وفكر وترويح وتأريج، إن التصوف:تحقيق الخلافة في أرض الإله وإلا فهو تهريج.
يقول الدكتور سيد مندور القيادى الصوفى، فى تصريحات لـ"أمان" إن منهج العشيرة المحمدية، منهج متفرد ومختلف، عن مناهج الطرق الصوفية الأخرى،خاصة أن مؤسس الطريقة، هو محمد زكى إبراهيم، الذى كان عضوًا فى المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، مما يعنى أنه كان يلتزم بأمور الشريعة أكثر، من أمور التصوف والروحانيات، مما جعل الكثيرين يطلقون على تصوف العشيرة المحمدية، بـ«تصوف ابن القيم»، والمعروف للجميع، أن ابن القيم، كان يرفض الكثير من الطقوس والمواقف، التى يقوم بها أهل التصوف، كزيارة الأضرحة والتوسل بالصالحين والأولياء، وغير ذلك من الأمور ما جعل مكروهًا مذمومًا من أهل التصوف أنفسهم.
يضيف«مندور» أن العشيرة المحمدية، اقتبست منهج وتوجه ابن القيم، فى الزهد والبعد عن ملذات الدنيا، وغير ذلك من الأمور التى جعلتها مختلفة، بعض الشىء عن الطرق الصوفية الأخرى، ما جعلها بعيدة كل البعد، عن المنهج الصوفى، الذى يظهر فى الموالد والاحتفالات، وغير ذلك من الطقوس الصوفية والروحانية، الأمر الذى يعنى أن أفكار وأيديولوجية هذا الكيان، لن تتغير أو تتبدل خاصة، أن مؤسس العشيرة، محمد زكى إبرهيم، فى وصيته، طالب أبناءه وأتباعه الالتزام بالمنهج الذى غرسه هو فى الطريقة، وكذلك الشيخ عصام محمد زكى إبراهيم، طالب نجله بعد وفاته بالسير على نهج الشيوخ المؤسسين، للطريقة، وعدم الاختلافات عنهم، أو تغيير فكر أو توجهات الطريقة.
من جانبه، قال مصطفى زايد، الخبير فى الشئون الصوفية، لـ"أمان" إن وفاة الشيخ عصام محمد زكى إبراهيم، لن تؤثر على المنهج أو الفكر، الذى تتبعه العشيرة المحمدية، خاصة أن هناك شيوخًا وعلماء تابعين للطريقة، أمثال «الدكتور محمد مهنا مستشار شيخ الأزهر، والدكتور أسامة الأزهرى مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، والدكتور مجدى عاشور مستشار مفتى الجمهورية»، وهؤلاء العلماء، لن يتركوا الشيخ الجديد، يغرد بمفرده داخل الطريقة المحمدية الشاذلية، فهم سيضعون له الخطوط العريضة التى يمشي عليها، حتى لا يصطدم، ببعض المتشددين، الرافضين للتجديد داخل أروقة العشيرة المحمدية.
وتابع "زايد" أن منهج العشيرة المحمدية، لن يتغير، وسوف يلتزم الشيخ الجديد، بما صار عليه، الشيوخ المؤسسون سواء جده أو والده، حتى لا يحدث انقسام داخل الطريقة، التى تعتبر من الطرق الصوفية العلمية، التى لاتهتم بالكثير من الطقوس الصوفية.