عبدالمنعم الشحات: الإخوان جماعة متناقضة وهذه أكبر فضائحهم
نشر القيادي التاريخي لجماعة الإخوان إبراهيم الزعفراني تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الأسبوع الماضي، طالب فيها أعضاء حزب النور بضرورة حل الحزب.
وقال الزعفراني : "نصيحة صدق وإشفاق لإخواننا فى حزب النور، أدعو إخواننا في حزب النور المصري إلى سرعة الإعلان عن حل الحزب"، مشيرا إلى أن وجود الحزب "يورط الدعوة السلفية في الموافقة على أفعال وقرارات تحملهم الكثير من الأوزار عند الله وعند الناس".
وأكد أن مواقف الحزب حاليا، تعرض صورة الإسلاميين للتشويه، كما تعرضه للاختراق من الداخل، إضافة إلى تعرضه لغضب ولعنات "المظلومين" وتسقط الكثير من المنتمين للدعوة السلفية من نظر الكثيرين على المستوى المحلي والعالمي.
واستأنف نصائحه، قائلا: "في حال وافقت قيادة الحزب على حله، ستصبحون بعيدين عن العمل الحزبي، ولن تكونوا مطالبين وقتها كجموع في هذه الحال بأداء هذا الدور التعيس.
وأشار إلى أن المدرسة السلفية ستعود بذلك لأصلها، كإحدى الحركات الإسلامية المنشغلة بإصلاح نفسها بالعلم والعبادة وإصلاح الآخرين وتعليمهم بعض أمور دينهم، بعيدا عن العداوة لغيرهم من الحركات الاسلامية، وبعيدا عن الضغوط والإملاءات والاختراقات واللعنات وتشويه صورة الإسلاميين".
وأضاف: " فنصيحتي لأعضائه غير الراضين عن أدائه الاستقالة منه لينأوا بأنفسهم عن موافقه وأفعاله".
وفي الوقت نفسه أثارت هذه النصائح غضب عدد من قيادات حزب النور والدعوة السلفية بالإسكندرية، ورد عبدالمنعم الشحات المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية على ذلك بمقال طويل نشره في موقع "أنا السلفي"، المنبر الإعلامي للدعوة السلفية فضح خلاله تناقضات الزعفراني وجماعة الإخوان في الكثير من المواقف، ووصفها "بأنها لا ترقى إلى أن تسمَّى اجتهادات؛ لا بالمعنى الشرعي، ولا بالمعنى السياسي، ولا بالمعنى الإداري".
وقال إنه: " قد يُقال إن الزعفراني منزعج مِن إقدام "حزب النور" على تأييد الرئيس "عبد الفتاح السيسي" في الانتخابات، وبالتالي خرجت النصيحة بهذه الحدة، وبهذه الاقتراحات.
ولكن أرى أن هذا ليس عذرًا: فهو رغم دعوته للكيانات الإسلامية باعتزال العمل السياسي إلا أنه ليس ممَن يدعون إلى اعتزال الحياة السياسية -كما سيأتي-، بل وليس ممَن يدعون إلى اعتزال الانتخابات الرئاسية تمسكًا بالاستحقاقات الانتخابية السابقة على "3-7"، والتي يقول إنها تحولتْ إلى ما يشبه بالفرائض الخمسة عند البعض، بل إنه كان مِن ضمن مَن يمهدون لدعم مرشح آخر، وبعد الانسحاب وجَّه التحية إلى الأستاذ "خالد علي"، و"الفريق عنان"!
وأضاف: "ولا أدري كيف يمكن لمَن كان يريد تأييد "الفريق عنان" أن ينزعج كل هذا الانزعاج مِن تأييد الرئيس "السيسي"، ومعلوم أن "الفريق عنان" رجل عسكري لا يتماشى ترشيحه مع شعار الإخوان: (يسقط يسقط... حكم العسكر!).
وفضح الشحات أسلوب السباب والشتم الذي يتبعه أعضاء الإخوان، قائلا: "يأتي العتاب الأكبر للدكتور "إبراهيم": في أنه رغم عباراته المهذبة؛ فقد ترك صفحته مجالًا ليثبت لنا متابعوه أن الإخوان عندهم ازدواجية أخلاقية عجيبة جدًّا! فمع كثرة حديثهم عن التربية والأدب تجدهم عند الغضب في قمة سوء الأدب!.
بالطبع يُحسب لهؤلاء الشاتمين في صفحة د."الزعفراني" أنهم استخدموا شتائم مِن قاموس العمالة والنفاق الذي استخدمه "إخوان 65"، مع مَن وافق على مصالحة "عبد الناصر" قبْل أن تتصالح الجماعة ككلٍّ مع نائبه "السادات"، ولم يستخدموا السب بالألفاظ السوقية التي شرعن لها "وجدي غنيم"، و"عصام تليمة"، وغرق فيها شباب الإخوان حتى آذانهم (وفي الشر خيار!).
وكشف الشحات ازدواجية الجماعة من خلال دعوة الصغار للثورة وتقديمهم قرابين لتوجهاتهم وهروب القيادات، مشيرا إلى أن " المشكلة أن كثيرًا مِن الرموز يطبقون هذا عندما يصل الأمر إليهم، ولكنهم يفتون الأتباع بعكسه، كما فعل "شيوخ المنصة" يوم الفضِّ؛ فظلوا يرددون أن مَن ينسحب سيكون مرتكبًا لجريمة الفرار يوم الزحف ثم لما وصل الأمر إليهم فروا!
ومَن فرَّ منهم ظل صامتًا ساكنًا يترقب إلى أن فرَّ الفرار التالي إلى قطر أو تركيا أو... ثم أخذ يسب ويلعن الساكتين الذين لا يطبقون سنة النبي -صلى الله عليه و سلم- في قول كلمة الحق عند سلطانٍ جائر!.
كما فضح عبدالمنعم الشحات تعامل الإخوان مع كل الرؤساء المصريين فقال:
"والقضية الأعمق: أن الإخوان دخلوا مع كل الرؤساء تقريبًا في ذات الدورة، ولا بد لهم مِن مراجعةٍ صادقة مع النفس في أبوابٍ كثيرة، وهذا منها.
- فقد تعاونوا مع "عبدالناصر" في "52" ثم اختلفوا معه، ويرى مؤرخهم "محمود عبدالحليم" أن تعالي الإخوان على "عبد الناصر" كان سببًا رئيسًا فيما حدث.
ثم لما اختلفوا معه اكتشفوا فجأة أن اليهود في "48" كانوا يمدونه بالبرتقال والشيكولاتة، وهم يحاصِرون كتيبته؛ فهو بذلك عميل صهيونيّ، وتربَّى في حارة اليهود و... ! (طبعًا الإخوان لا يخجلون مِن الطعن عند الاختلاف بأثرٍ رجعي، يعني لا يكتفون بأن يقولوا: إن عبد الناصر مثلًا غدر بهم إن كانوا يرون هذا، بل لابد مِن أن يكون عميلًا صهيونيًّا! وممكن أحيانًا يكتشفون هم يقلبون أوراقهم فجأة أن فلانًا "أمه يهودية!"، وعلى النقيض يمكن الشخص الفاسد المفسد مِن وجهة نظرهم فجأة يكتشفون أنه حفيد عمر بن الخطاب، وأنه أيضًا مِن الأشراف (كما رددت قنواتهم عن الفريق "عنان"، ولا أدري: كيف يمكن أن يجمع شخصٌ واحد بيْن هذين النسبين؟!).
المهم اصطدموا مع عبد الناصر، ورفضوا المصالحة مرات، بل خونوا -وربما "كفَّروا"- مَن نادى بها في السجن، ورفعوا شعارات دم الشهداء وغيرها مِن الشعارات.
وفجأة وبعد 20 سنة تصالحوا مع "السادات" الذي كان عضو يمين في المحكمة التي حكمتْ بالإعدام على "عبدالقادر عودة"، ولم يكن ثمة مجال للكلام على دماء "عبدالقادر عودة" ولا غيره، ولا شيء مِن هذا!
والطريف: أن مَن يخالف الجماعة في أي مِن هذه الانفعالات (لا أظن أنها ترقى إلى أن تسمَّى اجتهادات؛ لا بالمعنى الشرعي، ولا بالمعنى السياسي، ولا بالمعنى الإداري) فإن كان مِن داخل الجماعة طُرد، وقيل: الجماعة تنفى خبثها! وإن كان مِن خارجها؛ فالتهم لا حصر لها".
وأضاف : "لا أدري ماذا لو تمت المصالحة غير المباشرة مع النظام التي نصح بها د."إبراهيم" قيادات الإخوان... مَن سيوصف حينها بالعمالة والخيانة، ومَن سيوصف حينها بالتسرع والتشدد؟!
ولكن المؤكد: إن موقف الجماعة حينها سيكون عند أنصارها هو عين العقل والحكمة، وفهم مقاصد الشريعة، وسيكون مختلفًا جملة وتفصيلًا (في حس هؤلاء) عمن رأى هذا ونادى به قبْل الدماء والخسائر؛ لأن هؤلاء حينما نادوا بهذا انطلقوا مِن منطلق العمالة والخيانة، ولكن الجماعة عندما تعود لكلامهم حينها ستكون آخذة به مِن باب الحكمة والحنكة السياسية".